النهار الاخبارية - وكالات
في الوقت الذي تنتشر فيه المتحورة الجديدة من فيروس كورونا "أوميكرون"، اضطرت شركات طيران عالمية إلى إلغاء آلاف الرحلات الجوية في عطلة نهاية الأسبوع في عيد الميلاد، بما في ذلك أكثر من ألف رحلة جوية محلية في الولايات المتحدة، حيث أعلن الموظفون والطاقم أنهم مرضى خلال زيادة انتشار "أوميكرون".
على الصعيد العالمي، ألغت شركات الطيران حوالى 6300 رحلة في ليلة عيد الميلاد وعيد الميلاد واليوم التالي لعيد الميلاد، وفقاً لشركة "فلايت أوير"، يتضمن ذلك حوالى 1700 رحلة داخل الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من وجود عقبات تشغيلية في شركات الطيران، فلا يزال الملايين يطيرون على الرغم من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا. وتقول إدارة أمن المواصلات الأميركية، إنها فحصت نحو 2.19 مليون شخص في المطارات في كل أنحاء البلاد، الخميس الماضي، وهو أعلى رقم منذ بدء الزيادة الطفيفة في السفر خلال العطلات قبل أسبوع.
شركات الطيران الأميركية تواجه أزمة حادة
في السوق الأميركية، قالت شركة "يونايتد إيرلاينز"، إنها اضطرت إلى إلغاء بعض الرحلات بسبب "أوميكرون". وقالت في مذكرة للعملاء، إن الارتفاع الكبير في عدد حالات الإصابة بالمتحورة الجديدة على مستوى البلاد هذا الأسبوع كان له تأثير مباشر على أطقم رحلاتنا والأشخاص الذين يديرون عمليات ورحلات الشركة.
كما ألغت الشركة نحو 201 رحلة الجمعة (24 ديسمبر)، تمثل نحو 10 في المئة من جدولها الإجمالي، و238 رحلة السبت (25 ديسمبر)، تمثل 12 في المئة من جدولها. وأشارت الشركة، إلى أنها تُخطر العملاء المتأثرين مسبقاً قبل قدومهم إلى المطار عبر رسالة نصية تقول فيها "نأسف للاضطراب ونعمل بجد لإعادة حجز أكبر عدد ممكن من الأشخاص وإيصالهم في طريقهم لقضاء العطلات".
والخميس الماضي، ألغت خطوط دلتا الجوية رحلاتها، حيث أعلنت الشركة عن إلغاء نحو 173 رحلة طيران عشية عيد الميلاد. وذكرت أن الإلغاءات ترجع إلى انتشار المتحورة الجديدة من فيروس كورونا. وفي رسائل تلقاها العملاء، قالت الشركة، "نعتذر لعملائنا عن التأخير في خطط سفرهم لقضاء العطلات... يعمل موظفو دلتا بجد لإيصالهم إلى حيث يحتاجون إلى السرعة والأمان قدر الإمكان على متن الرحلة التالية المتاحة".
إضافة إلى ذلك، ألغت شركة "جيت بلو" نحو 80 رحلة جوية، أو حوالى 7 في المئة من جدولها الإجمالي، في اليوم السابق لعيد الميلاد. فيما أعلنت شركة "ألاسكا إيرلاينز"، في بيان حديث، أنها ألغت 17 رحلة، الخميس الماضي، بسبب انتشار "أوميكرون"، وذكرت أنه من المحتمل إلغاء المزيد عشية عيد الميلاد. والجمعة، أعلنت الشركة إلغاء نحو 11 رحلة.
ووفق البيانات المتاحة، أعلنت شركة "تشاينا إيسترن"، إلغاء نحو 474 رحلة جوية بما يعادل نحو 22 في المئة من عملياتها، فيما أعلنت شركة "إير تشاينا"، إلغاء نحو 190 رحلة بما يعادل نحو 15 في المئة من جدولها الزمني. كما ألغت شركات طيران الهند وشينزين إيرلاينز وليون إير ونغز إير عشرات الرحلات الجوية.
أوضاع صعبة في السوق الأوروبية
ولا يختلف الوضع في السوق الأوروبية، إذ قبل أيام، تلقى رئيس الوزراء البريطاني رسالة من الرؤساء التنفيذيين للخطوط الجوية البريطانية وفيرجين أتلانتيك ورايان إير وإيزي جيت، قالوا فيها، إن قيود السفر "العشوائية وغير المتناسبة" تخاطر "بإحداث ندوب دائمة" في الصناعة. وطالبوا الحكومة بالعمل على إلغاء كل اختبارات الطوارئ للركاب الذين تم تطعيمهم بالكامل.
