النهارالاخباريه – وكالات
في خطوة مفاجئة أعادت التوتر إلى الساحة الدولية، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددًا عن اهتمامه بضمّ جزيرة غرينلاند إلى الولايات المتحدة، مؤكدًا أن الجزيرة الواقعة في القطب الشمالي "ضرورية للأمن القومي الأميركي".
وجاءت تصريحات ترامب بعد إعلانه تعيين حاكم ولاية لويزيانا، جيف لاندري، مبعوثًا خاصًا لغرينلاند، في خطوة أثارت انتقادات شديدة في الدنمارك، التي تتبع لها الجزيرة ذات الحكم الذاتي. وقال ترامب إن لاندري سيقود مهمة خاصة لفتح حوار حول مستقبل الجزيرة.
رئيس وزراء غرينلاند، ينس-فريدريك نيلسن، عبّر عن "حزنه واستغرابه" إزاء الطرح الأميركي، مؤكدًا أن غرينلاند ليست للبيع، ولا يمكن الحديث عنها كسلعة في لعبة الجغرافيا السياسية.
وفي أول تصريح له، حاول لاندري التخفيف من حدة الموقف، قائلاً إن الإدارة الأميركية لا تسعى لغزو الجزيرة أو الاستيلاء عليها بالقوة، بل لفتح حوار مباشر مع السكان المحليين حول التعاون الممكن.
وتعيد هذه الخطوة للأذهان محاولات ترامب السابقة لشراء الجزيرة عام 2019، والتي قوبلت برفض قاطع من الحكومة الدنماركية، ما ينذر بتوتر دبلوماسي جديد في حال أصرّت واشنطن على المضي قدمًا بهذا المسار.
وقال لاندري في مقابلة مع برنامج "ذا ويل كين شو" على قناة فوكس نيوز: "أعتقد أن نقاشاتنا يجب أن تكون مع الناس الفعليين في غرينلاند.. سكان غرينلاند أنفسهم. ماذا يريدون؟ ما الفرص التي لم يحصلوا عليها؟ ولماذا لم يحصلوا على الحماية التي يستحقونها فعلا؟" الجدير بالذكر أن غرينلاند كانت مستعمرة دنماركية حتى العام 1953، ولا تزال جزءا من كيان المملكة.
وفي العام 2009، حصلت الجزيرة على الحكم الذاتي مع إمكانية إدارة شؤونها الداخلية واتخاذ خيارات مستقلة في سياستها.
ومن جهتها اصدرت رئيسة وزراء الدنمارك ورئيس وزراء غرينلاند بيانا مشتركاً قالا فيه:
"لقد قلنا ذلك من قبل، ونقوله الآن مجددا "الحدود الوطنية وسيادة الدول راسخة في القانون الدولي إنها مبادئ أساسية لا يمكنك ضم دولة أخرى، حتى بذريعة الأمن الدولي." وأضاف البيان الذي أرسله مكتب فريدريكسن بالبريد الالكتروني: "غرينلاند ملك لشعبها، والولايات المتحدة لن تستولي على غرينلاند. نتوقع احترام سلامتنا الإقليمية المشتركة."
كذلك أعرب الاتحاد الأوروبي الاثنين عن "تضامن كامل مع الدنمارك وشعب غرينلاند"، ردا على الطموحات الأميركية بشأن هذا الإقليم الدنماركي المتمتع بحكم ذاتي.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا على منصة إكس أنّ "وحدة الأراضي والسيادة مبدآن أساسيان في القانون الدولي".
وأضافا أنّ "هذين المبدأين أساسيان ليس فقط للاتحاد الأوروبي، بل أيضا لدول العالم بأسره".