الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

مسؤول ياباني يحذر من الانخفاض القياسي بأعداد المواليد الجدد: يهدد بتدمير البلاد

النهار الاخبارية - وكالات 

دقَّ مسؤولون في اليابان ناقوس الخطر بخصوص انخفاض أعداد المواليد الجدد لمستوى قياسي خلال السنوات الأخيرة، إلى درجة أن مستشار رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، حذر الإثنين 6 مارس/آذار 2023، من اختفاء دولة اليابان إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة بشأن زيادة أعداد المواليد.

سجل عدد المواليد الجدد في اليابان، خلال العام 2022، انخفاضاً قياسياً، ليصل لأول مرة إلى مستوى أقل من 800 ألف، وفق ما كشفته بيانات رسمية نشرتها وزارة الصحة اليابانية، الثلاثاء 28 فبراير/شباط الماضي، بشأن أعداد المواليد الجدد في البلاد.

حيث قال ماساكو موري، النائب في مجلس الشيوخ والوزير السابق الذي يعمل مستشاراً حالياً لكيشيدا، إن اليابان ستختفي عن الوجود إذا لم تستطع إبطاء الانخفاض السريع في معدل المواليد، الذي يهدد بتدمير شبكة الأمان الاجتماعي والاقتصاد في البلاد، وفقاً لشبكة "بلومبرغ" الأمريكية.

أضاف موري في مقابلة في طوكيو: "إذا استمرت الأمور على هذا النحو فستختفي البلاد". وتابع "الأشخاص الذين سيكونون على قيد الحياة خلال عملية الاختفاء هم من سيواجهون ضرراً جسيماً. لا أتخيل حجم المأساة التي سيواجهها هؤلاء الأطفال".

كما قال موري، الذي يقدم المشورة لكيشيدا بشأن مشكلة المواليد الجدد وقضايا مجتمع "ميم عين+"، إن "معدل المواليد لا ينخفض تدريجياً، بل ينزلق سريعاً نحو الأسفل. والمأساة أن الأطفال الذين يولدون الآن سيتم إلقاؤهم في مجتمع يتشوه ويتقلص ويفقد قدرته على العمل".

نقص المواليد الجدد يهدد المجتمع
أضاف أنه إذا لم يتم فعل أي شيء لحل هذه الأزمة فسوف ينهار نظام الضمان الاجتماعي، وستنخفض القوة الصناعية والاقتصادية، ولن يكون هناك ما يكفي من المجندين لقوات الدفاع الذاتي لحماية البلاد.

بينما تعهد كيشيدا، الذي يشعر بالذعر من اختفاء اليابانيين، بمضاعفة الإنفاق على الأطفال والعائلات، في محاولة للسيطرة على انخفاض معدل المواليد الذي يتقدم بشكل أسرع من المتوقع.

من بين أهم أسباب الانخفاض الكبير تكلفة المعيشة المرتفعة في اليابان، والمساحة المحدودة، ونقص دعم برامج رعاية الأطفال في المدن، وهي العوامل التي تجعل من الصعب تربية الأطفال، وفقاً لـ"سي إن إن".

بالمقابل، انخفض متوسط دخل الأسرة السنوي الحقيقي من 6.59 مليون ين (50.600 دولار) في عام 1995 إلى 5.64 مليون ين (43.300 دولار) في عام 2020، وفقاً لبيانات عام 2021 الصادرة عن وزارة الصحة والعمل والرفاهية اليابانية، بحسب الشبكة الأمريكية.

كما أنه لأكثر من عقد، يتجاوز سنوياً عدد الوفيات عدد المواليد في اليابان، ما يمثل أزمة متنامية لقادة ثالث أكبر اقتصاد في العالم، الذين يواجهون تضخم عدد المسنين، في مقابل تقلص القوى العاملة لتمويل المعاشات التقاعدية والرعاية الصحية للأكبر سناً، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

بينما ذكرت الوكالة الأمريكية أن عدد السكان انخفض إلى 124.6 مليون مقابل 128 مليوناً، في عام 2008، وتتزايد وتيرة الانخفاض. وفي الوقت ذاته ارتفعت نسبة الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عاماً فأكثر إلى أكثر من 29% العام الماضي.