النهار الاخباريه وكالات
رغم الحرب الضارية بين روسيا وأوكرانيا الدائرة على حدود حلف الناتو، فإن الهوس الأمريكي أصبح متعلقاً بشكل أساسي بصعود الصين وليس موسكو، وفي هذا الصدد يحذر بعض القادة والخبراء الغربيين من أن القوات الجوية الصينية توشك على أن تصبح أكبر قوات جوية بالعالم.
ولقد بات معروفاً ومعترفاً به علناً منذ عدة سنوات أن الصين تفوقت على البحرية الأمريكية من حيث عدد السفن الحربية، وفي شهادته الأخيرة حذر رئيس القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ من أن الصين قد تمتلك أيضاً أكبر قوة جوية في العالم قريباً، إذ قال الأدميرال البحري جون أكويلينو، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في 21 مارس/آذار 2024: "إن أكبر قوة بحرية في العالم، سرعان ما ستصبح قريباً أكبر قوة جوية في العالم"، حسب تعبيره.
القوات الجوية الأمريكية تتقلص والصينية تتوسع
وتواصل الصين تحديث قواتها الجوية وزيادة عدد طائراتها، بينما تتقلص القوات الجوية الأمريكية التي تحتفظ بلقب أكبر قوات جوية بالعالم منذ الحرب العالمية الثانية، ولكنها باتت تمتلك أقل عدد من الطائرات في تاريخها الحديث رغم أنها أصبحت أكثر قدرة.
وتوصف الصين بأنها صاحبة ثالث أكبر قوات جوية بالعالم بعد القوات الجوية لأمريكا ثم روسيا، ولكن بدأت تظهر تقارير عن أن حجم القوات الجوية الصينية على وشك تجاوز القوات الجوية للولايات المتحدة، وأنها تقترب من أن تصبح أكبر قوات جوية بالعالم، حسبما ورد في تقرير لموقع Simple Flying الأمريكي.
وذكر تقرير وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" لعام 2023 المقدم إلى الكونغرس أن القوات الجوية الصينية لجيش التحرير الشعبي الصيني وطيران القوات البحرية الصينية يمتلكان معاً أهم قوة طيران في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأشار أيضاً إلى أن القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي تلحق بسرعة بالقوات الجوية الغربية وتقوم بتحديث وبناء العديد من الطائرات. كما يعمل الصينيون بسرعة على تطوير صناعاتهم الدفاعية المحلية وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الروسية.
يأتي ذلك فيما تقوم القوات الجوية الأمريكية بإحالة الطائرات القديمة إلى التقاعد، مما يقلل حجم أسطولها الإجمالي إلى أقل من 20% من ذروته في عام 1956.
مقارنة بين القوى الجوية العظمى الثلاث
تمتلك القوات الجوية الصينية أكثر من 3150 طائرة إجمالية (لا تشمل أنواع التدريب أو الطائرات المسيرة) منها حوالي 2400 طائرة مقاتلة. (بما في ذلك المقاتلات والقاذفات الاستراتيجية والقاذفات التكتيكية والطائرات التكتيكية متعددة المهام والطائرات الهجومية)."
ولكن هناك حاجة لمقارنة أكثر تفصيلاً بين فئات الطائرات الحربية المختلفة بين القوى الجوية العظمى الثلاث مع ملاحظات أن البيانات الواردة في هذه المقارنة التي تم وضعها كثير منها يعود لما قبل الحرب الروسية الأوكرانية خاصة فيما يتعلق بروسيا.
أولاً: المقاتلات الكبيرة المتخصصة في المعارك الجوية
•لدى روسيا (229 طائرة) من مقاتلة التفوق الجوي الشهيرة من الجيل الرابع التي تعود للثمانينات سوخوي 27، في المقابل لدى أمريكا نحو (212 طائرة) من الإف 15.
بينما لدى الصينيين 346 من المقاتلة J-11″" وهي تقليد مباشر وبدون ترخيص للسوخوي 27، علماً بأن الصين لديها نحو 78 طائرة سوخوي 27 مشتراة من موسكو مباشرة.
