السبت 23 تشرين الثاني 2024

"ضربة مزدوجة" تعصف بالمنتجات الغذائية.. أزمة الطاقة الأوروبية تصل إلى أمعاء المواطنين


النهار الاخبارية - وكالات 

كشفت وكالات غربية عن أزمة طعام وغذاء على عدة مستويات بدأت تلوح أفقها في القارة العجوز، حيث تسببت أزمة الطاقة الناتجة عن العقوبات الغربية ضد روسيا بعدة أزمات لاحقة شملت مختلف قطاعات الحياة.
وأشارت المصادر إلى أن مصنع "Brioche Pasquier" الذي تبلغ مساحته 240 ألف قدم مربع، والذي يبعد حوالي ساعة من لندن، هو أحد الأمثلة، حيث ارتفعت تكلفة كل لفة واحدة تخرج من أفرانه العملاقة العاملة بالغاز بنسبة 50% على الأقل.
الكرواسون والخبز والكاتو.. منتجات مهددة
بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أسعار الزبدة والبيض والسكر، ومعظم المواد الخام التي يستخدمها الخبازون الفرنسيون، لصنع الكرواسون وأنواع الكاتو المختلفة مع ارتفاع أسعار السلع خلال العام الماضي. لكن الشركة العملاقة تكافح الآن أيضا مع فواتير الطاقة المرتفعة.
وبحسب المقال المنشور في صحيفة "بلومبرغ"، فإن هذه تعتبر بمثابة "ضربة مزدوجة" لصانعي الأطعمة، وهي تكلفة سرعان ما سيشعر بها المواطنون والمستهلكون، الذين يواجهون بالأساس أزمات تكلفة المعيشة المرتفعة.
ونقلت الوكالة توقعات كشف عنها بنك إنجلترا الذي أشار إلى أن التضخم في بريطانيا قد يصل إلى ذروته بأكثر من 13% هذا العام، حيث من المقرر أن ينفق ثلث الأسر في المملكة المتحدة أكثر من 10٪ من الدخل على الطاقة، والآن يؤدي ارتفاع تكاليف المعيشة إلى تزايد مشكلة الغذاء.
ونقل التقرير عن ريان بيترز، وهو العضو المنتدب لشركة "بريوش باسكوييه"، التي تدير المصنع في "ميلتون كينز"، قوله: "إنه تأثير الدومينو الذي حدث مع اضطرارنا لدفع زيادة هائلة في أسعار الطاقة. علينا أن نحاول رفع أسعارنا لتجار التجزئة قليلاً، وللأسف فإن هذه (الزيادة) تذهب إلى المستهلكين".
وأشار التقرير إلى أن هذه الزيادات حدثت "لأن صانعي المواد الغذائية في أوروبا يتنافسون الآن مع أسعار الطاقة المرتفعة، مع تداول الغاز والفحم والكهرباء بأسعار ضعف مستوياتها العادية، لكن "الأسوأ لم يأت بعد مع حلول أيام الشتاء المظلمة والمتجمدة، مما يعزز الطلب على الطاقة للتدفئة وتوليد الطاقة".
بدروها، قالت كونا هاك، رئيسة قسم الأبحاث في شركة "ED&F Man": "سواء كان ذلك لتحميص البن أو صنع السكر من البنجر (الشمندر)، فإن الشركات لا تتحدث حتى الآن إلا عن زيادة المواد الخام.. أعتقد أن الأسوأ لم يأت بعد مع ارتفاع أسعار الطاقة. هذا الشتاء سيغير قواعد اللعبة ومن المرجح أن ترتفع التكاليف".
وقالت شركة "Suedzucker AG"، وهي أكبر منتج للسكر (من الشمندر) في أوروبا، في وقت سابق من هذا العام أن "الارتفاع الكبير" في تكاليف المواد الخام والطاقة والتعبئة قد عوض عن زيادة الإيرادات في الربع الأول. قالت شركة "Allied Bakeries"، المصنعة لمنتجات الخبز في يونيو /حزيران الماضي، إن ارتفاع تكاليف المواد الأساسية استمر في التأثير سلبا على هوامش (الربح) على الرغم من تقدم المبيعات في الربع الثالث.
"الآفاق رهيبة" رغم التدخل الحكومي
نوه التقرير إلى أن "الآفاق رهيبة لدرجة أن الحكومات بدأت في التدخل بشكل مباشر، حيث وافق الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على حزمة مساعدات بقيمة 110 ملايين يورو (112 مليون دولار) لدعم الشركات في قطاع الزراعة التي تأثرت بزيادة أسعار الطاقة والأسمدة والمواد الخام الأخرى بسبب الحرب في أوكرانيا. قد تحذو الدول الأخرى حذوها".
وقالت مفوضة مكافحة الاحتكار بالاتحاد الأوروبي مارغريت فيستاجر: "لقد تضرر القطاع الزراعي بشكل خاص من ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف المدخلات الأخرى بسبب "الغزو الروسي لأوكرانيا" والعقوبات ذات الصلة"، بحسب مزاعمها.
وتابعت: "نحن نواصل العمل عن كثب مع الدول الأعضاء لضمان إمكانية وضع تدابير الدعم الوطني في الوقت المناسب وبطريقة منسقة وفعالة".
الخطط الحكومية تعصف بالمصانع ذات الاستهلاك الكبير للطاقة
وأشار التقرير إلى أن مصانع الأغذية كثيفة الاستهلاك للطاقة في جميع أنحاء أوروبا قد تضطر إلى التوقف عن العمل إذا أدى نقص الغاز الطبيعي إلى حالة من التقنين. حيث أعلنت ألمانيا بالفعل المرحلة الثانية من "خطة الطوارئ" ذات ثلاث مراحل، ويمكن أن تؤدي المرحلة التالية إلى إغلاق جميع الصناعات.
بالإضافة إلى ذلك، لدى بريطانيا أيضًا خطة تتضمن تقليل أو قطع الإمدادات عن المصانع، وقد تؤدي مثل هذه السيناريوهات الأسوأ إلى ارتفاع تكاليف المواد الغذائية.