السبت 23 تشرين الثاني 2024

وزير الاخارجيه التركي مخاوف من حرب شاملة بالمنطقه..


النهار الاخباريه وكالات
كشف وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مستعدة لإغلاق الجناح العسكري للحركة في حال إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، فيما حذر من احتمال نشوب حرب شاملة في المنطقة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك لفيدان مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على هامش زيارة يقوم بها فيدان إلى الدوحة، حيث التقى أيضاً كبار المسؤولين في حركة حماس لمناقشة آخر التطورات بشأن العدوان المستمر على قطاع غزة.
حيث أشار فيدان إلى أنه بحث مع الجانب القطري آخر التطورات في المنطقة، وقال: "أكدنا منذ البداية أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة تحمل خطر التحول إلى صراع إقليمي، وحذرنا من احتمالية تصعيده وانتشاره".
كما لفت فيدان إلى أن ما حدث نهاية الأسبوع الماضي أظهر للجميع أن احتمال نشوب حرب تشمل دولاً من خارج المنطقة ليس بعيداً كثيراً، وأن هذا الخطر لا يزال مستمراً، وأكد أن أنقرة بذلت جهوداً مكثفة لتجاوز التوتر بطريقة قابلة للسيطرة قبل بدء الأحداث، وأنها لا تزال تدعو جميع الأطراف المعنية إلى التهدئة.
كما ذكر الوزير التركي أنه يتعين على الدول من خارج المنطقة أيضاً أن تتعامل مع التطورات بهدوء. وأضاف: "باعتبارنا دول الإقليم، لا نريد لأطراف ثالثة أن تجلب صراعاتها إلى هذه المنطقة".
بينما قال وزير الخارجية التركي إن أحداث 13 أبريل/نيسان الجاري كشفت عن دروس مهمة للغاية. وأردف: "أولاً، القانون الدولي ملزم للجميع. ومفتاح السلام والاستقرار على المستوى العالمي هو الامتثال للقانون الدولي".
أضاف فيدان: "ثانياً، من الواضح أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يحاول جر منطقتنا إلى الحرب من أجل بقائه في السلطة". وتابع: "يجب على أولئك الذين يدعمون نتنياهو دون قيد أو شرط أن يعيدوا النظر في موقفهم بشكل عاجل".
كما قال: "ثالثاً، وهو الأهم، أن العنف والظلم اللذين ترتكبهما إسرائيل في غزة يكمنان في أساس الأحداث التي جرت". وشدد على أن الضحية الآن ليست إسرائيل ولا إيران، وإنما الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، داعياً إلى بذل 
من ناحية أخرى، أكد فيدان أن العلاقات بين تركيا وقطر وأواصر الصداقة والأخوة بين شعبيهما وصلت إلى مستوى استثنائي خلال السنوات العشر الماضية.
كما قال إن أساس هذا التعاون تشكله الإرادة القوية للرئيس رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأشار فيدان إلى أنه وجد اليوم مع نظيره القطري فرصة لمناقشة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
فيما عبَّر عن إيمانه بإمكانية تحقيق الحجم المستهدف في التجارة بين البلدين، والبالغ 5 مليارات دولار على المديين القصير والمتوسط. وأوضح أن تركيا ستواصل العمل مع قطر والدول الأعضاء الأخرى في مجلس التعاون الخليجي لتعزيز العلاقات المؤسسية.
بينما ذكر أن المحادثات تناولت أيضاً التعاون بين البلدين في مجال الصناعة العسكرية والدفاعية. وقال فيدان إن تركيا تدعم الجهود التي تبذلها قطر من أجل وقف إطلاق النار في غزة، معرباً عن شكره لنظيره القطري بهذا الصدد.
أضاف: "سنستمر بكل قوتنا في دعم إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية". وأكد أن هناك أيضاً تنسيقاً بين تركيا وقطر فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية المقدمة للشعب الفلسطيني.
حول لقائه برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية والوفد المرافق له في الدوحة، قال فيدان إنه قدم التعازي لهنية بمقتل أبنائه وأحفاده بقصف إسرائيلي، وأبلغه السلام من الرئيس أردوغان.
كما أوضح أنه بحث مع قادة "حماس" المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار، ووجهة نظر الحركة في هذا الإطار. وكشف فيدان أن بعض الجهات الفاعلة في الغرب تنظر بإيجابية إلى الجهود المكثفة الرامية لإحلال السلام الدائم على أساس حل الدولتين، لكنْ لديها قلق بشأن حماس.
بينما أعرب عن أسفه حيال تأثر بعض الفاعلين الدوليين من الدعاية الإسرائيلية التي تحاول وصف حماس بأنها منظمة إرهابية مثل "داعش" وليست حركة مقاومة وطنية. 
فيما قال إنه تبادل وجهات النظر مع قادة حماس حول كيفية التعبير بوضوح عن وجهات نظرهم وتطلعاتهم، خاصة فيما يتعلق بحل الدولتين.
كما أضاف: "في المحادثات السياسية التي أجريناها مع حماس منذ سنوات، أخبروني أنهم يقبلون إقامة الدولة الفلسطينية التي ستقام ضمن حدود عام 1967، وأنه بعد إقامة الدولة الفلسطينية لن تكون هناك حاجة لوجود جناح مسلح لحماس، وأنهم سيواصلون حياتهم كحزب سياسي".
. بينما لفت إلى أن هذه رسالة في الواقع بالغة الأهمية للخطوة التي سيتخذها الرأي العام العالمي على الطريق المؤدي لإقامة الدولة الفلسطينية. وأعرب عن سعادته حيال تلقيه مثل هذه الرسائل اليوم من قادة حماس.
في وقت سابق الأربعاء، ذكرت مصادر دبلوماسية تركية للأناضول، أن فيدان تناول مع قادة حماس قضية المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، إضافة إلى ملف المحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة.
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ أكثر من 6 أشهر ما يزيد على 110 آلاف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".