النهار الاخبارية - وكالات
قال تقرير لمجلة Popular Mechanics الأمريكية، الأحد 9 أبريل/نيسان 2023، إن روسيا لا تزال ماضية في خططها لنشر نموذج بحري فريد من الردع النووي الاستراتيجي، حتى في الوقت الذي تتعثر فيه روسيا في حربها مع أوكرانيا، في إشارة إلى طوربيدات بوسيدون "نهاية العالم".
كانت وكالة تاس الروسية ذكرت في 3 أبريل/نيسان الحالي، أن الأسطول الروسي في المحيط الهادئ يعمل على بناء مجموعة جديدة من الغواصات المصممة خصوصاً لإطلاق طوربيد نووي عابر للقارات يسمى "بوسيدون"، الذي يمكن استخدامه لمهاجمة المدن الساحلية، والذي يوصف بسلاح يوم القيامة أو نهاية العالم.
طوربيدات بوسيدون
يأتي هذا التقرير في أعقاب تقارير إعلامية روسية تعود إلى يناير/كانون الثاني الماضي، تفيد بأن إنتاج أول دفعة من طوربيدات بوسيدون– التي كانت تعرف في السابق باسم Status-6 Oceanic Multipurpose System أو كانيون- قد اكتمل بنجاح.
ولا يحمل كل طوربيد من طراز بوسيدون سلاحاً نووياً ضخماً فحسب- نحو 2 ميغا طن- بل ومزود بمفاعل نووي معدني سائل، يمنحه مدى وطاقة لا محدودين، وسرعات عالية مستدامة في أغلب الأحيان.
وكان من دواعي سرور روسيا أن تهدد باستخدام هذا السلاح المدمر الغريب، واستعرضه بوتين في ظهور تلفزيوني بارز، فيما أشار معلق في التلفزيون الحكومي إلى إمكانية استخدام هذه الطوربيدات لإغراق كامل المملكة المتحدة بموجة تسونامي إشعاعية، وفق ما نقلته المجلة.
ولفتت المجلة إلى أن هذه الغواصات الجديدة سيبدأ تشغيلها في قاعدة بشبه جزيرة كامتشاتكا أواخر عام 2024 أو في النصف الأول من عام 2025، وفقاً لوكالة تاس. ويبدو أن المجموعة ستضم إجمالاً أربع أو خمس غواصات، مع 30 طوربيد بوسيدون.
غواصة روسية تبحر خلال استعراض يوم البحرية في ميناء سيفاستوبول على البحر الأسود 2020-
وقد بُني هيكل نحو اثنتين من هذه الغواصات الأربع المخطط لها عامي 2014 و2017: خاباروفسك وأوليانوفسك. ويُفترض أن يبدأ تشغيل هاتين الغواصتين في 2024/2025 و2027.
لكن العقوبات التي نتج عنها تقييد الوصول إلى الإلكترونيات الدقيقة قد تؤدي إلى تأخير إنتاجها وتشغيلها، ومن الجدير بالذكر أيضاً أنه في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022، أفادت تقارير بضرورة وقف اختبار لـ"بوسيدون" في البحر المتجمد الشمالي لأسباب فنية.
وتشغيل طوربيدات بوسيدون وغواصاته Project 09851 في المحيط الهادئ منطقي، فمياه المحيط العميقة ستمنح الطوربيدات حرية أكبر في المناورة لتفادي اكتشافها، بحسب المجلة، لكن وجودها هناك قد يشكل تهديداً للقواعد البحرية في المحيط الهادئ ومدن الساحل الغربي الأمريكية مثل لوس أنجلوس وسان دييغو وسان فرانسيسكو، رغم أنه نظرياً، لديها القدرة على الذهاب إلى أي مكان تسمح به الجغرافيا البحرية.
ما هي الغواصة المسيرة آليّاً بوسيدون؟
وبوسيدون (Poseidon) هي مركبة ذاتية القيادة تعمل بالطاقة النووية ومسلحة نووياً أيضاً، وتعمل تحت الماء، وقادرة على إطلاق الرؤوس التقليدية والنووية، ويطلق عليه أحياناً النظام البحري متعدد الأغراض ستيتس-6.
وهو عبارة عن غواصة روبوتية صغيرة على شكل طوربيد يمكنها التحرك تحت الماء بسرعة كبيرة وبضوضاء قليلة، ويبلغ طوله نحو 20 متراً، وقطره نحو مترين ووزنه نحو 100 طن.
وبحسب موقع Popular Mechanics، يستطيع بوسيدون السفر لمسافة تصل إلى 6200 ميل وبسرعة 56 عقدة بحرية (أي أسرع بقليل من 100 كم في الساعة)، وترفع بعض التقييمات سرعته إلى 185 كم/ساعة، فيما ترفع بعض التقييمات مداه إلى نحو 10000 كم وبعمق أقصى 1000 متر.
وبينما تصفه وسائل الإعلام الغربية بدرجة كبيرة بـ"سلاح يوم القيامة" أو سلاح نهاية العالم، فليس هناك يقين حول شدة الشحنة المتفجرة الحرارية النووية للصاروخ. بينما تشير التقديرات إلى أنها تتراوح بين اثنين و100 ميغا طن. ويعادل كل ميغا طن 1000 كيلو طن، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية.
ومن أجل الربط بمرجع محدد، كانت القنبلة النووية "الرجل البدين"، التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة ناغازاكي اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية تبلغ زنتها 21 كيلوطناً، وأدت إلى مقتل نحو 140 ألف شخص.
فيما يبلغ طول طوربيد بوسيدون نحو 24 متراً وقطره 1.6 متر، وهو أكبر بثلاث مرات تقريباً من الطوربيد الثقيل الاعتيادي، ويتمتع بقدرة لا محدودة تقريباً في تشغيل نظام دفعه النفاث الذي لا يصدر صوتاً، وذلك بفضل مفاعله النووي.
وتشير معلومات إلى أن بإمكانه الغوص على عمق أكبر من عمق الطوربيدات الأمريكية مارك 48 التي تصل إلى 1000 متر، وربما يتمكن من الوصول إلى هذا العمق بسرعة أكبر تصل إلى 56-70 عقدة.
ولكن لأن الطوربيد سيكون قابلاً للاكتشاف من بعيد عند انطلاقه بدرجة قريبة من السرعة القصوى، فيحتمل أن يبحر بسرعة بطيئة حتى يصبح جاهزاً لاندفاعة نهائية أو مراوغة الأعداء.