النهار الاخبارية - وكالات
خطوة استفزازية جديدة تجاه المسلمين بعد أيام من حرق متطرف دنماركي للقرآن الكريم في السويد، كانت هذه المرة من المتطرف الهولندي المناهض للإسلام، إدوين واجنسفيلد، زعيم جماعة بيجيدا المتطرفة، والذي أقدم على تمزيق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة الإدارية الهولندية لاهاي.
حيث شارك المتطرف عبر تويتر، الإثنين 23 يناير/كانون الثاني 2023، مقطعاً مصوراً ينقل فعلته الاستفزازية التي وقعت أمام مبنى البرلمان في لاهاي، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول، التي أشارت إلى أن الشرطة المحلية منحته الإذن بهذا الفعل، شرط ألا يحرق الكتاب المقدس للمسلمين.
إلا أنه قام لاحقاً كما ظهر في الفيديو بحرق صفحات القرآن الممزقة. وظهر في الفيديو عناصر في الشرطة الهولندية، يقفون وراء المتطرف اليميني دون أن يحركوا ساكناً، وهو يقوم بتمزيق صفحات القرآن الكريم والدوس عليها.
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اعتقلت الشرطة الهولندية الزعيم المتطرف أثناء إقدامه على حرق نسخة من القرآن، خلال حشد حضرته مجموعة من أنصار جماعته في روتردام.
تأتي الحادثة بعد قيام اليميني المتطرف راسموس بالودان، زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي، بحرق نسخة من القرآن قرب سفارة تركيا بالعاصمة السويدية ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أي أحد منه أثناء ارتكابه فعلته.
فيما أثارت حادثة حرق نسخة من القرآن الكريم غضباً بين أوساط المسلمين وإدانات من دول عربية وإسلامية اعتبرتها "عملاً استفزازياً لمشاعر مليار ونصف المليار مسلم".
فقد تواصلت احتجاجات، الإثنين، في الأردن ولبنان واليمن، رافضة سماح السويد بحرق المصحف، وذلك غداة تظاهرات انطلقت في تركيا وشمالي سوريا وجنوبي قطاع غزة بفلسطين.
كما أنه في ألمانيا، أدان متحدث الخارجية، كريستيان واغنر، في تصريحات صحفية، الحادثة، واعتبرها "عملاً استفزازياً يهدف إلى إثارة الانقسام، وكان تصرفاً وقحاً وغير لائق للغاية".
بينما قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، يوهانس باهركي، إن مثل هذه الممارسات لا تتماشى مع القيم التي يرتكز إليها الاتحاد، داعياً السويد إلى اتخاذ خطوات بشأنها.
كما وصف الممثل السامي لمنظمة تحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة، ميغيل أنجل موراتينوس، حادثة حرق نسخة من القرآن الكريم بأنها "عمل دنيء وفعل يرقى إلى كونه كراهية للمسلمين".
تعقيباً على ردود الفعل الواسعة، أبدى وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، رفضه للعمل الاستفزازي، وقال عبر تويتر، إن "الاستفزازات المعادية للإسلام مروّعة".
كما قالت المفوضية الأوروبية إنه يجب على السلطات السويدية اتخاذ خطوات بشأن الحادثة، مؤكدة أنه "لا مكان للعنصرية وكراهية الأجانب والكراهية العرقية والدينية في الاتحاد الأوروبي"، وهو إقرار بأن الحادثة هي عمل عنصري، وينم عن كراهية الأجانب، والتي يجب أن يحاسب عليها القانون.