الجمعة 11 تشرين الأول 2024

ربما لأنهم ليسوا بيضاً كالأوكرانيين”! مدير “الصحة العالمية” ينتقد ازدواجية العالم بالتعامل مع أزمات الشعوب


النهار الاخباريه  وكالات

انتقد رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، تركيز المجتمع الدولي على العملية العسكرية في أوكرانيا، محتجاً بأنَّ الأزمات في أماكن أخرى، وضمن ذلك داخل وطنه إثيوبيا، لا تُؤخَذ في الاعتبار بالقدر نفسه، ربما لأنَّ الأشخاص المتضررين ليسوا من البيض، بحسب ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 14 أبريل/نيسان 2022. 
تساءل تيدروس أدهانوم غيبريسوس عمّا إذا كان "العالم يولي حياة السود اهتماماً مماثلاً لما يوليه لحياة البيض"؛ بالنظر إلى أنَّ حالات الطوارئ المستمرة في إثيوبيا واليمن وأفغانستان وسوريا لم تحظَ إلا "بجزء صغير" من الاهتمام بأوكرانيا.
في الشهر الماضي، قال تيدروس إنه "لا يوجد مكان على وجه الأرض تتعرض فيه صحة ملايين الناس للتهديد أكثر" من منطقة تيغراي الإثيوبية.

مساعدات لم تَصل 
وخلال إفادة صحفية افتراضية من جنيف، الأربعاء 13 أبريل/نيسان، أوضح تيدروس أنه منذ إعلان الهدنة في تيغراي قبل ثلاثة أسابيع، كان من المفترض أن تتمكن نحو 2000 شاحنة من جلب الطعام والأدوية وغيرها من الضروريات إلى المنطقة التي تمزقها النزاعات. وأردف أنه لم تصل منها إلا 20 شاحنة.
أضاف تيدروس، وزير الصحة السابق في إثيوبيا والذي ينتمي لشعب التيغراي: "بينما نتحدث، يموت الناس جوعاً. هذه واحدة من أطول وأسوأ عمليات الحصار التي تفرضها القوات الإريترية والإثيوبية في التاريخ الحديث".
واعترف بأنَّ العملية العسكرية في أوكرانيا كانت لها أهمية عالمية، لكنه تساءل عمّا إذا كانت الأزمات الأخرى تحظى بالاهتمام الكافي.
حيث أضاف: "أريد أن أكون صريحاً وصادقاً، لأنَّ العالم لا يعامل الجنس البشري بالطريقة نفسها. البعض يتمتع بمساواة أكثر من غيرهم".
ووصف تيدروس الوضع في تيغراي بأنه مأساوي، وأعرب عن أمله في "أن يعود العالم إلى رشده، ويعامل جميع أرواح البشر على قدم المساواة".
فيما انتقد رئيس منظمة الصحة العالمية فشل وسائل الإعلام في توثيق الفظائع بإثيوبيا، مشيراً إلى أنَّ الناس قد حُرِقوا أحياء. وقال: "لا أعرف حتى ما إذا كانت وسائل الإعلام قد أخذت ذلك على محمل الجد".
في وقت سابق من هذا العام، بعثت الحكومة الإثيوبية برسالة إلى منظمة الصحة العالمية تتهم فيها تيدروس "بسوء السلوك" بعد انتقاده الحاد للحرب والأزمة الإنسانية في البلاد.
وقالت أديس أبابا إنَّ تيدروس يستخدم مكتبه "لتعزيز مصلحته السياسية على حساب إثيوبيا"، ولا يزال عضواً نشطاً في جبهة تحرير شعب تيغراي.
كان تيدروس وزيراً للخارجية ووزيراً للصحة في إثيوبيا عندما هيمنت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على الائتلاف الحاكم في البلاد.