الأحد 24 تشرين الثاني 2024

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى زعزعة توازن محلي هش.

النهار الاخبارية- وكالات
استمرت المواجهات بين الشرطة التي استخدمت خراطيم المياه، ومتظاهرين رشقوها بالحجارة وزجاجات حارقة، حتى وقت متقدم من ليل الخميس - الجمعة في بلفاست عاصمة آيرلندا الشمالية حيث أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى زعزعة توازن محلي هش.
وتجمع مئات الشبان والمراهقين في وقت مبكر من مساء الخميس في منطقة غرب المدينة التي تشهد توترا سياسيا متصاعدا مرتبطا بـ«بريكست». وذكر صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية أن بعضهم كدس قطعا من الحجارة في عربة سوبرماركت.
وأقدم الشبان الذين وضعوا كمامات وكان بعضهم ملثماً على رشق حواجز الطرق التي أقامتها شرطة مكافحة الشغب بسيارات لاند روفر مدرعة، بالحجارة ومفرقعات وزجاجات حارقة. وكان دخان كثيف يتصاعد في بعض الأماكن بعد انفجار زجاجات المولوتوف.
وصدت الشرطة المسلحة بهراوات ودروع المشاغبين بينما اكتفى سكان الحي بمراقبة ما يحدث من نوافذ بيوتهم.
ودعت الشرطة بمكبرات الصوت المتظاهرين إلى التفرق تحت طائلة توقيفهم. وحذرت شرطية من أنه «يمكن استخدام القوة».
ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونظيره الآيرلندي ميشال مارتن والرئيس الأميركي جو بايدن إلى الهدوء.
كما حاولت الشرطة مناشدة الأشخاص المؤثرين في المجتمع لثني السكان عن الانضمام إلى أعمال الشغب. وتجمع بضع عشرات من كبار السن من رجال ونساء الخميس قرب المواقع التي وقعت فيها أعمال العنف في اليوم السابق ما منع مثيري الشغب من الاقتراب أو إخماد حريق في مكان قريب.
وأدت أعمال العنف التي وقعت في الأيام الماضية إلى إصابة أكثر من خمسين شرطيا وأعادت إلى الأذهان ذكرى ثلاثة عقود من الاضطرابات بين الجمهوريين، وخصوصا الكاثوليك المؤيدين لإعادة التوحيد مع آيرلندا، والوحدويين البروتستانت، والتي أسفرت عن سقوط 3500 قتيل.
وبدأت أعمال العنف الأسبوع الماضي في مدينة لندنديري قبل أن تمتد إلى أحد أحياء الموالين الوحدويين في بلفاست والمناطق المحيطة بها خلال عطلة عيد الفصح.
وأدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى إضعاف التوازن الدقيق في المقاطعة إذ إنه تطلب فرض إجراءات مراقبة جمركية بين المملكة المتحدة والتكتل الأوروبي، وبالتالي على الحدود مع جمهورية آيرلندا.
وعلى الرغم من فترة سماح لتتمكن الشركات من التكيف مع الوضع الجديد، تعرقل هذه الإجراءات الجديدة الإمدادات ويندد بها الوحدويون باعتبارها حدودًا بين إيرلندا الشمالية وبريطانيا، وخيانة من جانب لندن، خصوصاً أن كثيرين يتوجهون يومياً من آيرلندا الشمالية جنوباً للعمل في آيرلندا