النهار الاخبارية - وكالات
قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 22 يونيو/حزيران 2023، إن زيارة رئيس وزراء دولة الهند ناريندرا مودي التي أجراها للولايات المتحدة أثارت إدانة واحتجاجاً من القادة المسلمين والمُشرّعين وغيرهم من الحلفاء.
كان أعضاء مجلس النواب الأمريكي رشيدة طُليب، وإلهان عمر، وألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وكوري بوش، وكوييسي مفومي من بين أولئك الذين قالوا إنهم سيقاطعون خطاب رئيس الوزراء الهندي أمام الكونغرس؛ في ضوء أعمال العنف والقمع التي تتعرض لها وسائل الإعلام والأقليات الدينية مثل المسلمين والمسيحيين والسيخ والداليت في ظل حكومته القومية اليمينية.
انتقادات لزيارة رئيس وزراء الهند لأمريكا
قال النواب في بيان: "مودي لديه سجل سيئ السمعة وواسع لانتهاكات حقوق الإنسان. لقد كان متواطئاً في أعمال الشغب في غوجارات عام 2002 والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1000 شخص؛ مما أدى إلى إلغاء تأشيرته إلى الولايات المتحدة. وقد استهدفت حكومته علانيةً المسلمين والأقليات الدينية الأخرى، ومكّنت العنف القومي الهندوسي، وقوضت الديمقراطية، واستهدفت الصحفيين والمعارضين، وقمعت الانتقادات باستخدام تكتيكات استبدادية مثل إغلاق الإنترنت والرقابة".
أضاف بيان النواب: "من المخجل تكريم هذه الانتهاكات بالسماح لمودي بإلقاء كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس. نرفض المشاركة فيها وسنقاطع الخطاب المشترك. ونتضامن مع المجتمعات التي تضررت من مودي وسياساته. يجب ألا نضحي أبداً بحقوق الإنسان في سبيل النفعية السياسية، ونحث جميع أعضاء الكونغرس الذين يدّعون الدفاع عن الحرية والديمقراطية على الانضمام إلينا في مقاطعة هذا المشهد المحرج".
بدوره، رحب مركز العلاقات الإسلامية (كير)، أكبر منظمة للحريات المدنية والدعوة للمسلمين في الولايات المتحدة، في بيان، "بتعهدات أعضاء الكونغرس بمقاطعة الاجتماع المشترك يوم الخميس 22 يونيو/حزيران، الذي يكرّم رئيس الوزراء الهندي اليميني المتطرف والمناهض للمسلمين ناريندرا مودي".
وقال كوري سايلور، مدير البحوث والدعوة في "كير": "القادة يرضخون في مواجهة الضغوط للامتثال للأخلاقيات السيئة. إنَّ مقاطعة أي حدث لتكريم رئيس الوزراء مودي يجعل قيمنا للحرية الدينية تتغلب على السياسات الأنانية. إننا نحيي هؤلاء المسؤولين المنتخبين المقاطعين، ونحث الآخرين على الانضمام إلى قيادتهم".
وأضاف سايلور: "إنَّ إقامة عشاء رسمي تكريمي واجتماع مشترك للكونغرس يبعث إشارات إلى مودي بأنه لن يتدخل أحد في قمعه للأقليات الدينية والصحفيين الهنود".
تصاعد سياسة المعاداة للمسلمين في الهند
في الآونة الأخيرة، تصاعدت السياسة المعادية للمسلمين والعنف بالهند وفي الجاليات الهندية بالخارج في عهد مودي.
وفي إشارة إلى السياسات المتشددة في المنطقة، جرّد مودي كشمير -الولاية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة في الهند- من استقلالها الدستوري في عام 2019، فيما اعتُبِر محاولة لجعل الهند دولة هندوسية في المقام الأول؛ مما أدى إلى تآكل سمعة التعددية والعلمانية التي اشتهرت بها البلاد فيما مضى.
وفي العام نفسه، مرّرت حكومة مودي قانون تعديل المواطنة، لتعديل قانون الجنسية في البلاد بحيث يمكن التعجيل بالتجنيس للمهاجرين الهندوس والسيخ والبوذيين والجين والبارسيين والمسيحيين من أفغانستان وبنغلاديش وباكستان، لكن ليس المسلمين. ونتيجة لذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة في عام 2020 بالعاصمة نيودلهي، قُتل خلالها نحو 50 شخصاً، معظمهم من المسلمين.
إضافة إلى ذلك، اتهمت جماعات حقوقية حكومة مودي بغض الطرف عن أعمال العنف المُرتكَبة ضد مزارعي الأبقار المسلمين على أيدي حراس هندوتفا اليمينيين بهدف حماية الأبقار، وهي حيوانات مقدسة في الهندوسية.
ووقع 75 نائباً أمريكياً ديمقراطياً على خطاب يشرح بالتفصيل انتهاكات حقوق الإنسان في عهد مودي ويحث بايدن على "مناقشة النطاق الكامل للقضايا المهمة لعلاقة ناجحة وقوية وطويلة الأمد بين بلدينا العظيمين".