الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

فايننشال تايمز: توجه اتهام خطير لايران بطريقه إدارتها الملف النووي


النهار الاخباريه وكالات 

اتهمت صحيفة "فايننشال تايمز” إيران بالتصرف بطريقة خطيرة في المحادثات النووية، قائلة إن على الولايات المتحدة أن تظهر نوعا من المرونة إن رادت إحياء الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015.

وأضافت أن إيران بعد يومين من استئناف المحادثات مع القوى الدولية لإحياء الاتفاقية شبه الميتة، نشرت تقارير عن قيامها بتخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة طرد مركزي متقدمة في منشأة فوردو النووية. وكان الكشف هو الإشارة الأخيرة عن المدى الذي وسعت فيه طهران من برنامجها النووي منذ قرار الرئيس دونالد ترامب التخلي عن الاتفافية في عام 2018.

وردا على إعادة فرض أمريكا العقوبات على إيران، حللت الأخيرة نفسها من بنود الاتفاقية وحققت تقدما مهما. وبناء على اتفاقية 2015، فمن غير المسموح لطهران تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو، فهي لم تعد للنشاطات من جديد، بل تقوم بمعالجة اليورانيوم بنسبة 20% وأعلى من نسبة 3.67%  المتفق عليها في الاتفاقية.
وفي منشأة أخرى، فإن نسبة نقاء اليورانيوم تصل إلى 60%، وهي أعلى نسبة، وقريبة من معدل إنتاج الأسلحة. وبات لدى إيران مدة اختراق، وهي المدى الذي تحتاجه لتجميع كميات من اليورانيوم المخصب لإنتاج القنبلة النووية، وقد انخفض من عام عندما بدء العمل بالاتفاقية، إلى شهر. كل هذا يؤكد السبب الداعي لإحياء الاتفاقية لأن الوضع وصل إلى منعطف خطير.

ووصل جو بايدن إلى البيت الأبيض بتعهد العودة إلى الاتفاقية النووية وإلغاء الكثير من العقوبات لو أريد لإيران لكي تلتزم من جديد بالاتفاقية.

وبعد عام تقريبا، فقد نفد صبر الغرب مع إيران، وسط مخاوف من التقدم باتجاه القنبلة النووية. وحان الوقت لأن تعود إيران وتلتزم بالاتفاقية وتتوقف عن الزحف باتجاه القنبلة النووية.

واستؤنفت المحادثات بين إيران والعالم بعد توقف خمسة أشهر، بسبب الانتخابات الإيرانية التي جلبت إبراهيم رئيسي، المحافظ وتلميذ آية الله خامنئي. واستبدل الفريق المجرب الذي حقق تقدما في نصف العام الحالي تحت الإدارة السابقة، بفريق غير مجرب. فعلى خلاف رئيسي، كان الرئيس حسن روحاني من أشد المدافعين عن الاتفاقية ويتطلع لإحيائها.

وحتى هذا الوقت لا تزال حكومة رئيسي ملتزمة بمطالبها القصوى، وخاصة ضمان عدم قيام إدارة أمريكية مقبلة بالتخلي عن الاتفاقية ورفع كل العقوبات، وليس تلك التي فرضها ترامب قبل أن تتراجع إيران عن مكاسبها النووية.

وترى الصحيفة أن رغبة إيران بضمانات قد تكون مفهومة بعد محاولة ترامب المتهورة لتدمير اتفاقية نووية التزمت بها إيران. وهي تعرف أن من المستحيل على رئيس أمريكي القبول

بهذا الشرط، بالإضافة لرفع كل العقوبات، وسيكونون من السذاجة بمكان لو اعتقدوا بهذا.

ويؤمل أن تكون إيران التي لا تزال تنكر سعيها لتطوير أسلحة نووية، تحاول زيادة أوراق الضغط في المحادثات النووية، وستظهر موقفا واقعيا. وعليها ألا تنتظر طويلا، ذلك أن الإطار الزمني للدبلوماسية يضيق مع كل توسع نووي تقوم به.

ولدى الولايات المتحدة أوراق يمكنها لعبها، فهي وإن لم تكن قادرة على توفير الضمانات التي تريدها إيران، فلديها منظور لتقديم تأكيدات بشأن المنافع الاقتصادية التي ستحصل عليها لو أوقفت تقدمها. وهذا قد يشمل على منح رخص للشركات التي تتاجر مع قطاعات إيرانية معينة والتزامات بالإفراج عن أموال النفط الإيرانية في الخارج.

 ولم تكن الاتفاقية عام 2015 تامة بأي حال، ولكنها تظل الطريقة الوحيدة للحد من طموحات إيران النووية ومنع سباق تسلح في الشرق الأسط
والآن وقد أعربت الولايات المتحدة عن التزامها بالعودة، فيجب أن تظهر إيران نفس الإستعداد.