النهار الاخبارية - وكالات
قالت قوات موالية لإيران في سوريا، مساء الجمعة 24 مارس/آذار 2023، إن لديها "اليد الطولى" للرد على أي ضربات أمريكية أخرى على مواقعها، وذلك بعد ضربات متبادلة في سوريا على مدار آخر 24 ساعة، أسفرت عن مقتل عناصر موالين لإيران، قبل أن تتعرض قواعد أمريكية شرق سوريا لهجمات متتالية.
وفي بيان وقّع عليه المركز الاستشاري الإيراني في سوريا، أوضح أن الضربات الأمريكية خلَّفت عدة قتلى وجرحى من المقاتلين، دون تحديد جنسياتهم، مشيراً إلى أن القوات لديها القدرة على الرد، في حال تم استهداف مراكزهم وقواتهم على الأراضي السورية.
البيان أضاف أن "وجود القوات الإيرانية كان دائماً لمساعدة الحكومة السورية على مواجهة "الجماعات الإرهابية، خاصة داعش".
كما لفت البيان إلى أنه " منذ سنوات طويلة والمنطقة تتعرض لهجوم من أمريكا لفرض معادلة، وكان عذرهم دائماً أنهم يردون على مصادر النيران بناء على قناعاتهم وشائعاتهم، يسعون لاستهداف أسلحة دقيقة ومعدات حساسة تنقلها إيران وتشكل تهديداً لإسرائيل".
وحذّر البيان الإيراني أنه "بالنظر إلى ما سبق، وبعد هذا الهجوم الذي تم من منطقة التنف السورية تحت الاحتلال الأمريكي، نحذر العدو الأمريكي من أن لنا اليد العليا، وإذا تم استهداف مراكزنا وقواتنا في سوريا فلدينا القدرة على الرد"، وفق تعبير البيان.
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تعرُّض قاعدة في محافظة دير الزور السورية لهجوم صاروخي، مساء الجمعة 24 مارس/آذار 2023، من مجموعات تدعمها إيران، بعد يوم من استهداف طائرة مسيرة منشأة في قاعدة للتحالف الدولي بالحسكة، في الوقت ذاته قالت وزارة الدفاع الأمريكية، الخميس، إن الضربات التي شنّتها طائرات إف-15 استهدفت منشأتين تستخدمهما جماعات متحالفة مع الحرس الثوري الإيراني.
جو بايدن يحذر
على إثر ذلك، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة 24 مارس/آذار 2023، إيران من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات قوية لحماية الأمريكيين، بعد أن شنّ الجيش الأمريكي ضربات جوية على قوات مدعومة من إيران، رداً على هجوم أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي، وإصابة خمسة جنود أمريكيين.
من جانبه، وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، الهجومَ بأنه غير مؤثر، قائلاً إنه لم تقع إصابات في صفوف القوات الأمريكية.
فيما قال مصدران محليان إن الصواريخ التي يشتبه في أن الولايات المتحدة هي من أطلقتها، الجمعة، استهدفت مناطق جديدة في شرق سوريا، ولم ترِد أنباء عن وقوع قتلى أو مصابين.
وقد تؤدي أحدث أعمال العنف إلى زيادة التدهور في العلاقات المتوترة بالفعل بين واشنطن وطهران، وسط تعثر جهود إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، وتزويد روسيا بطائرات مسيّرة إيرانية لاستخدامها في غزو أوكرانيا.
ونادراً ما يسقط قتلى في صفوف القوات الأمريكية المتمركزة في سوريا، رغم استهدافها بطائرات مسيرة في كثير من الأحيان.
وقال بايدن للصحفيين، خلال زيارة لكندا "من المؤكد أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الدخول في صراع مع إيران، ولكن كونوا على علم بأننا سنتحرك بقوة لحماية شعبنا".
في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتتبع أخبار الحرب في سوريا، إن الضربات الأمريكية أودت بحياة ثمانية مسلحين متحالفين مع إيران في سوريا.
من جهته ذكر تلفزيون برس تي.في الإيراني الرسمي، أن الهجوم لم يُسفر عن مقتل أي إيرانيين، ونقل عن مصادر محلية نفيها أن الضربات استهدفت موقعاً عسكرياً لجماعة متحالفة مع إيران، لكن تم استهداف مركز تنمية ريفي ومركز للحبوب قرب مطار عسكري.
ضربة بطائرة مسيرة
جاءت الضربات الأمريكية رداً على هجوم بطائرة مسيرة، الخميس، استهدف قاعدة تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لمحاربة فلول تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحسكة، في شمال شرقي سوريا.
إذ قال البنتاغون إن ثلاثة جنود ومتعاقداً تطلّب الأمر نقلهم جواً بعد إصابتهم إلى العراق، وإنه جرى تقديم العلاج لجنديين أمريكيين آخرين في القاعدة.
مسؤولان أمريكيان، اشترطا عدم الكشف عن هويتهما، كشفا أن النظام الدفاعي في القاعدة قد فشل على ما يبدو في صد الهجوم.
وقال البنتاغون إن الجيش الأمريكي لديه صورة كاملة للموقع، التقطتها أجهزة الرادار، لكن مسؤولاً آخر قال لرويترز إن القوات الموجودة على الأرض يبدو أنها لم يكن لديها وقت كافٍ للتصدي لهجوم الطائرة المسيرة.
وذكرت قناة الميادين اللبنانية، الموالية لإيران، ومصدر أمني، أن قاعدة أمريكية في حقل العمر النفطي في شمال شرقي سوريا، تعرضت لهجوم صاروخي صباح الجمعة.
ونادراً ما تُطلق الجماعات المدعومة من إيران صواريخ على قواعد أمريكية في سوريا، بعد تعرضها لضربات جوية.
وجاءت القوات الأمريكية لأول مرة إلى سوريا ضمن حملة إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بالشراكة مع مجموعة يقودها الأكراد تُسمى قوات سوريا الديمقراطية. ويوجد نحو 900 جندي أمريكي في سوريا، معظمهم في الطرف الشرقي من البلاد.
وقال الجيش الأمريكي إن قواته تعرضت لنحو 78 هجوماً من الجماعات المدعومة من إيران منذ بداية عام 2021.
ورغم أن تنظيم الدولة الإسلامية فقد سيطرته على مساحات واسعة من سوريا والعراق، استولى عليها في ،2014 فإن خلايا نائمة ما زالت تنفذ هجمات خاطفة في مناطق قاحلة، ليس لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ولا للجيش السوري السيطرة الكاملة عليها.
اقترح تصحيحاً