الثلاثاء 5 تشرين الثاني 2024

هل ستكرر حركة طالبان تجربتها السابقة أم تعلمت من أخطائها؟



النهار الاخباريه وكالات 

توقفت قوات تحالف الشمال بأفغانستان المناهضة لحركة طالبان المدعومة من قبل الغرب، على مشارف مدينة كابل، بينما قوات طالبان اختفت من شوارع المدينة بكل بساطة.
كان ذلك نهاية خمس سنوات من الاستبداد الديني الأشد سوءا في العصر الحديث.
لقد أصبحت أفغانستان تحت حكم طالبان ثقبا أسود أمكن لكل أشكال التطرف أن تزدهر فيه.
قبل ذلك شهرين جرى التخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول على نيويورك وواشنطن بتوجيه من أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة الذي كان يرأسه. لم يخطر ببالي آنذاك أن طالبان يمكن أن تتصدر المشهد مرة أخرى.
وبطبيعة الحال، كل واحد يبحث الآن عن أسباب حدوث ذلك. لكن ليس من الصعب العثور على الأسباب.
نتخبت حكومتا الرئيسين السابقين لأفغانستان لما بعد مرحلة حكم طالبان وهما الرئيس حامد كرزاي والرئيس أشرف غني عن طريق صناديق الاقتراع لكنهما ولم تكونا قويتين على الإطلاق، وكان الفساد مستشريا في مفاصل الدولة إذ كان يعتبر الطريقة المثلى في تسيير الأمور.
وبالرغم من ذلك، فإن الرئيس غني كان سيظل في القصر الرئاسي ويبقي الجيش يقود سياراته الغربية المكلفة لو لم يقرر الرئيس دونالد ترامب أنه بحاجة إلى تحقيق نجاح في السياسة الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
كان ترامب يعتقد أن إنهاء هذه الحرب الطويلة الأمد من شأنه تحقيق هذا الهدف.
ان عدة سياسيين وصحفيين أفغان ممن أعرفهم مرعوبين مما تمخضت عنه المفاوضات بين الولايات المتحدة مباحثات مع القيادة السياسية لطالبان في الدوحة في فبراير/شباط 2020، واستفحل هذا الرعب عندما أوضح الرئيس جو بايدن أنه سيلتزم بما تم الإتفاق عليه.
وتلقيت بعض التحذيرات مفادها أنه مهما تعهدت طالبان باتخاذ مواقف معتدلة وسلمية في الدوحة، فإن مقاتلي الحركة على الأرض لن يشعروا بأي واجب يلزمهم بمراعاة الخط الرفيع بين القول والفعل. وقد أثبتت الأيام صحة ذلك.
ومباشرة بعد بدء القوات الأمريكية، والبريطانية، والجنود الغربيين الآخرين في الانسحاب من أفغانستان، سعت قوات طالبان جاهدة لاستعادة السلطة.
وتوالت تقارير تفيد أن سجناء يتعرضون للإعدام لتضفي جوا من الذعر الأعمى على المشهد في مدينة تلو أخرى إلى أن سقطت العاصمة كابل وأخذ مسؤولون وجنود يشقون طريقهم باتجاه المطار للخروج من المدينة.
بما ستلتزم طالبان بشروط بيان التهدئة الذي تعهدت فيه بعدم الانتقام من أي شخص، وناشدت الشرطة، والجيش، والخدمة المدنية البقاء في مواقعهم.
ربما فكروا مليا في أنه سيكون من الآمان عدم استفزاز الغرب حتى لا يتدخل مرة أخرى. لكن ما نوع أفغانستان التي ستسيطر عليها طالبان؟
الدليل الوحيد الذي في حوزتنا هو السنوات الخمس من 1996 عندما أزاحت طالبان حكومة المجاهدين المعتدلة عن الحكم والتي كان يسيطر عليها أحمد شاه مسعود (مرة أخرى في غضون أيام قليلة - هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور في أفغانستان).
قضيت وقتا طويلا في أفغانستان خلال فترة حكم طالبان، ووجدت أن ممارسات الحركة تثير الرعب الشديد.