الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

“روبوتات بحرية” أمريكية لمواجهة التهديدات الإيرانية في الخليج..

النهار الاخبارية - وكالات 

قالت وكالة Bloomberg الأمريكية في تقرير نشرته الجمعة 5 مايو/أيار 2023، إن الولايات المتحدة تحاول إقناع حلفائها في الشرق الأوسط بنشر عشرات السفن الآلية الإضافية حول شبه الجزيرة العربية، من أجل رصدٍ أفضل للتهديدات الآتية من دول مثل إيران، في خطوةٍ تستهدف حماية الممرات المائية الحيوية للتجارة العالمية وتداول النفط.

إذ تقود الولايات المتحدة تحالفين بحريين دوليين من البحرين. وقال قائد الأسطول الخامس الذي يقع مقره في البحرين، نائب الأدميرال براد كوبر، إن بلاده تريد امتلاك أكثر من 100 مركبة سطحية غير مأهولة -يُطلق عليها اسم الروبوتات البحرية أحياناً- لتعمل في المنطقة بنهاية الصيف. بينما تحقّق الهدف الأوّلي بنشر 50 مركبة سطحية غير مأهولة في فبراير/شباط، حيث توفر هذه التقنية وسيلةً فعالة ومجدية اقتصادياً لتعميق الشراكات الأمريكية.

مخاوف أمريكية من نفوذ صيني في الخليج 
يجري تنفيذ الخطة بالتزامن مع مصادرة إيران لناقلة النفط الثانية في غضون أقل من أسبوع، بعد أن شجعتها صفقة استئناف العلاقات مع السعودية -حليفة الولايات المتحدة- بوساطة صينية.

علاوة على إيران، تخشى الولايات المتحدة جهود الصين لتوسيع علاقاتها العسكرية والأمنية مع دول الخليج العربي، التي اعتادت الاعتماد على الولايات المتحدة لتلبية احتياجاتها الدفاعية تاريخياً. بينما تُعَدُّ الصين أكبر شريك تجاري لغالبية دول المنطقة وأكبر مشترٍ للنفط الخام من الخليج، كما أن لديها قاعدةً بحرية في جيبوتي بمنطقة القرن الإفريقي.

يقول جون شاوس، الخبير الدفاعي في مركز أبحاث Center for Strategic and International Studies، إنه من المنطقي أن ترغب الصين في بناء قواعدها العسكرية بالشرق الأوسط حتى تُصبح "أقرب إلى الأحداث".

في سياق متصل، جلس العقيد كولين كوريدان، قائد فرقة المهام 59 المسؤولة عن نشر المركبات السطحية غير المأهولة الجديدة، داخل غرفة العمليات التي تحتوي على شاشات وحواسيب في القاعدة البحرية بالبحرين. وقال كوريدان إن الذكاء الاصطناعي يعمل على تركيب الكثير من اللقطات والمعلومات التي يتم جمعها من البحر، وذلك لتخفيف الأعباء على البشر. 

بينما تعكف الشركات الكندية، والإسرائيلية، والأمريكية، وغيرها على تصنيع المركبات السطحية غير المأهولة بتكلفةٍ تتراوح بين 800 ألف دولار وثلاثة ملايين دولار. وتتفاوت أحجام المركبات من العوامات البحرية بطيئة الحركة بالطاقة الشمسية، وصولاً إلى القوارب المسيرة السريعة والكبيرة.

أوضح كوريدان: "هذه المركبات هي مجرد عيون في الماء لإرسال الإشارات باستمرار".

داخل حظيرةٍ خارجية تستعرض نماذج المركبات السطحية غير المأهولة، وقف الرائد خورخي لينس من البحرية الإسبانية مع أحد أفراد فرقة كوريدان ليقولا إن بعض المركبات السطحية تستطيع البقاء في الماء لأشهر، دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود أو الإمدادات. وأوضحا أن الرقم القياسي المسجل في البحر الأحمر كان 220 يوماً.

مناورات بحرية 
كانت جولي أنغوس، الشريكة المؤسسة في شركة Open Ocean Robotics الكندية المصنعة للمركبات السطحية، من بين أوائل المسافرين إلى البحرين في نوفمبر/تشرين الثاني للمشاركة في مناورةٍ بحرية. كما احتفت بإمكانات المركبات المُسيّرة في مجال الحفاظ على البيئة البحرية أيضاً.

حتى الآن، لم تعلن سوى البحرين والكويت فقط عن خططٍ لشراء المركبات السطحية غير المأهولة، بحسب تصريح المتحدث باسم القوات البحرية الأمريكية في البحرين القائد تيم هاوكينز. وأوضح هاوكينز في تصريحات بالبريد الإلكتروني أن مصادرات إيران للناقلات هي ما يجعل المركبات السطحية غير المأهولة ضروريةً لأمن واستقرار المنطقة.

في ما حذّر بلال صعب، مدير برنامج الدفاع والأمن في مركز أبحاث Middle East Institute، من أن الولايات المتحدة ستواجه معركةً عسيرة لإقناع دول الخليج العربي بجدوى هذه المركبات -لأن تلك الدول تفضل العتاد العسكري الضخم وباهظ التكلفة. ومع ذلك، سنجد أن المركبات السطحية غير المأهولة معفاة من إجراءات البيع المطولة التي تفرضها هيئة المبيعات العسكرية الأجنبية، وتشتكي منها الدول الخليجية عادةً.

أوضح صعب: "من المحير أن يكون اقتصادك وبقاء بلادك بأكملها معتمداً على صادراتك النفطية، لكنك لا تملك القدرات البحرية اللازمة لتأمين مياهك الإقليمية. وهم يعتمدون علينا دائماً في هذا الصدد".

البحث عن بدائل أمنية 
في المقابل، يجب على جيش الولايات المتحدة وبحريتها قبول فكرة أن اهتمامها ينصرف بعيداً عن دول الشرق الأوسط، بينما يتعيّن على دول الخليج العربي أن تفكر في البدائل الأمنية -ومنها التحالفات المحتملة مع الصين وروسيا.

من جانبه، أوضح وكيل الشؤون السياسية بوزارة الخارجية البحرينية عبد الله بن أحمد آل خليفة أن بلاده ملتزمةٌ بشراكتها، لكن بعض دول المنطقة تشعر بالإحباط حيال اشتراطات حقوق الإنسان التي ترتبط بالمبيعات العسكرية الأمريكية عادةً؛ مما يدفع تلك الدول إلى البحث في أماكن أخرى. وأردف خلال مقابلةٍ أجراها: "إنها سوق مفتوحة".