النهار الاخبارية - وكالات
أثار المؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، السبت 4 مارس/آذار 2023، تفاعلاً واسعاً عبر مواقع التواصل، بسبب "مشادة كلامية" بين الرئيسين.
وتساءل الرئيس الكونغولي، فيليكس تشيسيكيدي، خلال المؤتمر قائلاً: "لماذا تختلف رؤية الأشياء حين يتعلق الأمر بإفريقيا، لماذا لا تتحدثون عن تسوية أمريكية مثلاً حينما تكون هناك مخالفات في الانتخابات الأمريكية، أو تسوية فرنسية حين تحدث مخالفات في الانتخابات الفرنسية، خصوصاً زمن شيراك".
جاء ذلك في إشارة لتصريح لوزير الخارجية الفرنسي السابق، جان إيف لودريان، في عام 2019، أشار فيه إلى أن نتائج انتخابات الرئاسة في الكونغو الديمقراطية كانت نتيجة ترتيب مسبق، بين الرئيس المنتهية ولايته جوزيف كابيلا، وفيليكس أنطوان تشيسيكيدي، ولا علاقة لهيئة الانتخابات في البلاد بذلك.
فيما ساد جوّ من التوتر خلال المؤتمر الصحفي، حيث مد تشيسيكيدي أصابعه نحو الرئيس الفرنسي قائلاً: "هذا أيضاً يجب أن يتغير في طريقة التعاون بين فرنسا وأوروبا عامة والكونغو الديمقراطية.. انظروا إلينا بطريقة أخرى، باحترام كشريك حقيقي، وليس بنظرة أبوية وإملاءات".
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن هذه الأمور تحدث فعلاً في فرنسا، لكن الفرق أن الصحافة تتحدث وتندد، مشدداً على أن أي صحفي يطرح سؤالاً فهو يمثل وجهة نظره هو، ولا يعني الحكومة بشيء، وهو ما أثار حفيظة الرئيس الكونغولي، الذي رد بلهجة حادة قائلاً: "ولكني تحدثت عن لودريان الذي كان وزيراً للخارجية".
وانتقد مغردون تبرير ماكرون الأخير، حيث قال أحدهم إن الرئيس الفرنسي وضع نفسه في موقف محرج، وظهر أشبه "بدبلوماسي متدرب لا يفقه شيئاً في أصول التعامل".
جولة إفريقية
ويزور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، 3 عواصم إفريقية خلال جولته الرامية إلى إرساء "علاقات جديدة" مع دول القارة.
وشارك ماكرون صباحاً في منتدى اقتصادي بالعاصمة الأنغولية لواندا، وركز على قطاع الزراعة في البلاد، بحضور أكثر من 50 شركة فرنسية، وذلك قبل لقاء نظيره الأنغولي جواو لورينسو، حسبما نقل موقع قناة "فرانس 24".
بعدها وصل ماكرون إلى عاصمة الكونغو برازافيل، قادماً من أنغولا التي كانت المحطة الثانية في رحلته بعد الغابون.
وغادر الرئيس الفرنسي إلى كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي المحطة الأخيرة في جولته الإفريقية التي تنتهي الأحد المقبل.
وأبرمت باريس ولواندا اتفاق شراكة يهدف إلى تطوير قطاع الزراعة والأغذية في البلد الإفريقي المنتج للنفط، والهادف إلى تنويع اقتصاده.
يعمل ماكرون من خلال هذه الجولة على تأكيد طي صفحة "فرنسا الإفريقية"، وهو مصطلح يشير إلى شبكات نفوذ باريس الموروثة من حقبة الاستعمار، وما رافقها من سياسات.
والخميس، قال ماكرون خلال لقائه الجالية الفرنسية في عاصمة الغابون ليبرفيل، إن حقبة التدخل الفرنسي في إفريقيا "انتهت"، وأضاف: "فرنسا لا تبدي أي رغبة في العودة إلى سياساتها السابقة بالتدخل في إفريقيا".
والإثنين الماضي، كشف ماكرون عن خطة استراتيجية جديدة لتعامل بلاده مع القارة الإفريقية، تقوم على "التحلي بالتواضع والمسؤولية".
على الصعيد العسكري، أوضح ماكرون أن فرنسا تخطط لـ"خفض ملحوظ" لوجودها العسكري في إفريقيا.