الإثنين 7 تشرين الأول 2024

انقسام داخل “طالبان” مع مرور عام على حكمها أفغانستان


النهار الاخباريه وكالات

بدأت انقسامات تظهر داخل حركة طالبان المتشددة، مع مرور عام على عودتها إلى السلطة في أفغانستان، خصوصاً حول الهامش المتاح أمام قادتها لإدخال إصلاحات جديدة في البلاد. 
أدى انتصار الحركة على الحكومة السابقة التي كانت مدعومة من الخارج، إلى إنهاء القتال، ما جلب ارتياحاً للأفغان على نطاق واسع، خصوصاً سكان المناطق الريفية التي تحملت وطأة نزاع عنيف استمر عقدين.
لكن الأزمات المالية والاقتصادية والإنسانية التي تواجهها أفغانستان تفاقمت، فازداد عدد الأفغان الذين يعيشون تحت خط الفقر بالملايين، وغرق عدد آخر في الديون للمرة الأولى، فيما اضطرت عائلات تمر بظروف خانقة إلى الاختيار بين بيع رضيعات أو بيع أعضاء جسدية.
إبراهيم بحيس، المحلل الأفغاني في مجموعة الأزمات الدولية، قال إن "لدينا معسكراً يدفع بما يعتبره إصلاحات، ومعسكر آخر يبدو أنه يعتقد أنه حتى هذه الإصلاحات الضئيلة مبالَغ فيها"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
يؤكد بعض قادة طالبان أن الحركة ستحكم بطريقة مختلفةٍ هذه المرة، لكن مراقبين كثراً يرون أن التغييرات تبقى سطحية.
يُنظر إلى هذه التعهدات على أنها "رمزية" للتوصل إلى تغيير في موقف الدول الغربية التي مولت البلاد المرتهنة للمساعدة الخارجية منذ 20 عاماً، ولمحاولة فك العزلة المفروضة على أفغانستان في النظام المالي العالمي.
تبنى المسؤولون في كابول استخدام التكنولوجيا والعلاقات العامة فيما أقيمت مباريات الكريكيت في ملاعب ممتلئة بالمشجعين، وحتى الآن ما زال بإمكان الأفغان الوصول إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
بات يسمح أيضاً للفتيات بارتياد المدارس الابتدائية ولصحفيات بإجراء مقابلات مع مسؤولين حكوميين، وهو أمر لم يكن بالإمكان تصوره خلال فترة حكمهم الأولى في التسعينيات، لكن كثيراً من المحللين أعربوا عن قلقهم من أن يكون كل ذلك "شكلياً".
يقول مايكل كوغلمان المتخصص بشؤون أفغانستان من مركز "ويلسون سنتر" للبحوث، إن "هناك بعض الحالات التي نلحظ فيها تطوراً في السياسة، لكن لنكن واضحين (…) ما زلنا نرى منظمة ترفض التخلي عن آراء عقائدية رجعية".
كذلك ما تزال الكثير من المدارس الثانوية للإناث مغلقة، فيما استُبعدت النساء من الوظائف العامة.
أيضاً يتم التحكم في نشاطات بسيطة مثل الاستماع إلى الموسيقى وتدخين الشيشة ولعب الورق، بشكل صارم في المناطق المحافظة، فيما تُقمع احتجاجات ويهدَّد صحفيون أو يوقفون بانتظام.
كانت الحركة قد تجاهلت مطالب الغرب بتشكيل حكومة تشمل الجميع، كما أن اغتيال زعيم "تنظيم القاعدة"، أيمن الظواهري، بأحد الأحياء الراقية في كابول، الأسبوع الماضي، أثار مزيداً من التساؤلات حول التزام طالبان التخلي عن العلاقات مع الجماعات المتطرفة.