النهارالاخباريه- وكالات
قالت صحيفة بريطانيه البريطانية، في تقرير نشرته ، إن كوريا الجنوبية انضمت إلى عدد قليل من الدول القادرة على إطلاق صواريخ باليستية من غواصة بحرية، وهو إنجاز تكنولوجي يُتوقع أن يغير التوازن الاستراتيجي في شرق آسيا ويحفِّز كوريا الشمالية على السعي من أجل بلوغ الهدف نفسه.
وفقاً لتقارير واردة من سيول، نجحت غواصة من طراز "دوسان آن تشانغ هو" Dosan Ahn Chang-ho، يبلغ وزنها نحو 3 آلاف طن، في إجراء اختبار لإطلاق صاروخي تحت الماء، بعد اختبارات مماثلة من بارجة إطلاق مغمورة بالماء. وبلغَ مدى الصاروخ "هيونمو 4-4" Hyunmoo 4-4 أكثر من 483 كيلومتراً، ما يضع كوريا الشمالية كلها في نطاق المدى الصاروخي.
إطلاق صاروخ باليستي
مع أن الأمر لا يزال يحتاج إجراء مزيد من الاختبارات، التي يشرك فيها الصاروخ محركه ويطير باتجاه هدف معين، فإن كوريا الجنوبية جعلت من نفسها القوة الوحيدة غير النووية القادرة على إطلاق صاروخ باليستي من غواصة.
حيث تتيح تلك القدرة للقادة العسكريين شنَّ هجمات صاروخية برؤوس حربية تقليدية أو نووية، إضافة إلى ما يُعرف بـ"قدرة توجيه الضربة الثانية" أو القدرة على الرد إذا كان استهدف هجوم نوويٌّ الصواريخ الأرضية على أراضي الدولة.
من جهة أخرى، يضع الاختراق الكوري الجنوبي مزيداً من الضغط على كوريا الشمالية لتقديم صواريخها الباليستية التي تطلقها الغواصات، والتي تعمل عليها منذ عدة سنوات.
في المقابل قد يحين موعد الكشف عن هذا التطور لكوريا الشمالية قريباً. فقد كشفت صور أقمار صناعية حديثةٌ ما يبدو أنه استعداد لاستعراض عسكري واسع النطاق قد يُقام في بيونغ يانغ يوم الخميس 9 سبتمبر/أيلول، الذي يوافق الذكرى الـ73 لتأسيس كوريا الشمالية. وغالباً ما تستخدم كوريا الشمالية هذه المناسبات للكشف عن تكنولوجياتها العسكرية الجديدة والتباهي بها.
عكس كوريا الشمالية، لا تمتلك كوريا الجنوبية أسلحة نووية خاصة بها، لكنها تقع تحت "المظلة النووية" التي تقدمها حليفتها، الولايات المتحدة، ولديها جيش كبير مجهَّز ومدرَّب جيداً، يتكون من ضباط محترفين ومجندي التجنيد الإجباري.
هجوم مرتقب
الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات تجعل كوريا الجنوبية قادرة على ردع أي هجوم كوري شمالي مع التهديد بشنِّ هجمات غير قابلة للكشف المسبق على أهداف رئيسية، فضلاً عن إمكانية توجيه الضربة الثانية، وهي إحدى ركائز "عقيدة الردع بالعقوبة" أو المعروفة في كوريا الجنوبية بعقيدة "الردع بالعقاب الجماعي والانتقام".
مع أن دراسة أجراها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في يوليو/تموز 2021، خلصت إلى أن التقنيات الجديدة تعزز قدرات سيول على توجيه ضربات دقيقة وتوسِّع خيارات الاستهداف لديها.
فإن بعض خبراء الدراسة حذَّروا من أن القدرات الجديدة لكوريا الجنوبية يمكن أن تزيد فرص تحوُّل شبه الجزيرة إلى ميدان صراع بالأسلحة النووية إذا التبس على كوريا الشمالية أن أحد الصواريخ التقليدية القادمة من غواصات سيول أسلحة نووية أمريكية.
يُذكر أن كوريا الشمالية كانت أجرت في عام 2019، تجارب لإطلاق صاروخ باليستي من البحر، يُسمى "بوكوكسونغ 3" Pukguksong-3، من منصة اختبار مغمورة تحت الماء، لكنها لم تطلق بعد صاروخاً باليستياً من غواصة. ويُقدر مدى الصاروخ الكوري الشمالي بنحو 1931 كيلومتراً، ما يضع كوريا الجنوبية واليابان في نطاق الاستهداف.
أما إذا أمكن لكوريا الشمالية تثبيت تلك الصواريخ على غواصة، فيمكنها نظرياً إطلاقها من البحر لاستهداف أي من أعداء بيونغ يانغ المتصورين في عقر دراهم.