النهار الاخباريه وكالات
كرر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة 3 مايو/أيار 2024، تحذيراته من اجتياح رفح المكتظة في أقصى جنوب قطاع غزة، قائلاً إن إسرائيل لم تقدّم خطة لحماية المدنيين، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح "قد يؤدي إلى حمام دم".
في منتدى سيدونا الذي ينظمه معهد ماكين في ولاية أريزونا، قال: "في غياب مثل هذه الخطة، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح، لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول".
واتهم بلينكن "حركة حماس بأنها (العقبة الوحيدة) أمام التوصل إلى وقف إطلاق نار مع إسرائيل في قطاع غزة" حسب قوله.
وفي هذا الإطار، قال بلينكن في وقت متأخر الجمعة: "ننتظر لنرى ما إذا كان بإمكانهم فعلاً قبول الإجابة بـ(نعم) بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن". وأضاف: "الواقع في هذه اللحظة أن العقبة الوحيدة بين شعب غزة ووقف إطلاق نار هي حماس".
وقال إن "قادة حماس الذين نجري معهم محادثات غير مباشرة، عبر القطريين وعبر المصريين، يعيشون بالطبع خارج غزة"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وتابع: "إنّ صانعي القرار في نهاية المطاف هم أولئك الموجودون في غزة نفسها والذين ليس لدى أي منا اتصال مباشر معهم".
وأدلى بلينكن بتصريحاته، بعد يومين على لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين في آخر جولة قام بها في الشرق الأوسط.
قبل لقائه بلينكن، أكد نتنياهو عزمه على المضيّ في خطته لشنّ هجوم بري على رفح، المدينة المكتظة الواقعة في أقصى جنوب القطاع، أياً كانت نتيجة المحادثات الجارية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
"حمام دم"
من جهته، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الجمعة، من أن هجوماً عسكرياً إسرائيلياً على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة "قد يؤدي إلى حمام دم"، داعياً إلى وقف إطلاق النار.
وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة إكس: "تشعر منظمة الصحة العالمية بقلق عميق من أن عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح بغزة قد تؤدي إلى حمام دم وتزيد من إضعاف النظام الصحي المعطوب أصلاً".
وكان موقع بوليتيكو الأمريكي، قد قال الجمعة، إن جيش الاحتلال أبلغ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والمنظمات الإغاثية العاملة على الأرض، بوضع خطة إجلاء المدنيين من رفح جنوبي قطاع غزة التي تصرّ إسرائيل على اجتياحها بزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس"، رغم التحذيرات الدولية والإغاثية المتزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.
الموقع نقل عن مسؤول أمريكي ومصدرين آخرين مطلعين على التطورات، قولهم إن جيش الاحتلال يخطط لإجلاء السكان من مدينة رفح نحو منطقة المواصي غربيّ خان يونس، وقال أحد المصادر للموقع، إن جيش الاحتلال بدأ في طلب الخيام لنصبها في منطقة المواصي، من دون أن يقدّم (الجيش) أي تفاصيل بشأن كيفية نقل المدنيين بأمان إلى المنطقة، أو كيفية تنظيمهم فور وصولهم.
من جهته، قال المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ينس لايركه، الجمعة، إن اجتياح رفح من قبل تل أبيب سيعرّض أرواح مئات الآلاف من سكان قطاع غزة للخطر، وسيكون ضربة هائلة للعمليات الإنسانية في القطاع بأكمله.
وأضاف لايركه، في إفادة صحفية في جنيف: "قد تكون مذبحة للمدنيين وضربة هائلة لعملية الإغاثة الإنسانية في القطاع بأسره لأنها تدار بشكل رئيسي من رفح"، مضيفاً أن عمليات الإغاثة التي تخرج من رفح تشمل عيادات طبية ونقاطاً لتوزيع الغذاء، ومنها مراكز للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.