النهار الاخباريه - وكالات
عندما تولى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي منصبه في أغسطس/ آب 2021، شدد على أهمية تطبيق حكومته الجديدة لسياسة "النظر إلى الشرق" و"الحوار مع الجوار". استراتيجية إيران الجديدة المتمثلة في هاتين الاستراتيجيتين كان دعا إليها المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي مراراً وتكراراً، في محاولة لتقليل اعتماد بلاده على الغرب، والانفتاح على فرص التعاون الأخرى في الشرق والدول العربية المجاورة لإيران.
في استراتيجية "النظر إلى الشرق"، تسعى طهران إلى إقامة تعاون وثيق وقوي مع كلاً من الصين وروسيا، كما تسعى إلى التفاوض وحل الخلافات مع دول الجوار العربي، لكن ظلت حكومة إبراهيم رئيسي لفترة طويلة من الوقت غير قادرة على البدء في العمل لتطبيق هذه الاستراتيجيات في السياسة الخارجية للبلاد.
وفي وقت تتعرض فيه المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين للجمود، جاء الدافع القوي للبدء الفوري في تنفيذ سياسة "الحوار مع الجوار"، في محاولة للخروج من العزلة الدولية والإقليمية المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
توجت هذه السياسة بإعلان المصالحة بين الغريمين الإقليميين الرئيسيين في المنطقة: إيران والسعودية، في اتفاق تم بعد مباحثات استمرت حوالي 4 أيام، توسطت فيها الصين، إحدى الدول الرئيسية في سياسة طهران الجديد "النظر إلى الشرق".
جاءت المصالحة بين طهران والرياض بشكل مباغت لم يتوقعه أحد، وسط ترجيحات بأن هذه الصفقة قد تكون أول خطوة في خارطة طريق لتخفيف الصراع في منطقة الشرق الأوسط، ووصفها آخرون بأنها تحوّل من الحرب الباردة إلى السلام البارد بين البلدين. وتفاءل كثيرون بأن الاتفاق السعودي الإيراني، ستكون له آثار جانبية في خفض وتيرة الصراع في المنطقة، خصوصاً مع توجه إيران بإطفاء الحرائق التي أشعلتها في دول عديدة بالمنطقة.
ويأمل كثيرون بأن تكون للسياسة الخارجية الجديدة لإيران تداعيات إيجابية على هذه الدول، لتكون بمثابة إطفاء للحرائق في المنطقة المشتعلة.