النهار الاخبارية - مقالات
وصلت أسعار الوقود إلى أعلى مستوى لها في ثماني سنوات، بعد أن تسبب مزيد من عمليات الشراء بدافع الذعر في إبلاغ بعض تجار التجزئة عن نفاد 90 في المئة من محطاتهم.
وكشف مركز الأنشطة الإقليمية أن متوسط سعر لتر البنزين في جميع أنحاء المملكة المتحدة ارتفع من 135.87 بنس يوم الجمعة إلى 136.59 بنس الأحد.
ولم تكن أسعار المضخات مرتفعة إلى هذا الحد منذ سبتمبر (أيلول) 2013، وقالت شركة راك إن الوضع قد يزداد سوءاً بالنسبة إلى السائقين، إذ يتحمل تجار التجزئة كلفة ارتفاع أسعار الجملة.
وقفز سعر الجملة للبنزين من 123.25 بنس في 20 سبتمبر إلى 125.22 بنس بعد أربعة أيام فقط، إذ قيل إن مرآباً واحداً رفع أسعار الوقود إلى 198.9 بنس للتر.
وقال المدير التنفيذي لجمعية تجار البنزين بالتجزئة التي تمثل نحو 5500 محطة جوردون بالمر، إن بعض المناطق الريفية "تتأقلم بشكل جيد لكن المدن تكافح لاحتواء الطلب".
وأضاف، "يبدو أن أكبر المناطق هي المناطق الحضرية الكبرى والأشخاص الذين يحاولون الحصول على الوقود، نحن نعطي الأولوية للطرق السريعة لمحاولة استمرارها". وتابع، "عندما تحدثنا إلى أعضائنا اليوم قالوا إن 65 في المئة من محطاتهم جافة، وفي بعض الحالات يمكن أن تكون 90 في المئة، ما زالوا يرون كثيراً من قوائم الانتظار في كل مكان، وقد استقبلت بعض المواقع شحنات، لكن يتم تجفيف المواقع بالسرعة التي توفرها الناقلات للوقود".
وذكر مركز الأنشطة الإقليمية إنه كان على دراية "بعدد صغير من مالكي المرآب يستفيدون من الأزمة"، بينما يعتقد أن المرائب الأخرى قد رفعت الأسعار لردع أي شخص يتصدر خزان الوقود الخاص به من دون داع.
واستمرت الفوضى لليوم الرابع في الفناء الأمامي يوم أمس، إذ تابع بعض العملاء ناقلات النفط واختبأ بعض السائقين في المراحيض في انتظار إعادة فتح المضخات. وقام سائقون آخرون بملء زجاجات المياه بالبنزين أو ناموا في سياراتهم، بينما اصطف آخرون لمدة تصل إلى أربع ساعات.
رفع أسعار التجزئة
وقال المتحدث باسم الوقود في شركة "راك" سيمون ويليامز، إنها أصبحت الآن "صورة قاتمة جداً" للسائقين، إذ واجهوا ارتفاع الكلف والفوضى في المضخات.
وأضاف، "مع ارتفاع كلفة النفط وقرب أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات الآن، فإن أسعار الجملة قفزت مما يعني أن تجار التجزئة يدفعون أكثر مما كانوا عليه قبل أيام قليلة مقابل الكمية نفسها من الوقود".
ولم يكن لارتفاع أسعار البنزين تأثير كبير في منع حدوث فوضى في ساحات محطات الوقود في جميع أنحاء البلاد، ففي إحدى محطات التعبئة تم تصوير مشتر مذعور وهو يفرغ زجاجات المياه البلاستيكية لإعادة ملئها بالوقود، بينما انتظر السائقون 30 دقيقة خلفه.
وذكر جافين رابيت إنه شاهد في خدمات "كوبهام" على الطريق السريع "إم 25" في منطقة سوري، امرأة تفرغ زجاجتي ماء سعة 1.5 لتر كانت اشترتهما في المرآب في صندوق قبل أن تملأهما بالوقود.
وقال "لم أصدق ما كنت أراه. هذا هو نوع الشيء الذي يسبب المشكلة، فلقد كانت بلا مبالاة وكانت تفعل ذلك أمامي مباشرة. إنه أمر سخيف".
وسرد ياسر أحمد (37 عاماً) عامل في محطة خدمة "ويست درايتون" غرب لندن لصحيفة "ذا تايمز"، "المرآب المكون من أربع مضخات قد استهلك 30 ألف لتر من الوقود، وهي الكمية التي عادة ما تبيعها في غضون أسبوع في غضون يومين فقط".
وعلى الرغم من التسليم في الساعة الرابعة صباحاً يوم الأحد، تشكلت طوابير طويلة على الفور في المحطة، حيث كان السائقون يبحثون بشكل يائس عن الوقود، مما أجبر المحطة على الإغلاق حتى الساعة السابعة صباحاً، عندما كان مزيد من العمال في نوبة عمل.
وشمل ذلك أحد السائقين الذي وصل ومعه "شاحنة محملة" بالعبوات الكبيرة للتعبئة وطلب منه مغادرة المحطة.
أزمة الوقود تعيد العمل من المنزل
وذكرت غرف التجارة البريطانية أن مزيداً من العمل من المنزل يمكن أن يكون حلاً قصير الأجل فقط، ويجب على الحكومة معالجة أسباب الأزمة، "سيكون أرباب العمل بالطبع مرنين حيثما أمكن ذلك".
وقالت المديرة التنفيذية المشاركة للمجموعة كلير ووكر لصحيفة "ديلي تلغراف"، "من الضروري أن تقدم الحكومة إصلاحاً طويل الأجل لهذه المشكلة في أسرع وقت ممكن".
وأضافت، "لا يستطيع العديد من الأشخاص في المهن المهمة مثل العاملين في مجال الرعاية وموظفي إنتاج الغذاء العمل من المنزل، لذلك هناك حاجة ماسة إلى استجابة شاملة لضمان استمرار تحرك اقتصادنا".
وقال ديفيد دي سوزا من معهد "تشارترد" للأفراد والتنمية، "من المهم أن يتم الاحتفاظ بالوقود لمن هم في أمس الحاجة إليه. إذا كان يجب أن يكون الموظفون في الموقع ولا يمكنهم الحضور إلا باستخدام وسائل النقل العام، فقد يحتاج أصحاب العمل إلى إضفاء بعض المرونة على ساعات العمل لاستيعاب ذلك".