الثلاثاء 1 تشرين الأول 2024

هل عادت طالبان للقمع ام أنها مازالت متلزمه بتعهداتها بأرساء الديمقراطيه؟؟


النهار الاخباريه. وكالات 

كيف هو حال أفغانستان، بعد مرور أكثر من عشرة أيام على حكم طالبان بعد سيطرتها على العاصمة كابول، هل تعرض النساء والإعلاميون والنشطاء للقمع أم صدقت وعود الحركة، وماذا سيكون شكل الحكم الذي ستؤسسه الحركة.

لا يزال من غير المؤكَّد كيف سيبدو الحكم الثاني لطالبان، ولكن مع رحيل القوات الأجنبية سيصبح شكل أفغانستان الجديدة أوضح. 

فقد أعلنت حركة طالبان في اليوم التالي لسيطرتها على كابول "عفواً عاماً" عن كل موظفي الدولة، داعية إياهم إلى معاودة العمل بعد يومين على استيلائها على السلطة في أفغانستان، إثر هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني.

أوضحت حركة طالبان أنها تريد تجنُّب تكرار ما حدث أثناء حكمها في التسعينيات، حين قبعت على رأس دولةٍ منبوذة، وأساءت إدارة الاقتصاد، وزادت من القمع. وما هو أقل وضوحاً هو ما إذا كان بإمكان الحركة تحقيق ذلك، أو كيف ستحاول ذلك. 

التحول من الحرب إلى الحكم ليس سهلاً على أي طرف
لطالما كان التحوُّل من القتال والتمرُّد إلى الإدارة الحكومية صعباً دائماً بالنسبة لأي حركات مناهضة للاحتلال، وكان لدى طالبان وقتٌ أقل مِمَّا كانوا يتوقَّعون للاستعداد. والسرعة التي سقطت بها كابول فاجأت حتى طالبان نفسها، مثلما أقرَّ القيادي عبدالغني برادار، ومن الواضح أن الحركة لم تحدِّد بعد من الذي سيحكم وكيف. 

قال أشلي جاكسون، المدير المشارك لمركز دراسة الجماعات المسلَّحة، الذي أجرى لسنواتٍ أبحاثاً عن طالبان: "إنهم بطيئون جداً. أفترض أنه يتعيَّن عليهم إعلان الحكومة عندما يغادر الأمريكيون، لكن الأمر يستغرق وقتاً طويلاً حقاً، ومن المُحتَمَل 
ومع التهديد من هجمات تنظيم داعش، عليهم أن يُظهِروا أنهم أقوياء ويمكنهم ضمان الأمن". 

داعش أكبر تهديد لطالبان
سلَّطَ هجوم الأسبوع الماضي على المطار الضوء على التحديات الأمنية التي ستواجهها طالبان. لقد عرضوا في الماضي -ويعرضون مرةً أخرى- فترة راحة من أهوال الحرب، لكنهم يقاتلون تنظيم داعش منذ نصف عقدٍ الآن، وإذا لم يتمكَّنوا من احتوائه، وإذا استمرَّت الهجمات المُعقَّدة في كابول وأماكن أخرى بعد مغادرة القوات الأجنبية، فسوف يقوِّض ذلك سلطتهم، ويُضعِف مواردهم، وقد يضرُّ بشرعيتهم. يثير ذلك أيضاً شبح تدشين حلقة أخرى من الحرب الأهلية الطويلة في أفغانستان.