ثانياً: المقاتلات الثقيلة متعددة المهام
•لدى روسيا 111 طائرة سوخوي 30 الروسية الشهيرة (قبل حرب أوكرانيا)، والصين لديها 97 من ذات الطائرة اشترتها من روسيا، في المقابل لدى أمريكا 219 من المقاتلة متعددة المهام الإف 15 سترايك إيجل الأمريكية.
•في مجال الطائرات الشبحية لدى الصين نحو 208 مقاتلات شبحية من طراز J-20، مقابل 183 إف 22 الشبحية الأمريكية الشهيرة التي توقف إنتاجها وينظر لها على أنها أفضل مقاتلة هيمنة جوية في العالم.
•إضافة لذلك لدى أمريكا نحو 553 مقاتلة إف 35 الشبحية بأنواعها الثلاثة وهذا عدد مرشح لزيادة كبيرة.
•بينما لدى روسيا 22 مقاتلة شبحية فقط من طراز سوخوي 57 الشبحية التي دخلت الخدمة بشكل محدود، وهي نقطة تفوق واضحة لبكين على موسكو.
•سادساً: كما تمتلك موسكو نحو 92 سوخوي 35 الأكثر تطوراً من سوخوي 30 إضافة إلى 149 قاذفة مقاتلة من طراز سوخوي 34، وكلتاهما عماد القوة الجوية الروسية في حرب أوكرانيا، في المقابل لدى الصين 24 طائرة سوخوي 35 اشترتها من روسيا.
•ولدى الصينيين أيضاً الطائرة جيه 16 (128 طائرة) المطورة من جي 11 والمتأثرة بالسوخوي 30 ويمكن اعتبارها أيضاً منافساً أقل مستوى للسوخوي 35.
ثالثاً: المقاتلات الخفيفة والمتوسطة
•مقابل الميغ 29، الطائرة الروسية (280 طائرة)، والإف 16 الأمريكية الشهيرة (تمتلك واشنطن منها 875 طائرة)، لدى الصينيين الطائرة جيه 10 (459 طائرة)، وهي أقرب في الحجم إلى الإف 16.
رابعاً: المقاتلات الاعتراضية
•لدى روسيا نحو 131 مقاتلة اعتراضية من طراز ميغ 31 التي تعد أسرع مقاتلة عاملة حالياً في العالم، ومهمتها اعتراض القاذفات وطائرات الاستطلاع من مسافات بعيدة، وإطلاق صواريخ كروز بعيدة المدى، ولا نظير لها لدى الصين أو أمريكا، ولكن لدى الصين مقاتلة اعتراضية أقل كثيراً في الإمكانات تسمى J-8، يبلغ عددها 96، ويمكن اعتبار المقاتلات الأمريكية إف 15 الأقرب لدى أمريكا لدور ميغ 31.
خامساً: المقاتلات الشبحية
المقاتلات البحرية
•مقابل نحو 48 سوخوي 33 و48 ميغ 27 كي، المخصصتين للإقلاع من حاملات الطائرات، لدى روسيا، فإن واشنطن تمتلك 549 من المقاتلة إف 18 سوبر هورنيت المخصصة للقوات الجوية البحرية، و186 من طراز إف 18 الأقدم مخصصة للقوات الجوية لمشاة البحرية، في المقابل، لدى الصينيين 70 من المقاتلة جي 15 المستوحاة أيضاً من السوخوي 33 والتي تستطيع الانطلاق من حاملات الطائرات.
•وفي مجال حاملات الطائرات أصبح لدى الصينيين حاملتا طائرات ويستعدون لتدشين الثالثة مقابل واحدة روسية، مقابل نحو 10 حاملات طائرات أمريكية.
سابعاً: القاذفات التكتيكية وطائرات الدعم البري
• لدى أمريكا 270 طائرة دعم بري من طراز إيه 10، مقابل 192 طائرة دعم جوي لدى روسيا من طراز سوخوي 25، وليس لدى الصين طائرة مماثلة، ولكن لديها مقاتلات قديمة يمكن أن تقوم بمهام مماثلة، مثل 240 مقاتلة من طراز J-7 التي تعد النسخة الصينية من الطراز السوفييتية الشهيرة ميغ 21 التي تعود للستينيات.
