النهار الاخبارية - وكالات
سيتوجه وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، السبت، 17 مارس/آذار 2023، إلى مصر في زيارة رسمية هي الأولى منذ سنوات، بدعوة من نظيره المصري، سامح شكري، حسب ما نشرته وسائل إعلام تركية.
فيما قالت وزارة الخارجية التركية إنه من المتوقع أن يتم في الاجتماع، مناقشة العلاقات الثنائية بين تركيا ومصر من جميع الجوانب، كما سيتم تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.
من جهتها أكدت الخارجية المصرية أن وزير خارجية تركيا سيزور القاهرة غدا السبت لإجراء محادثات مع شكري.
عودة العلاقات بين تركيا ومصر
ويُشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا انقطعت في عام 2013 بعد إطاحة وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي، بالرئيس الأسبق المنتخب، الراحل محمد مرسي، الذي حظي بدعم أردوغان وحزبه، العدالة والتنمية.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعد الانقلاب العسكري، قد أعلن حينها مراراً أنه لن يتواصل "أبداً" مع شخص مثل السيسي، لكن أردوغان أعرب في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 لدى مغادرته قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، عن استعداده لإعادة بناء العلاقات مع القاهرة "من الصفر".
وكان جاويش أوغلو قد قال في نوفمبر/تشرين الثاني إن تركيا قد تعيّن سفيراً لها في مصر "خلال الأشهر المقبلة".
زلزال تركيا
وانحصر التصدّع طويل الأمد بين مصر وتركيا في الآونة الأخيرة، ففي زيارة، هي الأولى من نوعها منذ 10 سنوات، زار وزير الخارجية المصري سامح شكري، مدينة أضنة جنوبي تركيا، في زيارة "تضامنية" مع الشعب التركي عقب الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد.
وأكد شكري على أهمية إعادة العلاقات بين مصر وتركيا إلى مستواها السابق، والمضي بها بما يتوافق مع المصلحة المشتركة للبلدين، بينما قال نظيره التركي مولود جاويش أوغلو إن تطور العلاقات بين أنقرة والقاهرة يصبّ بمصلحتهما، وينعكس إيجاباً على استقرار ورخاء المنطقة.
وخلال الفترة التي استغرقت ما يقرب من 10 سنوات من القطيعة، شارك شكري عام 2016 في قمة منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول، لكنه لم يلتقِ أي مسؤول تركي.
لقاء السيسي وأردوغان
وقبل زيارة سامح شكري بنحو 3 أشهر، وتحديداً خلال افتتاحية كأس العالم في دولة قطر، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وبعد الزلزال الكارثي الأخير، قام السيسي بخطوة نادرة، متمثلة بالاتصال بالرئيس التركي، وتقديم التعازي له، ووعده بمساعدات تم تسليمها بعد ذلك بوقت قصير.
بعد ذلك، استضاف رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي مجموعة من رجال الأعمال الأتراك في القاهرة في 15 شباط/فبراير 2023؛ لمناقشة الاستثمارات المخطط لها، البالغة 500 مليون دولار، وهو الاجتماع الأول من نوعه منذ نحو عقد أيضاً. وتجدر الإشارة إلى أن مصر بصدد خصخصة العديد من الشركات التي تديرها الدولة، ويمكن أن تلعب تركيا دوراً في هذه العملية إلى جانب الاستثمارات الضخمة من قبل دول الخليج.
تقول القاهرة إن حراكها الأخير نحو أنقرة هو من باب إظهار التضامن بعد الزلازل المدمرة؛ حيث أمدت القاهرة أنقرة بـ6 قوافل من المساعدات الإنسانية، لكن لا شك أن هذه الكارثة تحوّلت لفرصة بين الطرفين لإذابة الجمود، ضمن ما يُعرف بـ"دبلوماسية الزلازل"، والمُضي قُدماً في إصلاح العلاقات فيما بينهما.