النهار الاخبارية - وكالات
أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن بلاده لن تسمح لليونان بالتوسع "ولو ميلاً واحداً في المياه الإقليمية ببحر إيجه" محذراً أثينا "من الانجرار خلف المغامرات والجري وراء عنتريات زائفة"، أضاف تشاووش أوغلو: "فالنهاية لن تكون أبداً جيدة لكم".
وجاءت تصريحات أوغلو بشأن اليونان خلال "اجتماع تقييم نهاية العام" الذي يتضمن فعاليات وزارة الخارجية التركية كرد على ادعاءات صحيفة "Ta Nea" اليونانية، أن حكومة البلاد تستعد لتوسيع مياهها الإقليمية إلى 12 ميلاً جنوب وغرب جزيرة كريت، اعتباراً من مارس/آذار المقبل.
بحر إيجه، تعبيرية
تصريحات أوغلو
وفي سياق منفصل، أعلن تشاووش أوغلو اعتزامه إجراء مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، على خلفية الاجتماع الثلاثي الذي انعقد في وقت سابق من يوم الأربعاء، بين وزراء دفاع ورؤساء أجهزة استخبارات تركيا وروسيا والنظام السوري، إذ قال تشاووش أوغلو: "محادثاتنا مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والعراق والنظام السوري مستمرة، تعلمون أن وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات كانا في موسكو أمس، وسألتقي بدوري مع لافروف".
التقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في إطار زيارتهما إلى العاصمة طهران للمشاركة في "القمة الثلاثية السابعة لمسار أستانة" بين تركيا وروسيا وإيران.
كما أشار المسؤول التركي إلى أن النظام العالمي يمر بمرحلة أزمات متعددة، لافتاً إلى تصاعد حالة عدم اليقين العالمية خلال 2022، وأوضح أن الحرب الروسية الأوكرانية وما تلاها من أزمة غذاء وطاقة وكذلك الركود الاقتصادي العالمي والتضخم تركت أثرها على عام 2022.
منوهاً للحراك الدبلوماسي المكثف الذي قام به خلال عام 2022، بيّن تشاووش أوغلو أنه أجرى 83 زيارة إلى خارج البلاد، منها 24 رفقة الرئيس رجب طيب أردوغان، واستضاف 114 وزير خارجية في تركيا.
كما لفت أوغلو إلى زيادة عدد البعثات التركية إلى 257، وذكر أن "البيت التركي" الذي تم افتتاحه عام 2021 في نيويورك أصبح مركزاً دبلوماسياً عالمياً خلال اجتماعات الأمم المتحدة.
وفي إطار الجهود المبذولة للتطبيع، أفاد الوزير التركي أن بلاده أحرزت تقدماً مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وتبادلت السفراء مع إسرائيل "وعملية التطبيع مع مصر تتقدم ولو ببطء".
"ملفات تقييم العام"
وحول الوساطة، أكد أن تركيا بذلت جهوداً على مدار العام، ليس بين روسيا وأوكرانيا فقط، بل بين صربيا وكوسوفو وبين قرغيزيا وطاجيكستان وغيرها من الدول. وأضاف أن الحرب الروسية الأوكرانية باتت أكبر تهديد للأمن العالمي والإقليمي في 2022، مشيراً إلى أن تركيا اتبعت "سياسة توازن مبدئية وفاعلة"، تصوب فيها الصواب وتخطئ الخطأ، وأكد تشاووش أوغلو أن تركيا باتت فاعلاً مهماً في النظام العالمي.
وفي الشأن الليبي، أكد تشاووش أوغلو أن النتائج الملموسة للإرادة التي أبدتها تركيا في ليبيا منذ عام 2019 ما زالت متواصلة، وتابع: "لا توجد جهة فاعلة أخرى في ليبيا يمكنها أن تلعب دور تركيا".
وتطرق تشاووش أوغلو إلى الأزمة الإنسانية المتعمقة والتطورات الراهنة في أفغانستان، منتقداً القرارات الأخيرة التي اتخذتها طالبان بحق تعليم النساء، وأردف: "حرمان النساء والفتيات من التعليم والحياة الاجتماعية ليس إسلامياً ولا إنسانياً، تتواصل جهودنا خلف الكواليس في القضايا السياسية بما في ذلك رفع هذا الحظر، ونعمل أيضاً على هذه القضية ضمن بنية منظمة التعاون الإسلامي".
وحول علاقات تركيا مع الولايات المتحدة، أكد الوزير التركي أن البلدين أحرزا تقدماً خلال العالم 2022 رغم الخلافات المتعلقة بدعم واشنطن للتنظيمات الكردية في سوريا ولـ"غولن"، ورغم عقوبات "كاتسا" (قانون مكافحة خصوم أمريكا عن طريق العقوبات) ورغم جهود اللوبيات المعادية لأنقرة.
وأوضح أن أنقرة وواشنطن نفذتا الآلية الاستراتيجية وعقدتا ثلاث جولات من المحادثات إحداها على المستوى الوزاري، وستعقدان الاجتماع الوزاري الثاني في يناير/كانون الثاني 2023.
وعلى صعيد آخر، أفاد تشاووش أوغلو أن منتدى أنطاليا الدبلوماسي بنسخته الثالثة سينعقد بين 10-12 مارس/آذار القادم.
اقترح تصحيحاً