الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

ناميبيا ترفض عرضًا ألمانيًا لتعويضها عن فترة الاستعمار

تحاول برلين منذ مدة التصالح مع بعض مستعمراتها السابقة، رغم أنها لم تكن آخر مستعمر لها. وعلى رأس هذه الدول هناك ناميبيا التي عانت من "إبادة جماعية"، لكن هناك خلاف حول مقدار التعويض.
رفضت ناميبيا عرض ألمانيا الخاص بتعويضها عن فترة استعمار البلاد، إذ قال مستشار للرئيس الناميبي هيج جينغوب، لصحيفة محلية إن العرض الذي قدمته برلين لبلاده غير مقبول. واقترحت ألمانيا مبلغ عشرة ملايين يورو.
لكن الرئيس الناميبي غرّد عبر موقع "تويتر" أنه تم إخطاره بوضع المحادثات وأنه أوصى باستئناف المفاوضات، وتابع: "سنظل مصممين على استكمال هذه المهمة  الرئيسية".
وأشار مستشار الرئيس الناميبي إلى إن الحكومة الألمانية وافقت على تقديم "اعتذار غير مشروط" لناميبيا، وأضاف أن برلين رفضت استخدام لفظ "تعويض"، وبدلا من ذلك  اقترحت استخدام عبارة "تضميد الجراح"، غير أن الفريق الناميبي في المفاوضات اعتبر هذا التعبير غير كاف.
وكانت الامبراطورية الألمانية التي عُرِفَتْ باسم (الرايخ الألماني) استعمرت ناميبيا في الفترة من عام 1884 حتى عام 1915 وأخمدت آنذاك  انتفاضتين لجماعتين شعبيتين بطريقة وحشية، وهو ما اعتبره مسؤولون ألمان إبادة جماعية.
ويقول مؤرخون إن نحو 65 ألفا من قبائل الهيريرو (البالغ عددها 80 ألف شخص) وما لا يقل عن عشرة آلاف شخص من قبائل الناما (البالغ عددها 20 ألف  شخص) لقوا حتفهم جراء ذلك. وتتفاوض الحكومتان الألمانية والناميبية منذ سنوات حول تعويضات.
ويطالب ممثلون عن قبائل الهيريرو والناما، البرلمان الألماني بالاعتذار عن الجرائم التي تم ارتكابها إبان الحقبة الاستعمارية وتقديم تعويض مالي. وسعت القبيلتان إلى محاكمة برلين عبر القضاء الأمريكي، إلّا أن الحكومة الألمانية اعتبرت أن هذا الأمر غير ممكن من الناحية القانونية.
وفي عهد المستشار أوتو فون بيسمارك، تأسست الإمبراطورية الاستعمارية الألمانية على مجموعة من الأراضي المتفرقة التي تسمى حاليا بأسماء عدة دول منها الكامرون وناميبيا وتوغو، لكن خسارتها في الحرب العالمية الأولى دفعت ألمانيا، حسب معاهدة فرساي، إلى التخلّي عن مستعمراتها، ما أدى إلى حلول قوى استعمارية أخرى مكانها، خاصة فرنسا وبريطانيا.