النهار الاخبارية - وكالات
عبَّر سكان ملاطية التركية عن هواجسهم بعد زلزال تركيا الذي دمر مئات البيوت في المدينة التي كان يقطنها قرابة 500 ألف شخص قبل الكارثة، مشيرين إلى أن أكثر ما يشغلهم الآن يتمثل في وصول المياه الصالحة للشرب، وذلك بعد أن تهدمت جميع مرافق النظافة الصحية، مثل المراحيض وأماكن الاستحمام، بحسب ما رصد موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 16 فبراير/شباط 2023.
ورصد الموقع البريطاني، في تقريره، كيف امتلأت أجواء مدينة ملاطية بالرائحة الكريهة للدخان المنبعث من مئات الحرائق التي يستخدمها الناجون من الزلزال لتدفئة أنفسهم. وقد وقف كثير من الأهالي وسط أكوام الأنقاض عازمين على العثور على أحبائهم المدفونين تحتها.
خسر عشرات الآلاف من الناس منازلهم وأملاكهم في الزلزال، لكن المخاوف تتزايد أيضاً من كارثة أخرى قد يتعرض لها الناجون، وهي انتشار الأمراض، وخاصة بين النساء والفتيات وحديثي الولادة، ممن هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض في هذه الظروف.
وقالت سيدة تُدعى غولتان كانت تقف بالقرب من خيمتها، وهي واحدة من آلاف النازحين داخل المدينة، "إنه على الرغم من شدة البرودة، إذ تنخفض درجات الحرارة إلى أقل -8 درجة مئوية في الليل، فإن الأحوال بدأت تتحسن تدريجياً، "فهم يبنون مدينة من الحاويات، وسنتخلص قريباً من هذه الخيام".
مياه غير نظيفة
بعد ساعات من وقوع زلزال تركيا الأول، أصدرت السلطات المحلية تحذيراً لسكان المدينة من استخدام مياه الصنابير، وسط مخاوف من احتمال تلوث إمدادات المياه. وقالت ولاية ملاطية للسكان في إشعار مكتوب: "لا تشربوا من مياه الصنبور حتى إشعار آخر".
مرَّت 10 أيام منذ وقوع الزلزال، ولم يصدر إشعار آخر بخصوص الأمر، ما أدى إلى انزعاج كثيرين لعجزهم عن الاستحمام وافتقارهم إلى المياه الجارية. وقال رجل أثناء انتظاره في طابور للحصول على الطعام من الهلال الأحمر التركي: "هذا الأمر لا يمكن أن يستمر على هذا النحو.. لدينا مياه معبأة للشرب، ولكن المشكلة الرئيسية هي غياب النظافة الصحية".
وبالنظر إلى غياب المياه النظيفة ونظام الصرف الصحي الفعال، بدأ كثير من سكان ملاطية في التخوف من انتشار الأمراض، لا سيما بعد ظهور تقارير عن إصابة بعض الناجين بالإسهال.
وعلى الرغم من أن المقصورات المتنقلة المزودة بالمراحيض قد ظهرت في كثير من المناطق التي ضربها زلزال تركيا، فإن المتاح منها أقل قدرةً بكثير من الوفاء باحتياجات المتضررين.
في هذا السياق، أصدرت منظمة "أنقذوا الأطفال" الخيرية تحذيراً تحدثت فيه عن الحاجة الملحَّة في المدن المتضررة بسوريا وتركيا إلى المساعدات الإنسانية اللازمة لمنع وقوع أزمة صحية عامة.
وقالت مارييل سينيل، كبيرة المتخصصين في شؤون النظافة الصحية بمنظمة إنقاذ الطفولة، إن "الناس في المناطق المتضررة من الزلزال في حاجة ماسة إلى مياه الشرب الآمنة والمراحيض، لكن الأمر صعب؛ لأن أنابيب المياه قد تعرضت للكسر في هذه المناطق".
وأشارت سينيل إلى أنه "بعد تركيب المراحيض، يجب [توفير الوسائل اللازمة] للتخلص من النفايات بأمان لتجنب انتشار الأمراض المنقولة بالمياه والوبائيات الناقلة للأمراض"، و"يجب بناء مرافق الصرف الصحي بطريقة تراعي سلامة النساء والفتيات، من حيث الخصوصية الكافية والإضاءة، للتمكن من استخدام المرافق دون الشعور بغياب الأمان".
تعرضت المدينة لدمار كبير، إلا أن الجرافات ومعدات البناء منتشرة في الشوارع لفتح الطرق، وفي بعض أجزاء المدينة، يمكن رؤية الناس وهم يذهبون إلى المتاجر ومحلات السوبر ماركت ويستعيدون بعض ملامح الحياة الطبيعية التي سرقتها مأساة الأسبوع الماضي.
حصيلة زلزال تركيا
وتجاوزت حصيلة قتلى زلزال تركيا 36 ألفاً، إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في الولايات التركية العشر التي ضربها الزلزال، منذ 10 أيام، بحسب ما أفادت به إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" اليوم الخميس 16 فبراير/شباط 2023.
إدارة الكوارث التركية قالت إن عدد ضحايا زلزال تركيا ارتفع إلى 36187 قتيلاً، مشيرة إلى أن أكثر من 4300 هزة ارتدادية ضربت منطقة الكارثة منذ الزلزال الأول.
والأربعاء، قالت إدارة الكوارث التركية إن القشرة الأرضية تحركت بمقدار 7.3 متر بفعل زلزال تركيا، لافتة إلى أن القشرة اهتزت بشدة لمدة دقيقتين أثناء الزلزالين، يتراوح عمق هذين الزلزالين ما بين 8.5 و10 كيلومترات تحت سطح الأرض".
إذ أوضح أورهان تتار، مدير الحد من مخاطر الزلازل في "آفاد": "حسب المعلومات الواردة، فإن القشرة الأرضية تحركت بواقع 7.3 متر بفعل زلزال كهرمان مرعش".
المسؤول التركي ذكر أن عدد الهزات الارتدادية بلغ 3858 هزة، موضحاً أن عدد الهزات الارتدادية التي تراوحت قوتها ما بين 5 إلى 6 درجات بلغ 38 هزة.