الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

مناورات "الأسد الأفريقي" الأمريكية بمثابة "تدريب لحرب" ضد الجزائر بعد ليبيا

النهار الاخباريه – قسم الدراسات 
أكدت مجلة متخصصة بأخبار العتاد والسلاح والشؤون العسكرية أن المناورات التي قادتها أمريكا تحت عنوان "الأسد الأفريقي 2021"، تضمنت إشارات غير مسبوقة من حيث الأهداف والنطاقات.
وأشارت المصادر إلى أن التدريبات العسكرية التي تقودها أمريكا في شمال إفريقيا، والتي بدأت في 7 يونيو/ حزيران وانتهت في 18 يونيو/ حزيران، كانت محط الأنظار لعدة أسباب؛ حيث كان نطاقها "غير المسبوق وتضمنت أنواع أهداف جديدة تحاكي تنفيذ أمريكا وحلفائها حربا عليها".
بحسب مجلة "ميلتاري واتش" المتخصصة بأخبار السلاح والشؤون العسكرية، فإن هذه التدريبات التي أطلق عليها اسم "الأسد الأفريقي 2021"، تأتي بعد "عقد من توسيع الوجود العسكري الأمريكي في القارة الأفريقية والذي بدأ عندما قادت أمريكا حملة لتفكيك الحكومة الليبية في عام 2011 بدعم أوروبي".
ونوه المصدر إلى أن هذه التدريبات  تحاكي "بشكل ملحوظ هجمات على بلدين خياليين هما (روان ونيهون) وكلاهما كانا يقعان على أراضي الجزائر".
لماذا التركيز على الجزائر؟
اعتبرت المجلة أن التركيز على الجزائر ليس فقط لأنها "القوة العسكرية الرائدة في المنطقة، ولأنها لا تزال خارج نطاق نفوذ العالم الغربي، ولكن أيضًا بسبب أنواع الأسلحة التي طبق المشاركون في تدريبات الأسد الأفريقي الهجوم عليها، وهي اسلحة (أس 400) بعيد المدى وأنظمة الصواريخ الجوية".
وبحسب المجلة فإن "الجزائر هي المشغل الوحيد لمنظومة (غس 400) في القارة الأفريقية، وتنشر أيضًا أنظمة (أس 300) الأقدم وأنظمة متعددة أقصر مدى مثل (بنتسر وبوك)".
الجزائر ومصر أخذتا العبرة من ليبيا
نوهت المجلة إلى أن الجزائر تعتبر القوة العسكرية الرائدة في القارة الأفريقية وكانت منذ عام 2013 المستورد الوحيد للأسلحة الروسية (كما جاء في المصدر) من الدول العربية الأفريقية.
وجاء في المقال "صعدت الجزائر جهودها لتحديث دفاعاتها منذ أوائل عام 2010 ويرجع ذلك إلى مصير جارتها ليبيا، حيث يُعتقد أيضا أن تركيز مصر بعد عام 2013 للحصول على أسلحة روسية للدفاع الجوي كان أيضًا ردًا على الهجوم على ليبيا".
ونقل المقال تصريح لنجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، سيف الإسلام القذافي، خلال الحرب في عام 2011 عندما كانت بلاده تحت القصف، حيث يُنظر إلى الحرب في ليبيا على أنها دليل على حقيقة أن الدول التي لها علاقات إيجابية على ما يبدو مع القوى الغربية يمكن أن تتعرض للهجوم بشكل مفاجئ جدًا إذا كان هذا في مصلحة الغرب.   
وقال سيف الإسلام القذافي "تتخلى عن أسلحة الدمار الشامل لديك، وتتوقف عن تطوير الصواريخ بعيدة المدى، وتصبح ودودًا للغاية مع الغرب وهذه هي النتيجة. إذن ماذا يعني هذا، هذا يعني أن هذه رسالة للجميع أنه يجب أن تكون قويًا. لا تثق بهم أبدًا، وعليك أن تكون دائمًا في حالة تأهب. وإلا فإن هؤلاء الناس ليس لديهم أصدقاء. بين عشية وضحاها غيروا رأيهم وبدأوا في قصفنا، ويمكن أن يحدث نفس الشيء لأي بلد آخر".
ويتابع نجل القذافي: "كان أحد أخطائنا الكبيرة أننا تأخرنا بشراء أسلحة جديدة، خاصة من روسيا، كان ذلك خطأً كبيراً. وتأخرنا في بناء جيش قوي لأننا اعتقدنا أننا لن نقاتل مرة أخرى، فالأميركيون والأوروبيون هم أصدقاؤنا (منذ تطبيع العلاقات عام 2004)"
الجزائر تطور جيشها وتمثل تحديا كبيرا
يقال، وبحسب المصدر، إن القوات الجوية الجزائرية ستبدأ بتحديث طائراتها وشراء طائرات جديدة من روسيا، لكنها تعاني (الجزائر) من نقص بطائرات الاستطلاع والإنذار المبكر.
وأكد المقال أن الجزائر تمثل تحديًا هائلاً لأي مهاجم محتمل، حيث أن شبكة دفاعها الجوي أكثر قدرة بكثير من أي شبكة دفاع جوي واجهتها الولايات المتحدة منذ الحرب الكورية.