النهار الاخبارية - وكالات
كشف مسؤول في مكتب عمدة العاصمة الروسية موسكو، أن البلاد "تشهد توتراً لم أرَه من قبل"، تزامناً مع استعدادات لإحياء ذكرى الانتصار السوفييتي على ألمانيا النازية، يوم الثلاثاء 9 مايو/أيار 2023، مسبوقة بأسبوع مضطرب هاجمت فيه طائرات مسيرة الكرملين، وهدّد فيه قائدُ فاغنر بالتمرد.
وأضاف المتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لصحيفة The Guardian البريطانية: "لكن لا بد أن تمضي احتفالات يوم النصر في طريقها، لا خيار آخر"، وهي احتفالات ستنطلق بحضور الرئيس فلاديمير بوتين في الميدان الأحمر بالعاصمة.
مخاوف من وقوع ضربات أوكرانية
تجدر الإشارة إلى أن بوتين أقدم على خطوة غير اعتيادية، الجمعة 5 مايو/أيار، بمناقشة استعدادات عروض يوم النصر في اجتماع مع مجلس أمن البلاد، المؤلف من كبار مسؤولي الدولة في روسيا ورؤساء هيئات الدفاع والأمن.
ولكن حتى قبل هجوم الطائرات المسيرة على الكرملين، ظهرت دلائل على شعور القلق السائد بين القادة الروس إزاء الاحتفالات، وسط مخاوفهم من وقوع ضربات أوكرانية، بحسب الغارديان.
إذ ألغت ست مناطق روسية على الأقل احتفالات يوم النصر، وآخر منطقة ألغتها كانت على بعد 400 ميل (643 كم تقريباً) من الحدود.
وعروض يوم النصر التي تُنظَّم عادة في كافة أنحاء البلاد تقدم للكرملين فرصة للتباهي بالقوة العسكرية الروسية الحديثة.
أهم حدث في العام
في السياق، يقول أندريه كوليسنيكوف، الباحث البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، المقيم في موسكو: "بوتين يعتبر هذا اليوم أهم حدث في العام. فهو يستمد شرعيته الكاملة من هذه العروض، ويصور نفسه على أنه الخليفة المباشر للجيش الذي هزم ألمانيا النازية".
وقال كوليسنيكوف إن هذه الأهمية الكبيرة التي يمثلها يوم النصر للكرملين ستجعله يمضي قدماً في إقامة هذه العروض، وأضاف: "هذه أيضاً فرصة بوتين ليُظهر للبلاد أنه لا يزال قوياً ومسيطراً على ما يدعوه العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا".
لكن عشية يوم 9 مايو/أيار، ستبدو روسيا بعيدة عن الانتصار في حرب كانت تتوقع في البداية أن تستمر بضعة أسابيع، فيما يقول خبراء إن مراقبة دقيقة للاحتفالات ستُظهر على الأغلب مدى الضغوط والأضرار التي لحقت بالجيش، بحسب الصحيفة ذاتها.
تدابير في العروض العسكرية
بدورها، تقول دارا ماسيكوت، الباحثة السياسية البارزة في مؤسسة راند: "معظم العروض العسكرية لن يكون فيها إلا مسيرات لمجندين؛ لأن جميع الجنود المتعاقدين يحاربون في أوكرانيا".
أضافت: "وجود كثير من القوات البرية في أوكرانيا سيجبر بعض المناطق على محاولة إيجاد حلول مبتكرة وسيتوفر لها مدربون عسكريون وأفراد آخرون يؤدون دوراً أكثر بروزاً لإضفاء مظهر طبيعي على العروض".
وأُلغيت واحدة من أكثر الفعاليات شعبية في يوم النصر، وهي مسيرة الفوج الخالد- التي هي عبارة عن موكب مهيب لأشخاص يحملون صوراً لأقاربهم الذين قاتلوا في الحرب العالمية الثانية- هذا العام أيضاً.
فيما ترى دارا أن أحد تفسيرات هذه الخطوة هو أن السلطات تخشى أن تفضح هذه العروض الحجم الحقيقي للخسائر الروسية في أوكرانيا، لو حمل الأقارب صور قتلاهم في الحرب الحالية.
وقال كوليسنيكوف إنه من المرجح أن يربط بوتين يوم الثلاثاء بين الحربين، ويصور أوكرانيا بأنها "وريثة ألمانيا النازية".
ففي خطاب يوم النصر العام الماضي، زعم بوتين أن الجيش الروسي يقاتل في أوكرانيا "حتى لا يتبقى مكان في العالم للجزارين والقتلة والنازيين"، وقال بوتين حينها: "النصر سيكون حليفنا، مثلما كان عام 1945".