الأحد 6 تشرين الأول 2024

50 دقيقة من تبادل التحذيرات بين بايدن وبوتين.. حديث “جاد” بين الزعيمين يمهِّد الطريق للدبلوماسية


النهار الاخباريه وكالات

تبادل الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الخميس 30 ديسمبر/كانون الأول 2021 التحذيرات بشأن أوكرانيا، لكنهما عبَّرا عن بعض التفاؤل حيال إمكانية أن تساعد المحادثات الدبلوماسية المقبلة في يناير/كانون الثاني في تخفيف التوتر المتصاعد.
ففي اتصال هاتفي استمر 50 دقيقة، وهو ثاني محادثاتهما هذا الشهر، قال بايدن إنه بحاجة لأن يرى روسيا تخفِّف حشدَها العسكري بالقرب من أوكرانيا، بينما قال بوتين إن العقوبات التي تهدّد بها واشنطن وحلفاؤها قد تضر بالعلاقات.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: "جدَّد الرئيس بايدن القول إن التقدم الجوهري في هذه المحادثات لا يمكن أن يحدث إلا في بيئة من التهدئة لا التصعيد".
يوري أوشاكوف مستشار بوتين للسياسة الخارجية قال إن الكرملين "مرتاح" بشكل عام للاتصال، مضيفاً أن الرئيس الروسي حذّر بايدن أن موسكو بحاجة إلى نتائج إيجابية، وأن المحادثات الأمنية المقبلة لن تدوم إلى ما لا نهاية.
وأكد أوشاكوف خلال مؤتمر صحافي افتراضي: "نريد نتائج، وسوف ندفع للتوصل إلى نتائج على شكل تأمين ضمانات أمنية لروسيا".
وفي وقت سابق هذا الشهر، حدَّد الروس مجموعة مطالب بينها الحصول على ضمانات بعدم توسع حلف شمال الأطلسي أكثر، ومنع إقامة قواعد عسكرية أمريكية جديدة في دول الاتحاد السوفييتي السابقة.
وقال أوشاكوف: "المفاوضات يجب ألا تتحول إلى مباحثات عديمة الجدوى"، دون أن يحدد إطاراً زمنياً لها، لكنه لفت إلى أن الكرملين سوف يعمد إلى تقييم الوضع بعد جولات المحادثات المقرر أن تبدأ في يناير/كانون الثاني في جنيف وبروكسل وفيينا، و"عندها سوف نطلع باستنتاجات".
محادثات أمريكا وروسيا بشأن أوكرانيا/رويترز
وذكر أوشاكوف أن بايدن قال خلال المكالمة إن الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات كبيرة على روسيا في حال استمر تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا.
فيما تتهم واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون روسيا بالتهديد بغزو أوكرانيا.
وحذر بوتين الرئيس الأمريكي من فرض عقوبات جديدة، قائلاً إنها قد تؤدي إلى "تصدع كامل" في العلاقات بين روسيا والغرب، وقال أوشاكوف: "هذا سيكون خطأ جسيماً قد يؤدي إلى نتائج خطيرة، إن لم تكن الأخطر. نأمل ألا يحدث ذلك".
وعندما سُئل إن كانت روسيا مستعدة للتوصل إلى تسوية، أجاب أوشاكوف: "ما هي التسوية؟ بطبيعة الحال المفاوضات تعني أننا سنأخذ في الحسبان المخاوف الأمريكية". وأوضح أن روسيا لا تسعى إلى تسوية، بل للحصول على ضمانات أمنية، مضيفاً: "سوف ندفع باتجاه ذلك".

محادثات جادة بين بايدن وبوتين 

مهّد تواصل الرئيسين الطريق لتواصل على مستوى أدنى بين البلدين، وهو ما يشمل اجتماعاً أمنياً بين الولايات المتحدة وروسيا في التاسع والعاشر من يناير/كانون الثاني، تليه جلسة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في 12 يناير/كانون الثاني، ومؤتمر أوسع نطاقاً يضم موسكو وواشنطن ودولاً أوروبية أخرى من المقرر عقده في 13 يناير/كانون الثاني.
وعلى الرغم من الحديث عن الدبلوماسية، وصف مسؤولون من الجانبين توجه المكالمة بأنه "جاد"، ولم يشِر أي من الجانبين إلى تفاصيل بشأن تحقيق تقدم يذكر صوب تسوية.
من جانبه، جدد بايدن تهديده بفرض عقوبات غير مسبوقة إذا اختارت روسيا غزو أوكرانيا؛ إذ قال مسؤول كبير في الإدارة: "وضع بايدن مسارين" أحدهما الدبلوماسية و"الآخر هو مسار أكثر تركيزاً على الردع، بما يشمل أثماناً وعواقب خطيرة إذا اختارت روسيا المضي قدماً في غزو آخر لأوكرانيا".
ويقول مساعدون إن من بين الاحتمالات إجراءات من شأنها فصل روسيا فعلياً عن النظام الاقتصادي والمالي العالمي، مع زيادة تسليح التحالف العسكري الأوروبي حلف شمال الأطلسي.
توترات بين روسيا وأوكرانيا – رويترز

أزمة أوكرانيا 

أثارت موسكو انزعاج الغرب بتعبئة عشرات الآلاف من الجنود بالقرب من حدودها مع أوكرانيا في الشهرين الماضيين، وذلك بعد استيلائها على شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014 ودعمها لانفصاليين يقاتلون في شرق أوكرانيا.
وتنفي روسيا التخطيط لمهاجمة أوكرانيا، وتقول إن لها الحق في تحريك قواتها على أراضيها كما تشاء.
وتقول موسكو، التي تعبر عن قلقها بشأن ما تصفها بإعادة تسليح الغرب لأوكرانيا، إنها تريد ضمانات ملزمة قانوناً بأن حلف شمال الأطلسي لن يزداد توسعاً في اتجاه الشرق، مع عدم إمداد أوكرانيا أو دول مجاورة أخرى بأسلحة هجومية.