•لدى الصينيين نحو 200 قاذفة تكتيكية من طراز Xian JH-7، مقابل 273 من طراز سوخوي 24 المناظرة لها لدى روسيا، وليس لأمريكا قاذفات أمريكية مناظرة لأن المقاتلة القاذفة إف 15 سترايك إيغيل تقوم بذات المهمة مع ميزة قدرتها على خوض القتال الجوي.
ثامناً: القاذفات الاستراتيجية الثقيلة
• لدى أمريكا 17 قاذفة شبحية خفية من طراز "بي 2″، وليس لدى الصين وروسيا أي قاذفات شبحية حتى اليوم.
– وتمتلك أمريكا 42 قاذفة "بي 1 بي" الأسرع من الصوت، بينما لدى روسيا 20 من طراز توبوليوف 160 الأسرع من الصوت التي تعد نظيراً لها، وكذلك لدى الروس 64 من القاذفة الأقدم والأصغر توبوليوف 22 الأسرع من صوت.
– لدى أمريكا 76 من القاذفة الشهيرة بي 52 (تحلق أبطأ من سرعة الصوت)، يقابلها لدى روسيا 42 قاذفة من طراز توبوليف 95 التي تعد نظيراً لها إلى حد كبير.
– في المقابل، لدى الصين 209 قاذفات من طراز Xian H-6، وهي نسخة مطورة من القاذفة السوفييتية العتيقة توبوليوف 16 التي خرجت من الخدمة لدى موسكو، مما يجعل الصين متأخرة كثيراً عن أمريكا وروسيا في مجال القاذفات، ولكن تطور الصين قاذفة شبحية من طراز، H-20
المقارنة بين قدرات القوات الجوية مسألة معقدة، وإليك ما يمكن استخلاصه منها
إن المقارنة بين أكبر أساطيل القوات الجوية في العالم هي بمثابة مهمة صعبة بسبب التعقيدات العديدة والانطباعات الخاطئة والنتائج الخاطئة من مجرد مقارنة الأرقام. ومع ذلك، لا تزال الإحصائيات مقياساً واحداً (من بين العديد من المقاييس) لقياس قدرات القوة الجوية.
وتظهر المقارنة السابقة نمواَ كبيراً لسلاح الجو الصيني، الذي أصبح متقارباً بشكل كبير مع نظيره الروسي، بل يتفوق عليه في بعض فئات الطائرات، مثل عدد المقاتلات الشبحية العاملة، والمقاتلات المتوسطة والخفيفة.
وقد يكون الروس متفوقين بشكل كبير على الصينيين في مجال القاذفات فقط، ولكن قد يكون قد اقترب الوقت الذي ستتفوق فيه القوات الجوية الصينية من حيث حجم على الروسية (إن لم تكن قد تفوقت عليها بالفعل) لتنال لقب ثاني أكبر قوات جوية بالعالم.
أما بالنسبة للأمريكيين فالفارق العدد الضخم بينهم وبين الصينيين يظهر بشكل أساسي في مجال الطائرات التابعة لسلاح البحرية، وبصورة أقل في عدد الطائرات الشبحية.
ولكن إذا تمت ملاحظة أن الطائرات الحالية في القوات الجوية الأمريكية الحالية بدأت تدخل الخدمة في السبعينات (مثل طائرات إف 15) أو الثمانينات (مثل الإف 16) بينما معظم الطائرات الصينية صنعت في الخمسة عشر أو العشرين عاماً الماضية، فإن هذا يظهر نمواَ لافتاً للصين في مجال بناء أسطولها الجوي.
القوات الجوية الأمريكية.. أصغر مما كانت عليه
القوات الجوية الأمريكية هي الأصغر على الإطلاق في تاريخها المعاصر، وسوف ينخفض أسطولها إلى أقل من 5000 طائرة في السنة المالية 2025 (حوالي 4900 طائرة)، وفقاً لموقع Defense News.
