الأحد 24 تشرين الثاني 2024

مجموعة السبع تدعو إريتريا إلى انسحاب "سريع وغير مشروط" من تيغراي

مجموعة السبع تدعو إريتريا إلى انسحاب "سريع وغير مشروط" من تيغراي
النهار الاخبارية- وكالات 
دعت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى القوات الإريترية إلى انسحاب "سريع وغير مشروط وقابل للتحقق" من إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا، الذي يشهد منذ خمسة أشهر نزاعا يمكن أن يستمر "أعواما"، وفق "مجموعة الأزمات الدولية". 
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، أبيي أحمد، قد أعلن إرسال الجيش الفدرالي إلى تيغراي لتوقيف ونزع سلاح قادة جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الحاكم في المنطقة. واتهم أحمد الجبهة بشن هجمات ضد معسكرات للجيش. 
وحظيت القوات الفدرالية بدعم قوات من جارتها الشمالية إريتريا، ومن قوات منطقة أمهرة الإثيوبية المحاذية لتيغراي من الجنوب، وأعلن أحمد الانتصار في 28 نوفمبر إثر السيطرة على العاصمة الإقليمية ميكيلي. 
ونفت أديس أبابا طويلا وجود قوات إريترية في تيغراي، رغم تأكيدات سكان ومنظمات ودبلوماسيين ومسؤولين محليين، قبل أن يقرّ أبيي أحمد بوجودها ويصرّح أمام البرلمان بوجوب انسحابها من المنطقة. 
 و"رحّب" وزراء خارجية دول مجموعة السبع بإعلان أحمد، ودعوا الجمعة لأن يكون الانسحاب "سريعا وغير مشروط وقابلا للتحقق". و"إنهاء العنف وبدء عملية سياسية واضحة وشاملة ومقبولة من قبل جميع الإثيوبيين بمن فيهم سكان تيغراي".
وتُتهم القوات الإريترية بارتكاب فظاعات في تيغراي (مجازر وعمليات اغتصاب ونهب، وغيرها).
وتؤكد منظمتا "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" أنها قتلت مئات المدنيين في مدينة أكسوم. وقالت وكالة فرانس برس إنها وثقت مجزرة يزعم أن قوات إريترية ارتكبتها في مدينة دنغولات في نوفمبر. 
من جهته، أكد رئيس إدارة تيغراي الانتقالية، مولو نيغا، لفرانس برس، هذا الأسبوع، أن انسحاب القوات الإريترية "مسار" ولن يحدث فورا. 
لكن عددا من أهالي مدينة "إداغا هاموس" أكدوا أن الإريتريين عززوا على ما يبدو حضورهم في بعض المناطق. 
ووصل ما لا يقل عن أربع شاحنات محملة بجنود إريتريين إلى "إداغا هاموس" نهاية الأسبوع الماضي، وفق أحد السكان، طلب عدم ذكر اسمه. وقال "لم أغادر منزلي منذ وصول الجنود الإريتريين إلى إداغا هاموس خشية أن يقتلوني إن وجدوني في الشارع".
 وصلت أيضا قوات في الأيام الأخيرة إلى مدينة سنكاتا، لكن لا يعلم إن كانت ستبقى، وفق ساكن قال إنه "يخشى أنّ الجنود الإريتريين يجهّزون إلى مواجهة واسعة النطاق".
سُئل هذا الأسبوع وزير الاتصال الإريتري يماني جبرميسكيل عبر البريد الإلكتروني عن الانسحاب، وقال لفرانس برس إن تصريحات أبيي أحمد "صريحة ولا لبس فيها". 
مقاومة "راسخة"
قدّرت "مجموعة الأزمات الدولية" في تقرير نشر الجمعة أن الوضع على الميدان يشهد "جمودا مميتا وخطرا". 
وأضافت المنظمة العاملة في مجال منع نشوب النزاعات أنها سجّلت تواصل المعارك مؤخرا في وسط تيغراي وجنوبها، وأن "مواقف المعسكرين تشير إلى أن النزاع يمكن أن يستمر أشهرا أو حتى أعواما".
كما رأت أن "المعسكرين يسعيان إلى توجيه ضربة قاضية، لكن لا يمكن لأي منهما أي أمل فعليا في تحقيق ذلك". واعتبرت أن "مفاوضات السلام تبدو بعيدة". 
في الأثناء، أصبحت المقاومة العسكرية في تيغراي "راسخة" بفضل دعم السكان الساخطين جراء الفظائع التي يحمّلون مسؤوليتها إلى القوات الداعمة للحكومة الفدرالية، لا سيما قوات إريتريا العدو اللدود لجبهة تحرير شعب تيغراي. 
ومن المرجح أن السخط قاد إلى تعزيز عدد المقاتلين الموالين للجبهة المتجمعين ضمن تحالف يسمى "قوات الدفاع عن تيغراي" الذي "يتزعمه قادة تيغراي الذين أطيح بهم ومسؤولون سابقون (عسكريون) من رتب رفيعة". 
لا يزال أغلب قادة جبهة تحرير شعب تيغراي طلقاء ولم يوقف أو يقتل أي منهم في شهري فبراير ومارس، وفق "مجموعة الأزمات الدولية". 
"حرب قذرة"
تقدير عدد القتلى نتيجة النزاع صعب بسبب تقييد الدخول للمنطقة، خاصة بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني والصحافيين.
وتحدّث جنرال إثيوبي خلال لقاء مع دبلوماسيين في ميكيلي الشهر الماضي عن "حرب قذرة" تسبب معاناة ضحايا "عزّل". 
وأكد باحثون في جامعة غاند البلجيكية في مقال الخميس مقتل 1942 مدنيا سقط 3 بالمئة منهم فقط في عمليات قصف وضربات جوية. كما أحصوا 151 "مجزرة" قتل فيها ما لا يقل عن خمسة مدنيين عزّل.