الأحد 29 أيلول 2024

موسكو تزود إيران بالأسلحة السيبرانية ومروحيات الهجوم والمقاتلات..

النهار الاخبارية - وكالات 

قالت صحيفة The Wall Street journal الأمريكية، في تقرير نشرته الإثنين 27 مارس/آذار 2023، إن روسيا تساعد إيران في الحصول على قدرات المراقبة الرقمية المتطورة في وقت تسعى فيه طهران لتعميق التعاون على صعيد وسائل الحرب السيبرانية، وذلك حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر، مما يضيف طبقةً أخرى إلى طبقات تحالفٍ عسكريٍّ مزدهر ترى الولايات المتحدة أنه يجسد تهديداً.

يأتي التعاون المرتقب على صعيد وسائل الحرب السيبرانية بعد أن باعت طهران، وفقاً لمسؤولين أمريكيين وإيرانيين، طائرات مسيرة إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا، ووافقت على إمداد موسكو بصواريخ قصيرة المدى، وشحنت قذائف دبابات ومدفعية إلى أرض المعركة. تسعى طهران للحصول على المساعدات في المجال السيبراني، إضافة إلى ما وصفها مسؤولون أمريكيون وإيرانيون بأنها طلبات للحصول على عشرات من مروحيات الهجوم الروسية والمقاتلات الروسية، والمساعدة على صعيد برنامج الصواريخ طويلة المدى الخاص بها.

قدرات سيبرانية لدى روسيا وإيران 
تملك كل من روسيا وإيران قدرات سيبرانية متطورة، وقد تعاونت كل منهما مع الأخرى، ووقعت على اتفاقيات تعاون في المجال السيبراني قبل عامين، وهي اتفاقيات وصفها المحللون بأنها تركز في الغالب على شبكات الدفاع السيبراني. قاومت موسكو لوقت طويل في الماضي مشاركة القدرات الهجومية السيبرانية مع إيران؛ خوفاً من أن ينتهي بها الحال لاحقاً مُبيعةً عبر الشبكات المظلمة، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين.

قال الأشخاص المطلعون على المسألة إن روسيا أمدت إيران منذ بداية الحرب في أوكرانيا، بقدرات مراقبة الاتصالات، إضافة إلى أجهزة التنصت، وأجهزة التصوير الفوتوغرافي المتقدمة، وأجهزة كشف الكذب.

أوضح هؤلاء الأشخاص أنه من المُرجح أن تكون موسكو قد شاركت بالفعل مع إيران مزيداً من البرمجيات المتطورة التي تسمح باختراق هواتف وأنظمة المعارضين والخصوم، مضيفين أن السلطات الروسية قررت أن مزايا تطور العلاقة العسكرية مع إيران تتجاوز أية سلبيات.

في سياق متصل بدأت شركة PROTEI Ltd الروسية في إمداد شركة آرين تل، التي تقدم خدمات المحمول في إيران، ببرامج الرقابة على الإنترنت، وذلك حسبما أفادت وثيقة نشرها مختبر سيتيزن لاب البحثي بجامعة تورونتو. قال مختبر سيتيزن لاب إن هناك أدلة على أن أدوات شركة PROTEI تمثل جزءاً من نظام هواتف محمولة متطور سوف "يتيح للسلطات مباشرةً أن تراقب، أو تعترض، أو تعيد توجيه، أو تُخفِّض، أو تلغي، جميع الاتصالات الهاتفية للإيرانيين، وضمن ذلك الأشخاص الذين يعارضون النظام في الوقت الحالي".

تطوير أجهزة برمجيات 
تطور شركة PROTEI في روسيا أجهزة وبرمجيات مصممة لمساعدة الحكومة على مراقبة الاتصالات في خطوط الهاتف، ورسائل البريد الإلكتروني، وعمليات بطاقات الائتمان، إضافة إلى أشياء أخرى، وذلك وفقاً لمحللين في مجال الأمن السيبراني. ولدى الشركة قنوات اتصال مع وزارة الدفاع الروسية.

أوضحت صحيفة The Wall Street Journal أن الحكومة الروسية وشركة آرين تل الإيرانية وشركة PROTEI الروسية، وأيضاً الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رفضوا الرد على طلبات للتعليق.

من جانبها قالت آني فيكسلر، محللة السياسة السيبرانية بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، وهي خلية فكرية في واشنطن توجه انتقادات دائمة إلى إيران، إن برنامج الأمن السيبراني الخاص بالبلاد تمتد جذوره وصولاً إلى استجابة البلاد لاحتجاجات 2009 حول الانتخابات، التي قالت المعارضة إنها زُورت لصالح الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد. انصب تركيز الحكومة آنذاك على مراقبة المعارضة وسحقها. وأوضحت أن روسيا تستطيع أن توفر طرقاً أكثر تطوراً للمراقبة على الاتصالات داخل البلاد. 

أضافت: "بالنظر إلى قدرات روسيا المتفوقة، فإن أي كمية من نقل المعرفة ستحسن قدرات إيران السيبرانية".

نشر المسيّرات الإيرانية الصنع في أوكرانيا
في حين أنه وعندما بدأت روسيا في نشر المسيّرات إيرانية الصنع في أرض المعركة بأوكرانيا، عمقت الدولتان تحالفاً بدأ مع الحرب الأهلية السورية، عندما ساعدت كلتاهما بشار الأسد لهزيمة المعارضة المسلحة. من جانبه قال محمد آية الله طبار، الأستاذ المساعد المتخصص بسياسات الشرق الأوسط لدى مدرسة بوش للخدمات الحكومية والعامة بجامعة تكساس إيه آند إم، إن كلتا الدولتين نحَّت جانباً الخلافات التي تعود إلى قرون من الزمان للاصطفاف ضد أعدائهما المشتركين.

أوضح طبار: "بسبب شعورهما بالقلق من الولايات المتحدة وحلفائها، تبدو كل من إيران وروسيا عازمة على إنجاح هذا التحالف".