إذا تمت إزالة طائرات التدريب والطائرات بدون طيار فسيكون لدى القوات الجوية الأمريكية حوالي 4000 طائرة (مقارنة بالطائرات الصينية مجتمعة البالغة 3150 طائرة)، حسبما ورد في تقرير موقع Simple Flying.
تقوم القوات الجوية الأمريكية بسحب الطائرات القديمة من الخدمة واستبدالها بطائرات أقل عدداً ولكن أكثر قدرة وتكلفة وتعقيدًا. ومن حيث الأرقام الصرفة، أصبح حجم القوات الجوية الأمريكية الآن أقل من 20% من الحجم الذي كانت عليه في ذروتها في عام 1956 (كان عدد الطائرات في الخدمة حينها 26.104).
حالياً، تخطط القوات الجوية الأمريكية لإحالة 250 طائرة للتقاعد في السنة المالية 2025 ولكنها ستتلقى 121 طائرة جديدة فقط، مما يترك عجزاً قدره 129 طائرة.
ونقل موقع Defense News عن الميجور جنرال ديف تابور، مدير برامج مكتب نائب رئيس الأركان الأمريكي للخطط والبرامج، قوله: "نظراً لعدم اليقين بشأن الميزانية، فمن الصعب حقاً التنبؤ بالحجم الدقيق الذي سيكون عليه الأسطول الجوي في العام المقبل أو بعد خمس سنوات من الآن".
ومع ذلك، فإن القوات الجوية للولايات المتحدة ليست القوة الجوية الوحيدة في جيش الولايات المتحدة، إذ تدير قوات البحرية ومشاة البحرية قواتها الجوية الخاصة بمخزون مشترك يبلغ 3308 طائرات.
ويعني ذلك أنه بإضافة القوات الجوية الأمريكية، يصل عدد الطائرات لدى الولايات المتحدة إلى أكثر من 8000 طائرة، مما يجعلها صاحبة أكبر قوات جوية بالعالم بلا منازع وبفارق يصل إلى أكثر من الضعف عن الصين وروسيا.
كما يدير فرع الطيران التابع للجيش الأمريكي أيضاً أسطولاً كبيراً من طائرات الهليكوبتر والطائرات المسيرة المتقدمة وطائرات أخرى. وإذا جمعنا هذه العناصر معاً، فسوف يظل لدى الولايات المتحدة طائرات أكثر بكثير من الصين، ولكن الفجوة بين البلدين تضيق، حسب موقع Simple Flying.
وبينما استبعد تقرير القوة العسكرية الصينية الطائرات المسيرة، إلا أنها يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في التقييمات المستقبلية لاستعراض القوة العسكرية.
ولكن تقوم الصين بالتحديث على هذه الجبهة أيضاً، مع طرح طائرات شيانغ لونغ المسيرة التي تعمل بالطاقة النفاثة، والطائرة الأسرع من الصوت WZ-8، والمركبة الجوية القتالية غير المأهولة المعاد تصميمها من طراز GJ-11.
وقال مايكل دهم من معهد ميتشل لدراسات الفضاء الجوي لمجلة القوات الجوية والفضاء: "في عصر نشعر فيه بقلق متزايد بشأن الذكاء الاصطناعي، أود أن أقول إنه عندما نبدأ في إحصاء الطائرات المسيرة، فقد يؤدي ذلك أيضاً إلى تحسين الموازين بسرعة لصالح الصين".
جدل حول أيهما أكثر أهمية الجودة أم العدد؟ كما أن أمريكا تواجه مشكلة الانتشار
في الجدل حول فضل الجودة على الكم أو العدد، لا يزال من المهم أن نتذكر أن الكم له مستوى معين من القيمة الخاصة بها، رغم أهمية النوعية والتقنية التي تتميز بها واشنطن على منافسيها.
