الثلاثاء 24 أيلول 2024

بايدن ونتنياهو يلتقيان لأول مرة..

النهار الاخبارية - وكالات 
تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء 20 سبتمبر/أيلول 2023، بالعمل معاً من أجل التوصل إلى اتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسعودية. 

واللقاء بين بايدن ونتنياهو هو أول محادثات مباشرة بينهما منذ أن عاد الأخير إلى المنصب في ديسمبر/كانون الأول 2022. وأشارا إلى رغبتهما في تخفيف التوتر في العلاقات، لكن بايدن أوضح أيضاً أنه عازم على مناقشة الخلافات بينهما.

تشمل الخلافات اعتراض بايدن على خطة طرحها ائتلاف نتنياهو الحاكم اليميني المتطرف لتعديلات قضائية مثيرة للجدل، إضافة إلى قلق بايدن من تبعات نهج إسرائيل المتشدد مع الفلسطينيين.

وقال بايدن في بداية المحادثات، وهو جالس بجوار نتنياهو في قاعة فندق بنيويورك: "آمل أن نتمكن من تسوية بعض الأمور اليوم".

بدلاً من الاجتماع في البيت الأبيض، حيث يفضل نتنياهو، انتهى الأمر بترتيب عقد المحادثات بين الزعيمين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ويتوقع مسؤولون أمريكيون أن تُثار مسألة التعديلات القضائية خلال المحادثات، ومن المرجح خلال ذلك أن يكرر بايدن دعوته نتنياهو إلى أن يتراجع عن موقفه بشأنها، إضافة إلى جهود التصدي لبرنامج إيران النووي.

جدد بايدن التزامه بمنع إيران من حيازة سلاح نووي، وكرر أيضاً دعمه لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

لكن أبرز ملف على جدول أعمال المحادثات هو المسعى الذي تقوده الولايات المتحدة لإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسعودية، وهي خطوة في محور مفاوضات أوسع نطاقاً وأكثر تعقيداً تشمل ضمانات أمنية أمريكية ومساعدة في مجال الطاقة النووية المدنية تسعى لها الرياض، إضافة إلى تقديم إسرائيل تنازلات للفلسطينيين.

وقال نتنياهو: "أعتقد أنه في عهدك- أيها السيد الرئيس- يمكننا أن نتوصل لسلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية… مثل هذا السلام سيعطي دفعة كبيرة أولاً لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وتحقيق المصالحة بين العالم الإسلامي والدولة اليهودية، وكذلك دفعة لتحقيق سلام حقيقي بين إسرائيل والفلسطينيين".

وأضاف نتنياهو أنهما يمكنهما العمل معاً لصنع التاريخ.

وردّ بايدن بتكرار كلمة "معاً" بما يشير إلى التزامه بمساعي التطبيع، التي قال إنها لم تكن واردة من الأساس قبل أعوام.

وفي احتجاج مناهض لنتنياهو خارج الفندق، قال عوفر جوتلزون وهو من حركة معارضة للتعديلات القضائية، إنه يشكر بايدن لدعمه للديمقراطية الإسرائيلية، وقال: "نحن هنا لنشكرك أيها الرئيس بايدن، لوقوفك مع الشعب في إسرائيل الذي يريد الحفاظ على الديمقراطية".

 توقعات من اللقاء 
كان نتنياهو يتوقع زيارة الولايات المتحدة قبل الآن بكثير في ظل تاريخ تعاملاته الطويل مع رؤساء أمريكيين وتحالف واشنطن القوي مع الإسرائيليين، لكن بايدن قاوم الأمر.

كما لم يُدعَ نتنياهو إلى اجتماع في الأشهر الأولى لبايدن في البيت الأبيض عام 2021، وأُقصي بعدها عن السلطة. وعاد للسلطة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، على رأس ائتلاف يضم أحزاباً دينية وقومية متشددة.

وفي المقابل، استقبل بايدن الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، بالبيت الأبيض، في يوليو/تموز، بمناسبة الذكرى الـ75 لقيام إسرائيل. ومنصب الرئيس في إسرائيل شرفي إلى حد بعيد.

يرى البعض أن المحادثات مع نتنياهو تشكل فرصة لبايدن ليطلعه على رأيه ويستوضح إلى أي مدى ستكون إسرائيل مستعدة للتعاون فيما يتعلق بخطة كبرى محتملة من شأنها أن تعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

لم تبد حكومة نتنياهو استعداداً يذكر لتقديم تنازلات كبرى للفلسطينيين، مما قد يجعل من الصعب على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الموافقة على التطبيع.

بينما يصر مسؤولون أمريكيون على أن أي انفراجة في هذا الصدد لا تزال بعيدة المنال، فإنهم يروجون في الدوائر الخاصة للمنافع المحتملة التي قد تنجم عنها بما يشمل إنهاء نقطة أساسية في الصراع العربي الإسرائيلي، وتقوية التكتل الإقليمي المناهض لإيران، والتصدي لصولات وجولات الصين في منطقة الخليج، إضافة إلى تحقيق بايدن نصراً في السياسة الخارجية في وقت يسعى فيه للفوز بفترة جديدة في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وذكر ديفيد ماكوفسكي، المتابع منذ زمن لشؤون الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في منشور على منصة إكس، المعروفة سابقاً باسم تويتر، أن الاجتماع "يحدث بعد 265 يوماً من تولي نتنياهو منصبه، وهي أطول فجوة منذ 1964".

وقال إن "الإمكانات الهائلة للتوصل إلى اتفاق مع السعودية لم تترك خياراً أمام بايدن ونتنياهو سوى الاجتماع معاً رغم الاختلافات".

لم يستبعد مسؤولون أمريكيون عقد اجتماع في البيت الأبيض بين بايدن ونتنياهو بنهاية المطاف. وقال بايدن في اجتماعهما: "أتمنى أن يرى بعضنا بعضاً في واشنطن بنهاية العام".

وترى إدارة بايدن أن الولايات المتحدة قد تجني عائدات كبيرة من مثل هذا الاتفاق الضخم إذا استطاعت التغلب على العقبات الصعبة.

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لشبكة (إيه.بي.سي نيوز): "لدينا صراع مستمر منذ عقود في الشرق الأوسط. الجمع بين هذين البلدين سيكون له تأثير قوي على استقرار المنطقة"، مشيراً إلى استمرار وجود تحديات تحول دون التوصل إلى اتفاق.