السبت 23 تشرين الثاني 2024

اجتماع الفيدرالي المقبل... هل يرفع الفائدة على الدولار مجددا؟



النهار الاخبارية  وكالات

يجتمع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، هذا الأسبوع، ويستمر اجتماع صنّاع السياسة على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، ورغم القرار المرتقب والمتوقع برفع الفائدة، فإن أكثر ما تلتفت إليه الأسواق وصنّاع السياسة الآخرون، هو حديث جيروم باول.
يعقب إعلان قرار الفيدرالي، يوم الأربعاء المقبل، حديث لرئيس البنك المركزي الأمريكي الذي يطلع فيه الصحفيين على حيثيات القرار، والأهم من ذلك، توقعات ورؤية صناع السياسة النقدية لمسار الفترة المقبلة، بحسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي".
من المتوقع على نطاق واسع أن يرفع الفيدرالي نطاق معدل الفائدة المستهدف للأموال الفيدرالية بمقدار نصف نقطة مئوية، وهو أمر أشار إليه المسؤولون سابقا بالفعل نظرا لتوجه البنك المركزي لاحتواء تضخم الأسعار.

ومع ذلك، فإن بيانات التضخم المتفاقم لشهر مايو/ أيار، والتي صدرت قبل يومين، جعلت الأسواق متوترة بشأن ما إذا كان صانعو السياسة يمكن أن يكونوا أكثر عدوانية أو يتوقعون وتيرة أسرع لرفع أسعار الفائدة في المستقبل

كل ما سيقوله باول عن زيادات أسعار الفائدة في الصيف والخريف يمكن أن يساعد في تحديد مسار الأسواق المالية المضطربة. كانت الأسهم والسندات متقلبة بسبب مخاوف المستثمرين من أن التضخم قد لا يصل إلى ذروته قريبا، وأن رفع الفائدة قد يتسبب في ركود.
قال مايكل شوماخر، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي في مصرف "ويلز فارغو": "أعتقد حقا أن الشيء الرئيسي هو ما سيتحدث عنه باول في المؤتمر، وهل يقدم أي شيء يبدو أنه إرشادات صارمة لشهر سبتمبر".
وأضاف أنه إذا فعل باول ذلك، فسينظر إليه باعتباره "متشدد"، وإذا لم يفعل ذلك، فسيعتبره الناس إشارة على أن البنك المركزي "مسالم"، متابعا أن العقود الآجلة للأموال الفيدرالية تشتير إلى زيادة بنسبة 56 نقطة أساس في اجتماع يوم الأربعاء. نقطة الأساس تساوي 0.01%

بعدما جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين أكثر سخونة من المتوقع يوم الجمعة، تراجعت الأسهم، وخلال الأسبوع المنقضي، انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 5.1%.
من جانبها قالت لوري كالفاسينا، رئيسة استراتيجية الأسهم الأمريكية في "آر بي سي كابيتال ماركتس": "تريد الأسواق بعض الأدلة الواضحة والمقنعة على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكنه تنفيذ ذلك دون أن يبدأ الركود".
كان تقرير التضخم، يوم الجمعة، حافزا سلبيا للأسواق التي كانت تقيم بالفعل مخاوف بشأن التضخم الحاد و الركود، ثم ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 8.6% على أساس سنوي، في حين توقع الاقتصاديون أن يسجل 8.3% فقط.
أدى ذلك أيضا إلى زيادة الجدل حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سينظر في رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس والاستمرار بوتيرة أكثر قوة

وغيّر كل من مصرفي "باركليز" و"جيفريز" توقعاتهما، يوم الجمعة، لتشمل رفع قدره 75 نقطة أساس يوم الأربعاء، على الرغم من أن الاقتصاديين الآخرين لا يزالون يتوقعون نصف نقطة مئوية فقط.
راجع الاقتصاديون في بنك "جولدمان ساكس" يوم الجمعة، توقعاتهم، لتشمل زيادة بمقدار نصف نقطة في سبتمبر/ أيلول، علاوة على ارتفاع نصف نقطة يوم الأربعاء وآخر في يوليو/ تموز.
وقالت كالفاسينا من "آر بي سي" إنها تنتظر تعليقات باول، ولا تتوقع أي مفاجآت من الاجتماع، لكن ذكرت أنها شعرت بالحماس لأن بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يبدون مستعدين لرفع أسعار الفائدة بسرعة أكبر في وقت سابق من العام".
وتابعت: "أعتقد أن الأسواق تشعر بذلك أيضا. هذا يظهر أنهم (الفيدرالي) ليسوا على الطيار الآلي، إنه يعكس أنهم لا يريدون إلحاق الكثير من الضرر بالاقتصاد، وأود أن أسمع المزيد من التعليقات حول المرونة".