الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

ماهو مستقبل السياسه فى الشرق الاوسط ؟؟


النهار الاخباريه وكالات

سلط عدد من الخبراء والمحللين، في حلقة نقاش لسكاي نيوز عربية، الضوء مستقبل السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، في ظل فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالرئاسة، حيث تناولت الحلقة نقاشًا معمقًا حول ملفات إقليمية حساسة، منها الصراع في غزة، التدخلات الإيرانية، وموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

قال المحلل السياسي ديفيد شينكر إن "ترامب خلال ولايته الأولى كان مؤيدًا بشدة لإسرائيل، حيث نقل السفارة الأميركية إلى القدس وأبدى مواقف متشددة تجاه الفلسطينيين".

وأضاف أنه إذا عاد ترامب، قد يجد نفسه في موقف حرج بين دعم إسرائيل وضرورة تقديم خطوات متوازنة لضمان عدم تفاقم الصراع الإقليمي."

وأكد أن الفلسطينيين لا يثقون في وساطة أميركية يقودها ترامب، ما قد يفاقم التوترات.

من جانبه قال المحلل السياسي موفق حرب، حول ما إذا يمكن إنهاء الصراع في غزة، إن "ترامب قد يسعى لإيقاف الحرب بسرعة بسبب تأثيراتها الاقتصادية والسياسية."

وأشار إلى أن "إدارة ترامب يمكن أن تستعين بالشركاء الإقليميين، مثل السعودية والإمارات، لضمان استقرار الوضع في غزة بعد وقف القتال"، ومع ذلك، شكّك حرب في قدرة الإدارة على تحقيق ذلك في ظل غياب توافق دولي وإقليمي.

وأضاف حرب: "تداعيات الحرب في غزة لن تتوقف عند حدودها، بل ستؤثر على ملفات عدة، بما في ذلك العلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية وإمكانات التهدئة الشاملة."

واعتبر حرب أن وجود لاعبين مثل إيران يعقّد الأمور أكثر، ويجعل أي تسوية محتملة مشروطة بتفاهمات إقليمية.

من جانبه، سلّط اللواء عماد المعلوف الضوء على النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، حيث قال: "إيران تلعب دورًا محوريًا في دعم جماعات مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، مما يعقد المشهد الإقليمي".

واعتبر المعلوف أن "نتنياهو يستغل التصعيد مع هذه الجماعات لتعزيز موقفه السياسي، وسط غياب ضغوط دولية فعّالة"، وتساءل عن قدرة أي إدارة أميركية، بما في ذلك إدارة ترامب، على مواجهة التدخلات الإيرانية بشكل فعال.
وأضاف المعلوف أن "أي تحرك عسكري ضد إيران أو حلفائها قد يؤدي إلى تصعيد شامل في المنطقة، ما يتطلب حذرًا وتخطيطًا دقيقًا".

حل الدولتين:

وحول إمكانية إحياء حل الدولتين رأى ديفيد شينكر أن "إقناع نتنياهو بقبول حل الدولتين سيكون معقدًا للغاية".

وأشار شينكر إلى أن "الدول العربية، مثل السعودية والإمارات، تضغط باتجاه تحقيق هذا الحل كشرط لتحسين العلاقات مع إسرائيل"، لكنّه أكّد أن "التحديات الداخلية في إسرائيل والمواقف الصارمة لبعض الأطراف تجعل تحقيق هذا الهدف صعبًا، إن لم 
يكن مستحيلًا في الوقت الحالي"

وفيما يتعلق بالأوضاع الداخلية في إسرائيل، أشار المعلوف إلى أن "نتنياهو يسعى للحفاظ على منصبه وسط ضغوط محلية ودولية متزايدة".

وأوضح أن "التصعيد الحالي قد يكون وسيلة لنتنياهو للبقاء في السلطة وتجنب المحاكمات التي تلاحقه".

كما تطرّق المعلوف إلى المظاهرات المستمرة في إسرائيل قبل التصعيد، والتي تطالب بمحاكمة نتنياهو على خلفية قضايا فساد.

وحول تدخلات إيران في النزاعات الإقليمية، أشار موفق حرب إلى أن "توسّع الصراع من غزة إلى لبنان يعكس تعقيدًا أكبر، حيث تحاول إيران عبر حلفائها مثل حزب الله تعزيز نفوذها"، مؤكدا أن أي مواجهة شاملة ستؤثر على أمن واستقرار المنطقة، "ما يجعل تدخل المجتمع الدولي أمرًا حتميًا".

وفي ختام حلقة النقاش، أعرب المشاركون عن شكوكهم في إمكانية تحقيق تحول كبير، مؤكدين أن "السياسات الأميركية، رغم تصريحات ترامب الحادة، تظل رهينة مصالح متعددة ومعقدة".

وشدّدوا على أن الشرق الأوسط يمر بمرحلة حرجة، تتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتهدئة الأوضاع وضمان عدم توسع الصراعات. وأكدوا على أهمية وجود مقاربة شاملة ومستدامة للتعامل مع الملفات الساخنة، مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح كافة الأطراف المعنية.