النهار الاخبارية - وكالات
أعلنت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية المعروفة بـ"IHH"، الخميس 16 فبراير/شباط 2023، عن تدشين مشروع تكافلي جديد لدعم المتضررين من الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، وتسبب في مقتل الآلاف وتشريد عشرات الآلاف وتدمير آلاف المنازل في كل من سوريا وتركيا.
بولنت يلدريم رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية IHH أعلن عن المشروع الجديد، والذي يتضمن التبرع لبناء مدينة "الكرافانات" أو ما يعرف بالمنازل الجاهزة لإيواء المتضررين من الزلزال، سواء في سوريا أم في تركيا، على أن تتم تسمية المدن التي سوف يتم بناؤها بأسماء المتبرعين، سواء من العرب أم من الأتراك، داعياً رجال الأعمال العرب إلى التبرع لبناء هذه المدن الجديدة.
تدشين مشروع المنازل المتنقلة في تركيا بسبب الزلزال
تواصلنا مع مالك ياسين إيباك المنسق الإعلامي في قسم اللغة العربية في هيئة الإغاثة الإنسانية IHH، والذي قال في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، إن هيئة الإغاثة لا تفرق في دعمها بين السوريين والأتراك، على عكس ما يروج في بعض وسائل الإعلام، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن العشرات من أفراد الهيئة الإغاثية يعملون داخل المدن السورية لإنقاذ المصابين ودعم الأهالي الذين فقدوا منازلهم، كما أن هناك مئات الأفراد الذين يعملون في المدن التركية.
كما قال في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، إنهم ومنذ اليوم الأول للزلزال قد وُجدوا داخل الأراضي السورية، وقد زار بولنت يلدريم رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية IHH المناطق السورية المدمرة بسبب الزلزال، ووقف على الأوضاع الحقيقية للمواطنين هناك من أجل قياس حجم التبرعات المطلوبة.
مالك ياسين قال كذلك في تصريحاته الخاصة إن الهيئة الإغاثية تستقبل نوعين من التبرعات، الأول هو التبرعات المالية من كل المهتمين حول العالم، وكذلك التبرعات العينية، وتقوم بنشر أفرادها في كافة المدن المضارة من أجل رفع الواقع ومعرفة حجم الاحتياجات الحقيقي للمواطنين المتضررين، سواء كانوا في حاجة إلى أموال أم إلى مواد عينية، مشدداً على أن كل ذلك يتم بالتنسيق مع السلطات التركية.
أما بخصوص حملة المنازل الجاهزة، قال مالك ياسين في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست": "نحن الآن في هيئة الإغاثة أطلقنا حملة جديدة قبل يومين، الحملة تستهدف بناء منازل متنقلة أو ما يعرف بالكرفانات، للمضارين من الزلزال".
مشيراً إلى أن هيئة الإغاثة تستهدف من الحملة توسيع دوائر التضامن بين الأتراك والسوريين، مناشداً رجال الأعمال العرب أو الأجانب الذين يعيشون على الأراضي التركية بالتضامن والتبرع من أجل توفير منازل بديلة، على أن تسمَّى هذه المنازل بأسماء رجال الأعمال أو الدول المتبرعة بأموال المنازل المتنقلة.
مالك ياسين قال لـ"عربي بوست"، إنهم يستهدفون من هذا المشروع بالذات توجيه رسالة أخرى إلى الداخل التركي، في إشارة إلى المعارضة التركية، بعد ارتفاع وتيرة العنصرية تجاه العرب من جانب المعارضة، بأن رجال الأعمال العرب والمقيمين من العرب يعيشون مع الأتراك في أفراحهم وأتراحهم، وأنهم يدعمون المواطنين المضارين تكافلاً وتضامناً معهم.
استمرار التضامن الإماراتي مع تركيا
في سياق متصل، وبخصوص التضامن العربي فقد ارتفع عدد رحلات الجسر الجوي الإماراتي لإغاثة تركيا وسوريا إلى 97، فيما زاد نظيره السعودي إلى 12، ضمن جهود إقليمية ودولية لنقل مساعدات إنسانية إلى منكوبي الزلزال المدمر في البلدين.
وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، الجمعة، تأتي الرحلات الـ97 ضمن عملية "الفارس الشهم 2" التي أطلقتها أبوظبي دعماً لتركيا وسوريا منذ أن ضربهما الزلزال في 6 فبراير/شباط 2023.
أفادت الوكالة بأن "دولة الإمارات تستمر لليوم الثاني عشر على التوالي في إرسال المساعدات الإغاثية للمتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا". وبلغ "عدد الرحلات 58 طائرة شحن إلى سوريا و39 إلى تركيا، ليصبح مجموعها 97 رحلة تحمل على متنها 2624 طناً من المواد الغذائية والطبية وخيم الإيواء"، بحسب الوكالة.
أضافت: "تستمر أيضاً فرق البحث والإنقاذ الإماراتية في مساعيها لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض باستخدام أجهزة ومعدات نوعية".
دعم سعودي لتركيا
في سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء السعودية، الجمعة، بمغادرة الطائرة الإغاثية الـ12 إلى مطار غازي عنتاب جنوبي تركيا، وعلى متنها 75 طناً من السلال الغذائية والمواد الإيوائية والطبية.
تأتي الرحلات ضمن جسر جوي إغاثي سعودي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتوجيهات من الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وفي وقت سابق، سيّرت السعودية 11 رحلة مماثلة بينها اثنتان إلى مطار حلب السوري و9 رحلات إلى تركيا.
الجمعة أيضاً، عبرت 10 شاحنات إغاثية مقدَّمة من مركز الملك سلمان للإغاثة، معبر باب السلامة الحدودي (بين سوريا وتركيا)، وعلى متنها 80 طناً من المواد الغذائية والإيوائية؛ لتوزيعها على ضحايا الزلزال في شمال سوريا، وفق الوكالة.
انطلاق طائرات إغاثة عراقية لتركيا
أما في العراق، فأعلنت وزارة الخارجية، الجمعة، "انطلاق 3 طائرات إغاثية اليوم، إلى مطار غازي عنتاب"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء العراقية.
في حين أفادت الخارجية العراقية بأن بغداد سيّرت 13 طائرة محملة بمواد إغاثية لضحايا الزلزال في تركيا.
يذكر أنه ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجة والثاني 7.6 درجة وآلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
لدعم تركيا وسوريا في مواجهة الكارثة، أعلنت أكثر من 16 دولة عربية إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة، وتدشين حملات تبرع بأموال وإمدادات عينية.