النهار الاخباريه وكالات
قالت وسائل إعلام فرنسية، ، إن الاختبارات التي أجرتها فرنسا عن نظام ردع الصواريخ المعادية والطائرات من دون طيار التي طورتها شركة "طاليس" الفرنسية، كشفت عن فشلها، وذلك قبل 100 يوم من انطلاق منافسات الألعاب الأولمبية في باريس، الصيف القادم.
وفق ما نقلته قناة "فرانس 24" في نسختها الفرنسية، فإن "سلسلة من التدريبات التي أجريت في مارس/آذار 2024 لم تكن مُرضية بشكل كامل.
ونقلت القناة تصريحاً لأحد المراقبين قال فيه: "في اثنين من المواقع التي تم فيها اختبار نظام Parade، لم يعمل الأمر وفقاً للأداء المتوقع، وهذا يعني أن Parade أوقف الطائرات من دون طيار، ولكن داخل منطقة محظورة أكثر بكثير مما كان متوقعاً".
من جانبها، قالت صحيفة Le Canard Enchaîné الفرنسية، إن هذا الاختبار أثبت أنه أقل نجاحاً مما كان عليه خلال اختبار كوبرتان LAD 1، وهو الجزء الأول من هذا التمرين واسع النطاق.
في هذه المناسبة، تمكن نظام Parade من اكتشاف طائرة واحدة فقط خبيثة من بين كل 3 طائرات على مسافة 800 متر.
من جانبه، قال مصدر أمني رفيع المستوى لوكالة فرانس برس في أوائل أبريل/نيسان: "من المزعج أن يخرج هذا الأمر إلى العلن، لكن نعم، لسوء الحظ، خلافاً للخطاب الرسمي، كل شيء لا يسير حقاً كما نرغب".
تقول القناة إن إطلاق طائرات من دون طيار متفجرة وتحليقها فوق حشد من 300 ألف متفرج تجمعوا على مسافة 6 كيلومترات على طول ضفاف نهر السين خلال حفل الافتتاح، سيشكل محنة أمنية للشرطة.
ومع وجود أسطول يقدر بحوالي 3 ملايين طائرة من دون طيار في فرنسا، تعمل الجيوش ووزارة الداخلية ومقر شرطة باريس جاهدة لتجنب أي تحليق في غير وقته فوق العاصمة.
من جهته، يقول مستشار الدفاع مارك شاسيلان: "تمثل الطائرات من دون طيار تهديداً عالي المستوى لأنها سهلة الاستخدام، ويوجد الكثير منها في فرنسا، وتحويلها إلى أسلحة أمر بسيط وبأسعار معقولة للغاية، وهذا لا يتطلب تنظيماً لوجستياً كبيراً".
لمواجهة هذا التهديد، تم اختيار كونسورتيوم Thales وCS Group في أبريل/نيسان 2022، وقد تم استثمار نحو 350 مليون يورو على مدى 11 عاماً، من أجل نشر Parade، الذي تم تقديمه على أنه "نظام قابل للتطوير ومتعدد المهام" للقتال ضد الطائرات من دون طيار.
وأوضح مارك تشاسيلان أن العرض "يتكون من مجموعة من الرادارات والكاميرات القادرة على اكتشاف التهديد وتوصيفه، ويكتمل النظام بمقياس الزوايا الذي يحدد الانبعاثات الراديوية التي توجه الطائرة من دون طيار".
ويضيف الخبير: "ثم تأتي التدابير المضادة: التشويش لشل الحركة أو تعديل المسار، أو تدخل طائرة من دون طيار تابعة للشرطة مزودة بشبكة لالتقاط الجهاز الخبيث".
ويمكن أيضاً إسقاط الجسم بشكل مباشر، وهو إجراء يستخدم كملاذ أخير لأن انفجار الطائرة من دون طيار يولد حطاماً يمكن أن يؤدي إلى إصابة أو حتى قتل الأشخاص على الأرض.
يضاف الافتقار إلى الفعالية التي لوحظت خلال الاختبارات الأخيرة إلى سلسلة من خيبات الأمل بالنسبة لـParade. كان من المقرر أن يتم التسليم الأول لستة أنظمة في يونيو/حزيران 2023، وقد تأخر عدة أشهر.
وكان رئيسها، السيناتور سيدريك بيرين، عضو مجلس الشيوخ عن حزب الجمهوريين، ينتقد بشدة في عدة مناسبات النظام الذي طوره طاليس. وأعلن أعضاء مجلس الشيوخ أخيراً في 20 مارس/آذار أن تقريرهم لن يُنشر للعامة. وفي الثاني من أبريل/نيسان، قام وزير القوات المسلحة، سيباستيان ليكورنو، بإغلاق جلسات الاستماع المغلقة لبعثة تقصي الحقائق، الأمر الذي أثار المخاوف بشأن تأمين الألعاب.