الإثنين 10 آذار 2025

أحداث الساحل السوري.. صراعًا على النفوذ بين أطراف إقليمية ودولية تسعى لإعادة ترتيب الأوراق في سوريا

أحداث الساحل السوري.. 
صراعًا على النفوذ بين أطراف إقليمية ودولية تسعى لإعادة ترتيب الأوراق في سوريا.

النهار الاخباريه وكالات 

تتسارع وتيرة الأحداث في الساحل السوري، حيث تشهد المنطقة تصعيدا أمنيا غير مسبوق، وسط عمليات عسكرية مكثفة وحملات تمشيط واسعة النطاق.

وبينما تؤكد السلطات أن هذه التحركات تستهدف "فلول النظام السابق"، يرى محللون أن ما يحدث يعكس صراعًا على النفوذ بين أطراف إقليمية ودولية تسعى لإعادة ترتيب الأوراق في سوريا.
في تصريح خاص، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، أسعد الزعبي، بل هو جزء من "فوضى خطيرة يتم توجيهها بدقة، وبأدوات داخلية وخارجية".

ويضيف الزعبي أن "هذه المجموعات لم تكن قادرة على تنفيذ عمليات بهذا المستوى دون دعم لوجستي وتسليحي من جهات خارجية".

وتشير التقارير إلى أن بعض العمليات نُفذت بتخطيط مشترك بين عناصر الفرقة الرابعة، الموالية للنظام السابق، وميليشيات إقليمية لها مصالح مباشرة في استمرار الفوضى.
ويقول الزعبي: "هناك تنسيق بين عناصر الفرقة الرابعة وحزب الله وبعض الفصائل المسلحة في الشمال الشرقي، والهدف الأساسي هو عرقلة أي محاولة لفرض الاستقرار من قبل الحكومة الجديدة".
من جهتها، ردت الحكومة السورية الانتقالية بإجراءات مشددة، حيث فرضت حظر تجول في اللاذقية وطرطوس، وأطلقت عمليات تمشيط واسعة في جبلة والمناطق المحيطة.

ويؤكد مصدر أمني أن هذه العمليات "تستهدف تفكيك الخلايا المسلحة، واعتقال جميع المتورطين في دعمها".

وتؤكد السلطات أن "الدولة لن تتسامح مع من تلطخت أيديهم بدماء رجال الأمن"، مشيرة إلى أن بعض الشخصيات المتورطة في الأحداث تقيم خارج البلاد، وتعمل على زعزعة الاستقرار بمساعدة جهات إقليمية.

يؤكد الزعبي أن "ما يحدث في الساحل السوري ليس مجرد اضطراب محلي، بل هو ساحة لصراع إقليمي معقد، حيث تسعى دول مثل إيران وتركيا وروسيا وحتى إسرائيل إلى تحقيق مكاسب عبر الضغط على الحكومة السورية الجديدة".

ويضيف: "إيران، على وجه الخصوص، لا تريد استقرار سوريا، لأنها ترى في ذلك تهديدًا لنفوذها العسكري والسياسي في البلاد. لذلك، تعمل عبر ميليشياتها على تغذية الفوضى وإبقاء المشهد مفتوحًا على كل الاحتمالات".

أما روسيا، فرغم تحالفها مع دمشق، فإنها "تستخدم الورقة الأمنية في الساحل لممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على الحكومة الجديدة 
بين العمليات العسكرية والتدخلات الإقليمية، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل الساحل السوري. فهل ستنجح الحكومة في فرض الاستقرار عبر القبضة الأمنية وحدها، أم أن البلاد أمام مرحلة جديدة من الصراع طويل الأمد؟

يبدو أن الأحداث الحالية ليست سوى بداية لفصل جديد من المواجهة، حيث تتداخل الحسابات المحلية والإقليمية في لعبة معقدة قد تعيد رسم خارطة النفوذ في سوريا.