الأحد 24 تشرين الثاني 2024

كوسوفو تطالب صربيا بسحب قواتها من الحدود المشتركة..

النهار الاخبارية - وكالات 

طالبت كوسوفو،  صربيا بسحب قواتها من الحدود المشتركة بينهما، قائلة إنها مستعدة لحماية وحدة أراضيها. ويتصاعد التوتر بين البلدين منذ أن قاتلت شرطة كوسوفو نحو 30 صربياً مدججين بالسلاح اجتاحوا قرية بانيسكا في كوسوفو وتحصنوا في دير أرثوذكسي صربي. وقُتل ثلاثة من المهاجمين وضابط شرطة.

وأثار الاشتباك المسلح مخاوف دولية جديدة إزاء الاستقرار في كوسوفو التي توجد بها أغلبية من ذوي الأصول الألبانية والتي أعلنت الاستقلال عن صربيا في 2008 بعد انتفاضة مسلحة وتدخل لحلف شمال الأطلسي في 1999.

كوسوفو تدعم صربيا لسحب قواتها من الحدود
قالت حكومة كوسوفو في بيان: "ندعو الرئيس فوتشيتش ومؤسسات صربيا إلى سحب جميع قواتها فوراً من الحدود مع كوسوفو". وأضافت "نشر قوات صربية بطول الحدود مع كوسوفو هو الخطوة المقبلة من صربيا لتهديد وحدة أراضي بلادنا".

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش لصحيفة فايننشال تايمز إنه لا يعتزم إصدار أمر لقواته بعبور الحدود إلى كوسوفو؛ لأن تصعيد الصراع من شأنه الإضرار بتطلعات بلغراد إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وذكرت حكومة كوسوفو: "كوسوفو، بالتنسيق مع شركاء دوليين، عازمة أكثر من أي وقت مضى على حماية وحدة أراضيها". وتابعت: "يشمل نشر القوات هذا أيضاً نشر أنظمة مضادة للطائرات ومدفعية ثقيلة".

وأضافت "حكومة جمهورية كوسوفو على اتصال مستمر مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بهذا التهديد الخطير من صربيا".

في حين قال حلف شمال الأطلسي، الذي تنتشر 4500 من قواته في كوسوفو، الجمعة إنه "وافق على نشر قوات إضافية للتعامل مع الوضع الراهن".

البيت الأبيض ينتقد تحركات صربيا
في سياق متصل، أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن صربيا تقوم بعملية انتشار عسكري "غير مسبوق" على طول حدودها مع كوسوفو، داعياً بلغراد إلى سحب قواتها.

وقال متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن بلاده "تراقب" ما سماه "الانتشار العسكري الصربي الكبير على طول الحدود مع كوسوفو"، الذي حدث خلال الأسبوع الماضي. وأضاف أن "هذه القوة التي نشرتها صربيا تضم مدفعية متطورة ودبابات ووحدة مشاة آلية". واعتبر كيربي أن العملية "تطور مزعزع للاستقرار للغاية".

ودعا صربيا إلى "سحب تلك القوات من الحدود والمساهمة في خفض حدة التوتر". وبيّن كيربي أن الولايات المتحدة تعمل مع حلف شمال الأطلسي "ناتو" لمعالجة مسألة نشر قوات حفظ السلام الدولية التي يقودها الأخير والمعروفة باسم قوة كوسوفو (KFOR).


وأردف أن بلاده "تواصل العمل بشكل مكثف مع الشركاء الأوروبيين للضغط على كوسوفو وصربيا للعودة إلى الحوار السلمي، من خلال الصيغة التي أنشأها الاتحاد الأوروبي". وأكمل كيربي: "يتعين على البلدين الوفاء بالتزاماتهما والانخراط في هذه العملية بحسن نية".

دعوات لوقف الخطوات الاستفزازية
أكد أن "البلدين بحاجة أيضاً إلى تجنب اتخاذ خطوات استفزازية لا تؤدي إلا إلى زيادة التوتر وعرقلة التقدم في هذا الحوار، وهي خطوات مثل ما رأيناه مع هذه الزيادة في الحشد الصربي على الحدود".

يذكر أنه في 24 سبتمبر/أيلول 2023 قتل شرطي وأصيب آخر جراء إطلاق مسلحين صرب النار عليهما، بعدما أغلقوا طريقاً في منطقة بنياسكا ذات الغالبية الصربية شمالي كوسوفو.


وتعليقاً على الحادثة اتهم رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، صربيا بدعم المسلحين، وطالب بلغراد بـ"التوقف عن رعاية الهجمات الإرهابية في الشمال".

وفي 2008 أعلنت كوسوفو بشكل أحادي استقلالها عن صربيا لتعترف بها معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وتركيا، إلا أن صربيا لا تزال تعتبرها جزءاً من أراضيها.