النهار الاخبارية – وكالات
يدلي الروس بأصواتهم، في المرحلة الأخيرة من الانتخابات البرلمانية التي استمرت ثلاثة أيام، ومن المتوقع أن يفوز بها الحزب الحاكم، بعد حملة قمع استهدفت حركة المعارض أليكسي نافالني ومنعت المعارضين من المنافسة.
يهدف الاقتراع إلى إعادة انتخاب 450 نائباً في مجلس الدوما، إحدى غرفتي البرلمان الروسي الذي يسيطر عليه حالياً حزب "روسيا الموحّدة".
سيستخدم الكرملين الفوز المتوقع لحزب "روسيا الموحدة" الحاكم، كدليل على دعم الرئيس فلاديمير بوتين على الرغم من الشعور بالاستياء على مدى سنوات من تدهور مستويات المعيشة.
تقول مراكز استطلاعات حكومية إن الحزب الداعم لبوتين البالغ من العمر 68 عاماً يواجه تراجعاً في مستويات التأييد، لكنه ما زال أكثر شعبية من أقرب منافسيه في الانتخابات، وهما الحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الليبرالي القومي اللذان غالباً ما يدعمان الكرملين.
يشغل حزب روسيا الموحدة ما يقرب من ثلاثة أرباع مقاعد مجلس الدوما، الذي يضم 450 عضواً، وساعدت تلك الهيمنة الكرملين العام الماضي على إجازة تعديلات دستورية تسمح لبوتين بالترشح لفترتين أخريين كرئيس بعد عام 2024، ومن المحتمل أن يبقى في السلطة حتى عام 2036.
مدونة المُعارض البارز لبوتين، نافالني، نشرت رسالة الأسبوع الماضي، قالت فيها إنه "إذا تمكنت روسيا الموحدة (من الفوز) فيمكن لبلدنا أن يتوقع خمس سنوات أخرى من الفقر والقمع وخمس سنوات ضائعة".
تضييق على المعارضين لبوتين
تأتي هذه الانتخابات، بعدما منعت السلطات حلفاء نافالني من الترشح، بعد حظر حركته في يونيو/حزيران الماضي بصفتها حركة متطرفة، وتقول شخصيات معارضة أخرى إنها كانت هدفاً لحملات من الحيل القذرة أو لم يُسمح لها بالمنافسة.
بدوره، ينفي الكرملين قيامه بحملة قمع ذات دوافع سياسية، ويقول إن "الأفراد يحاكمون لخرقهم القانون".
من جانبهم، اتهم حلفاء نافالني موقعي يوتيوب وتليغرام بممارسة رقابة بعد أن فرضتا قيوداً على الوصول إلى توصيات بالتصويت ضد الحكومة خلال الانتخابات، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أنصار نافالني قالوا إن محرك البحث جوجل التابع لشركة ألفابيت، وشركة آبل، رضختا لضغط الكرملين يوم الجمعة الفائت، بعد أن حذفت الشركتان تطبيقاً من متاجرهما كان النشطاء يأملون في استخدامه ضد الحزب الحاكم في الانتخابات.
بافيل دوروف، مؤسس تليغرام، الذي قاوم الرقابة السابقة، قال إن المنصة ستمنع خدمات الحملة الانتخابية، بما في ذلك تلك التي يستخدمها حلفاء نافالني لتقديم توصيات الناخبين.
أشار دوروف إلى أن القرار اتُّخذ بسبب الحظر الروسي على الحملات بمجرد بدء الانتخابات وهو ما اعتبره شرعياً ويشبه الحظر في العديد من الدول الأخرى. وأدانت المتحدثة باسم نافالني كيرا يارمش هذه الخطوة.
يُشار إلى أن هذه آخر انتخابات عامة قبل إجراء الانتخابات الرئاسية عام 2024. ولم يقل بوتين، الذي سيبلغ من العمر 69 عاماً الشهر المقبل، ما إذا كان سيرشح نفسه.