الأربعاء 2 تشرين الأول 2024

بين التأييد والرفض.. "التربية الإسلامية" في المدارس الألمانية


النهار الاخباريه  وكالات 

عاد موضوع الإسلام ومكانته في ألمانيا إلى الواجهة على خلفية دعوى أمام المحكمة الدستورية بولاية بافاريا التي أقر برلمانها تدريس مادة "التربية الإسلامية". وهناك من يرى في القرار إنجازاً، فيما يرى فيه آخرون "خدعة" لا أكثر.

عدَل برلمان ولاية بافاريا (الثلاثاء السادس من يوليو/ تموز 2021) القانون المُنظم للتعليم الديني في مدارس الولاية. وجاء في التعديل أن "تلاميذ المدارس الذين اختاروا عدم متابعة دروس التعليم الديني ملزمون بالمشاركة إما في دروس الأخلاق أو دروس التربية الإسلامية بمنطق عقائدي-إيماني". وبذلك تم تغيير وضعية تلقين تعاليم الإسلام كنموذج تجريبي، حتى الآن، في عموم ألمانيا إلى مادة دراسية عادية، تنضم إلى قائمة الاختيارات بين المواد الأخرى، كمادة الأخلاق، ولتتاح المادة أيضا ضمن الاختيارات ولاسيما بالنسبة للتلاميذ المسلمين في نحو 350 مدرسة. يُذكر أن قطاع التعليم هو في اختصاصات الولايات وليس الحكومة المركزية في برلين.

ويرى مايكل بيازولو، وزير التربية والتعليم في ولاية بافاريا، أن هذا العرض يتيح للتلاميذ المسلمين بديلا عن دروس مادة الأخلاق "حيث يتعلمون أيضاً أسس  تعاليم الإسلام وقيمه".  من جهتها، أشادت مفوضة الحكومة البافارية لشؤون الاندماج غودرون بريندل-فيشر بهذه الخطوة ووصفتها بأنها "علامة فارقة وجديدة بالنسبة لاندماج مواطناتنا ومواطنينا المسلمين"، داعية أولياء أمور الأطفال المسلمين إلى قبول العرض الجديد. غير أن وجهة النظر هذه لا يتقاسمها جميع المعنيين بهذا الموضوع. وبهذا الصدد كتب موقع "دويتشلاندفونك" (التاسع من يوليو/ تموز 2021): "في بافاريا وعكس ولايات شمال الراين - ويستفاليا أو بادن فورتمبيرغ ، على سبيل المثال لا الحصر، لم يتم إشراك الجمعيات الممثلة للمسلمين في تحديد محتوى التعليم واختيار وتدريب معلمي التربية الإسلامية
تدريس  مادة "التربية الإسلامية"  بمنطق عقائدي-إيماني كما أقرها برلمان بافاريا يأتي نتيجة تراكمات دامت عقوداً، بدأت بما كان يسمى بـ "الإرشاد الإسلامي" الذي كان يلقن باللغة التركية قبل أن يتحول للألمانية. بعدها تقرر تدريس هذه المادة في مشروع تجريبي على مستوى عموم ألمانيا. مشروع انطلق في عام 2009 وتوسع تدريجياً ليشمل المئات من المدارس معظمها ابتدائية ومتوسطة. في بافاريا يصل عدد هذه المدارس إلى 350، يُدرس فيها حوالي مائة معلم لـ "مادة التربية الإسلامية".
اوبالنسبة للمسؤولين البافاريين كان من المهم أن تلقن دروس "التربية الإسلامية" باللغة الألمانية. وقبل تعديل القانون، كانت المشاركة طوعية في هذه الدروس، والآن ستصبح اختيارية وإلزامية. بمعنى آخر، يمكن اختيارها بدلاً من مادة الأخلاق. وبهذا الصدد كتبت "زودويتشه تسايتونغ" (14 يوليو/ تموز)، منوهة بتعقيدات هذا الموضوع وكتبت أنه "منذ حوالي 15 عامًا وألمانيا تجرب نماذج مختلفة لتعليم الإسلام، ما يؤجج الخلافات كل مرة. فعلى نقيض بافاريا، على سبيل المثال، لا تقدم ولاية بادن فورتمبيرغ
مادة دروس الإسلام العقائدي بل تقدم تعليماً دينياً يطغى عليه الطابع السني".