النهار الاخباريه وكالات
كثف الجانبان التركي والأمريكي مباحثاتهما على المستويين السياسي والعسكري في محاولة للتحضير للقمة المتوقع أن تجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الأمريكي جو بايدن على هامش قمة المناخ في غلاسكو قبيل نهاية الشهر الجاري، والتي يعتقد أنها ستكون حاسمة في التوصل إلى حل نهائي لأزمة طائرات F-35 التي قد ترسم مستقبل العلاقات التركية- الأمريكية إلى نهاية فترة بايدن الرئاسية.
وتُطرح الكثير من السيناريوهات لطبيعة الاتفاق الذي يمكن أن ينهي أزمة الطائرات بين البلدين، ففي حين يبدو سيناريو إعادة تركيا إلى برنامج F-35 مستحيلاً، وخيارا غير مطروح لدى إدارة بايدن، تتركز التكهنات حول إمكانية إعادة الأموال (1.4 مليار دولار) إلى أنقرة أو استخدامها في بيع تركيا طائرات من طراز F-16 وهو خيار يبقى مشكوكاً فيه مع توقعات بإعاقة الكونغرس للصفقة المقترحة كطوق نجاة للخروج من الأزمة.
وفي أبرز مؤشر على حجم التعقيد الذي وصلت إليه العلاقة بين البلدين، تبقى حتمية إجراء لقاء قمة بين أردوغان وبايدن محل شكوك لدى كثيرين، ويمكن أن تبقى مرهونة بالنتائج التي ستتوصل إليها اللجان التحضيرية التي تسعى للخروج بنتائج واضحة يتم على أساسها عقد اللقاء بين الزعيمين.
وبعد أن كان معلناً سابقاً أن أردوغان وبايدن سوف يجتمعان على هامش قمة العشرين في روما المقررة نهاية الأسبوع الجاري، أعلن أردوغان لاحقاً أن اللقاء لن يجري على الأغلب في قمة العشرين، وإنما على هامش قمة المناخ في غلاسكو المقررة نهاية الشهر الجاري.
والأربعاء، أعلن أردوغان إنه سيلتقي بايدن في غلاسكو، وقال: "بالطبع سيكون ملف طائرات F-35 البند الأهم لدينا في هذا الاجتماع، فهناك دفعة سددناها قدرها مليار و400 مليون دولار”، لافتاً إلى وجود حاجة لمناقشة طبيعة الخطة الأمريكية المتعلقة بإعادة هذه الدفعة إلى تركيا.
وأضاف أردوغان: "هناك معلومات تتلقاها تركيا من الجانب الأمريكي على مستويات دنيا بشأن بيع طائرات مقاتلة من طراز إف 16 إلى أنقرة. المعلومات تفيد بوجود خطة من أجل تغطية تكلفة هذه الطائرات عبر الدفعة التي ينبغي إعادتها لتركيا، وإنّ صحة هذا الأمر ستتضح خلال الاجتماع مع بايدن”، معتبراً أنه إذا صحّت هذه المعلومات "فإن الطرفين سيتجهان نحو الاتفاق على أساس ذلك”.
كما جرى، الأربعاء، اتصال هاتفي بين متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ركز على بحث الأزمة ومناقشة الحلول التي يمكن التوصل إليها قبيل قمة أردوغان- بايدن، وجاء في بيان لمكتب قالن: "المسؤولان تناولا العلاقات الثنائية وملف طائرات إف-35 وإف-16، وتغير المناخ، وملفات إقليمية بينها أفغانستان وسوريا وليبيا وقره باغ (أذربيجان) واليونان وشرق البحر المتوسط”.
وأضاف البيان: "بحث الطرفان أيضا القضايا والتفاصيل المتعلقة باللقاء الثنائي الذي من المخطط إجراؤه بين الرئيسين التركي ونظيره الأمريكي، في مدينة غلاسكو الأسكتلندية، على هامش قمة المناخ”، وتابع: "جرى خلال الاتصال التأكيد على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات التركية- الأمريكية، وضرورة أن يتناول الطرفان القضايا في إطار الاحترام المتبادل والتفاهم والمصالح المشتركة، وأهمية الالتزام بالاتفاقيات الدولية”.
وفي السياق ذاته، بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأربعاء، مع نظيره الأمريكي لويد جيمس أوستن هاتفياً، قضايا الدفاع والأمن الثنائية والإقليمية، وأوضح بيان وزارة الدفاع التركية أن "اتصال أكار وأوستن ركز على الخطوات حيال وضع أجندة إيجابية قبل اللقاء المخطط بين الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن”.
وعلى مدار يومي الأربعاء والخميس، أجرى وفد من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، مباحثات في العاصمة التركية أنقرة؛ لمناقشة الخلافات الناشئة عن استبعاد تركيا من برنامج المقاتلة F-35، وأوضح المتحدث باسم البنتاغون، أنطون ت. سميلروث، أن الوفد كان برئاسة المدير الرئيسي لسياسة أوروبا وحلف الناتو في البنتاغون، أندريه ل. وينترنيتس، ومديرة التخطيط والبرامج والتحليل بقسم المشتريات والتزويد في وزارة الدفاع، ميليسا بنكرت.
وأشار سميلروث إلى أن الوفد الأمريكي أجرى مباحثات لحل الخلافات بهدف معالجة المسائل العالقة الناجمة عن إبعاد تركيا عن برنامج طائرات F-35، والذي تم الانتهاء منه في 23 سبتمبر/ أيلول، لافتاً إلى مشاركة مسؤولين من وزارة الدفاع
التركية في المباحثات، واعتبر أن "المناقشات كانت مثمرة، وأن الوفدين يخططان للقاء مرة أخرى في واشنطن خلال الأشهر المقبلة”.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع التركية، الخميس، إنها عقدت اجتماعا مع نظيرتها الأمريكية لحل الخلاف في ملف طائرات "إف 35″، وأوضحت الوزارة، في بيان، أنه خلال الاجتماع الذي عقد في أنقرة تم بحث حل الخلاف في ملف طائرات "إف 35” ومناقشة القضايا المالية. وفي نهاية الاجتماع اتفق الطرفان على مواصلة المفاوضات.
والخميس أيضاً، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن المباحثات مع الولايات المتحدة حول أزمة الطائرات سوف تتواصل، لافتاً إلى أن "طلب قمة بين أردوغان وبايدن جاء من الجانب الأمريكي، ويبدو أن القمة ستعقد في غلاسكو (على هامش قمة المناخ) وسيتم تحديدها بشكل دقيق عقب اكتمال التحضيرات”.