وقال ويلي والش، رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي، إنه "عند اكتشاف متغيرات جديدة، تتحمل شركات الطيران العبء الأكبر من الأضرار الاقتصادية"، مشيراً إلى "التخفيضات في السعة بعد قيود السفر الجديدة التي تم إدخالها أخيراً". وأضاف "لا يمكننا الاستمرار في إغلاق الطيران وإغلاق الاقتصادات، في حين أن ذلك في الواقع لا يوفر أي تدابير لتقييد انتقال الفيروس، والأهم من ذلك أنه يلحق أضراراً جسيمة بالصناعة".
وتسبب الانخفاض غير المسبوق في عدد الركاب بسبب الوباء بخسائر في الإيرادات تُقدر بنحو 700 مليار دولار لشركات الطيران، وفق تقييم نشرته، الأسبوع الماضي، منظمة الطيران المدني الدولية التابعة للأمم المتحدة.
وستحتاج بعض الشركات إلى مساعدة لتحمل ضربة أخرى مثلما حدث مع شركة فيرجن أتلانتيك على سبيل المثال. وقال السير ريتشارد برانسون، رئيس مجموعة فيرجين ودلتا إيرلاينز، إنهما تضخان 400 مليون جنيه إسترليني (530 مليون دولار) في شركة النقل، التي لا تتوقع العودة إلى الربحية المستدامة حتى عام 2023.
ومع ذلك، هناك علامات على أنه على الرغم من حالة عدم اليقين، فإن الركاب المرهقين من فيروس كورونا مصممون على الاستمرار في الطيران، ما قد يحد من التأثير الصعب لـ"أوميكرون" على صناعة السفر وعائدات شركات الطيران. في ذات الوقت، تستعد إدارة أمن النقل الأميركية لاستقبال أعداد كبيرة من المسافرين خلال العطلات، حيث مر حوالى 2.1 مليون شخص عبر نقاط التفتيش الأمنية في المطار قبل أيام.
"أوميكرون" تقلب الموازين
في تقرير حديث، كشفت شبكة "سي أن أن"، أنه لولا "أوميكرون"، لكان من المحتمل أن تقترب الحركة الجوية المحلية في موسم العطلات هذا من حجم عام 2019 لأول مرة منذ بداية الوباء. ولكن حتى بعد ظهور المتغير في الولايات المتحدة، فإن سعة الخطوط الجوية المحلية تبلغ 94 في المئة لموسم الكريسماس، وهو أعلى مستوى تم تحقيقه في عام 2021. وهذا يعتمد على تحليل لشركات الطيران.
ويعكس بعض الطلب المتزايد، التوافر الأخير للقاحات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 سنة، مما يسهل على العائلات السفر، فضلاً عن الانتشار الواسع للجرعات المعززة للبالغين. إضافة إلى ذلك، قدم رفع قيود السفر الأميركية الشهر الماضي، عن الزوار الذين تم تطعيمهم من 33 دولة، بما في ذلك العديد من الدول الأوروبية، دفعة أخرى، وفق بيانات من الاتحاد الدولي للنقل الجوي.
وعندما لا يتم تطبيق أي قيود، تؤكد البيانات المختلفة أن المسافرين على استعداد للقيام برحلات لقضاء وقت الفراغ، على الرغم من ارتفاع عدد الحالات والاستشفاء. وتشير البيانات إلى أنه منذ بداية تراجع موجة الإصابة بالمتحورة "دلتا" في الولايات المتحدة، حتى مع ارتفاع حالات "كورونا" الجديدة في أواخر أغسطس (آب) والنصف الأول من سبتمبر (أيلول)، كانت نسبة حركة المرور 76.3 في المئة في ذلك الشهر، والتي تمثل مقارنة سنوية مع عام 2019 - أقل بشكل هامشي فقط من النسبة المئوية لشهر يوليو (تموز) عندما كانت في حدود 80 في المئة.
وحتى مع إغلاق بعض الدول لحدودها مرة أخرى بسبب "أوميكرون"، وتنفيذ الولايات المتحدة متطلبات اختبار أكثر صرامة لأولئك الذين يدخلون البلاد، يُحتمل أن يعكس السفر الجوي في عطلة ديسمبر 2021 الأرقام الكبيرة التي رأيناها في عيد الشكر. وخلال هذا العام، مر أكثر من مليوني مسافر في المتوسط يومياً عبر نقاط التفتيش التابعة لإدارة أمن النقل في المطارات الأميركية خلال الأيام العشرة المزدحمة التي سبقت العطلة وبعدها، وهذا يمثل نحو 89 في المئة من الأرقام الخاصة بعام 2019