كما أن هناك مشكلة أخرى أمام القوات الجوية الأمريكية، وهي أنها منتشرة في جميع أنحاء العالم، أو قُل مبعثرة، مما يعني أنها لا تستطيع جمع كل طائراتها في ساحة معركة واحدة.
في المقابل، تستطيع الصين تركيز قواتها على نطاق أكثر قوة على مواجهة أمريكا وحلفائها في الشرق الأقصى والمحيط الهادئ، رغم أنها تواجه أيضاً تحدي الهند في المحيط الهندي وجبال الهيمالايا في جنوب غرب البلاد.
وبصفة عامة، فإن القوات الجوية الصينية بأفرعها التابعة للجيش والبحرية أكبر حجماً من القوات الجوية للبحرية الأمريكية التي يفترض أن تواجهها بشكل أساسي في الباسيفيك.
وفي شهادته المكتوبة المنفصلة أمام المشرعين الأمريكيين، قال الأدميرال البحري جون أكويلينو إن القوات الجوية والبحرية لجيش التحرير الشعبي تشكل مجتمعة "أكبر قوات طيران في منطقة المحيطين الهندي والهادئ". وبينما تستعد الولايات المتحدة للاحتفاظ بتفوقها البعيد المدى، فإن هيمنة الصين الإقليمية تحمل مخاوف استراتيجية، خاصة في السيناريو الذي تحاول فيه الاستيلاء على تايوان بالقوة.
ويزيد الأمر صعوبة بالنسبة لواشنطن أن بكين تعمل بشكل استراتيجي على الاستفادة من قدراتها الصاروخية الإقليمية الهائلة لتحييد القواعد العسكرية الأمريكية الرئيسية، بالإضافة إلى قواعد حلفائها، التي تعمل منها طائرات الجيل الخامس الحربية الأمريكية المتقدمة، مثل طائرات F-22 وF-35، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times الهندي.
الصين تحدث قواتها الجوية وتزيد إنتاجها بسرعة
إن الزيادة الكبيرة في قدرة الصين الإنتاجية، وخاصة بالنسبة للمقاتلات المتقدمة، تشير إلى مسار تصاعدي كبير في قدرات قواتها الجوية.
ومن ناحية أخرى، تواجه القوات الجوية الأمريكية تحديات في الحفاظ على حجمها للوفاء بمسؤولياتها العالمية بشكل فعال، وخاصة التهديد الناشئ الذي تشكله الصين.
وفي السنوات الأخيرة، زاد إنتاج الصين من طائرات J-20 الشبحية بشكل ملحوظ، فحالياً تنتج الصين المقاتلة الشبحية J-20 بما يزيد عن 100 هيكل طائرة سنوياً، حسبما قال دانيال رايس، الخبير في موضوع الاستراتيجية العسكرية والسياسية الصينية في مركز كرولاك للابتكار وحرب المستقبل لمجلة Air and Space forces.
كما أن الإنتاج الصيني هذا مخصص للاستهلاك المحلي فقط، بينما تنتج أمريكا حوالي 135 هيكل طائرة F-35 سنوياً، ولكن 60 إلى 70 من هياكل الطائرات هذه تذهب إلى حلفاء وشركاء واشنطن.
ومن هنا، إذا زاد معدل الإنتاج الصيني، كما هو متوقع، فقد تتفوق بكين على الولايات المتحدة في عدد الطائرات المنتجة، وبالتالي الميزة العددية الأمريكية يمكن أن تتضاءل بشكل كبير وستشكل مخاطر على الأمن القومي الأمريكي، خبراء غربيين.
وأشارت رايس إلى أن تطوير الصين لمحرك محلي وتقليل الاعتماد على المحركات الروسية الصنع قد أدى إلى تسريع إنتاج الطائرات المقاتلة الصينية، خاصة مع امتلاكها لبنية صناعية مدنية أكبر من تلك التي لدى واشنطن.
وبالتزامن مع التحول التاريخي في إنتاج محركات الطائرات لدى بكين، تزيد شركات إنتاج صينية مختلفة مثل شركة Shenyang Aircraft Corporation وChengdu Aircraft Corporation، من حجم مرافقها لاستيعاب مزيد من الإنتاجية.
أمريكا لا تعتبر أن المقاتلة الصينية J-20 مساوية لطائراتها الشبحية
تجدر الإشارة أيضاً إلى أنه بينما يتم تحديث القوات الجوية الصينية بسرعة، فإن الولايات المتحدة لا ترى أن مقاتلة الجيل الخامس الصينية الجديدة J-20 مساوية لمقاتلة الجيل الخامس F-35.
فوفقاً لمقاييس وزارة الدفاع الأمريكية، تعتبر J-20 مقاتلة من الجيل 4.5.
هناك عامل آخر وهو أن الطائرات القديمة جداً، مثل Chengdu J-7 (نسخة مرخصة من الطائرة السوفيتية MiG-21) وغيرها من الطائرات، لا تزال تشكل جزءاً ليس صغيراً من الأسطول الصيني الجوي. وهذه مقاتلات غير قادرة على التنافس مع المقاتلات الأمريكية الحديثة من الجيل 4.5 والجيل الخامس.
ولكن تعمل الصين على تسريع إنتاج طائراتها الأحدث من الجيل الرابع، مثل J-16 وJ-10 ومتغيراتها البحرية أيضاً.
ويمكن للصين أن تنتج من الطائرة J-16، وهي مقاتلة متعددة الأدوار، أكثر من 100 هيكل طائرة سنوياً، في حين يبلغ إنتاج J-10 حوالي أقل من 40 هيكل طائرة سنوياً.
ولكن مرة أخرى، قال رايس إن الطائرة J-10C ليست تماماً طائرة F-15EX التابعة للقوات الجوية الأمريكية، رغم أن خبراء آخرين يرون أن مقاتلات الجيل الرابع الصينية حققت تقدماً كبيراً، وأنها تضاهي على الأقل نظيراتها الروسية إن لم تتفوق عليها في بعض النواحي.
البنتاغون تراهن على التحالف بين المسيرات والمقاتلات لمواجهة الصين
إحدى الطرق التي تحاول بها القوات الجوية الأمريكية التغلب على مشكلة الكم هي الطائرات بدون طيار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وستعمل برفقة أو تحت إمرة مقاتلات الجيل السادس.
يُطلق على هذا البرنامج اسم الطائرات المقاتلة التعاونية (مثل الطائرات بدون طيار الموالية)، ولكن الصين لديها برنامج مماثل مع المقاتلة الشبحية J-20.
وأخيراً هناك نقطة هامة لصالح واشنطن، هي أنه لا يتم التخلص من كمية كبيرة من الطائرات الأمريكية المتقاعدة، بل يتم تخزينها في ساحات، ومن الناحية النظرية، سيكون من الممكن إعادة العديد من هذه الطائرات المتقاعدة إلى الخدمة بسرعة في حالة نشوب حرب كبرى.
وفي كل الأحوال بينما يبدو أن الصين سوف تستطيع بسرعة أن تبني أسطولاً أكبر من روسيا، لتصبح ثاني أكبر قوات جوية بالعالم، ولكن الأمر قد يستغرق وقتاً أطول لتخطي أمريكا وليصبح لدى الصين أكبر قوات جوية في العالم، ولكن هذا اليوم لم يعد بعيداً جداً كما يبدو.
ورغم أن الأمريكيين يعتقدون أنه حتى لو جاء هذا اليوم فلن تصبح القوات الجوية الصينية أقوى من الأمريكية بفضل التفوق التكنولوجي لواشنطن، ولكن بعض الخبراء يعتقدون أنه مع التطور الصيني في مجال تكنولوجيا المعلومات وإنفاقهم على أبحاث الطائرات الشبحية بشكل كبير، فإن طموحهم التالي بعد امتلاك أكبر قوات جوية بالعالم سيكون أن يحققوا حتى التفوق النوعي على أمريكا أو على الأقل أن يقلصوا الفجوة النوعية، مع تحقيق التفوق العددي لتحقيق الهدف الأهم وهو أن يصبح لديهم أقوى سلاح جو في العالم.