الجمعة 4 تشرين الأول 2024

الشرطة البريطانية: اغتيال النائب أميس عمل إرهابي


النهار الاخباريه. وكالات
أعلنت الشرطة البريطانية، السبت 16 أكتوبر (تشرين الأول)، أن طعن النائب البريطاني المحافظ ديفيد أميس حتى الموت الجمعة هو عمل إرهابي.

وقالت الشرطة في بيان، إن "العناصر الأولى للتحقيق كشفت عن دافع محتمل مرتبط بالتطرف الإسلامي". وذكرت وسائل إعلام بريطانية عدة أنه مواطن بريطاني من أصل صومالي.

وأعلنت الشرطة أن " أفرادها يجرون حالياً في إطار التحقيق عمليات تفتيش في عنوانين في منطقة لندن وما زالت هذه العمليات جارية". وأضافت أنه من المعتقد أن المشتبه فيه المحتجز قام بهذا العمل بمفرده.

ووضع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إكليلا من الزهور، السبت، في الكنيسة.

ووقف جونسون ووزيرة الداخلية بريتي باتيل وزعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر جنباً إلى جنب دقيقة صمت حداداً قبل المغادرة.

وطعن أميس حتى الموت، الجمعة، بينما كان يعقد لقاء مع ناخبيه في دائرته في اعتداء أثار "صدمة" و"حزن" المملكة المتحدة، وفق تعبير جونسون.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن النائب البالغ 69 سنة، الذي كان عضواً في حزب المحافظين بزعامة جونسون ومدافعاً شرساً عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تلقى طعنات عدة في الكنيسة الميثودية التي كان يستقبل فيها مؤيديه.

وأكدت الشرطة المحلية هوية الضحية وأعلنت وفاة النائب. وقالت إن "فرق الطوارئ عالجته، لكنه توفي على الفور".

 وأضافت الشرطة أنه تم العثور على سكين في مكان الحادث، مؤكدة أنها لا تبحث عن "أي شخص آخر" بعد اعتقال المشتبه فيه.

اعتقل رجل يبلغ من العمر 25 عاما الجمعة في الكنيسة الميثودية حيث استقبل النائب البالغ من العمر 69 عاما والأب لخمسة أطفال ناخبيه في لي-أون-سي على بعد حوالى ستين كيلومترا شرق لندن.

 وأوضحت الشرطة أنه تم العثور على سكين في مكان الحادث، مؤكدة أنها لا تبحث عن "أي شخص آخر" بعد اعتقال المشتبه فيه.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن المعتقل بريطاني من أصل صومالي. وقالت صحيفة "ذي غارديان" إن بياناته تتطابق مع بيانات شخص أبلغ عنه مؤخرا برنامج مكافحة التطرف (بريفنت).
وتعتقد الشرطة أن المهاجم تصرف بمفرده. وتجري عمليتا تفتيش في منزلين في لندن.

وحدثت الوقائع التي تذكر باعتداءات سابقة وتطرح تساؤلات حول أمن النواب، بعيد الظهر (11:00 ت غ) حسب الشرطة في عنوان يطابق مكان الكنيسة الميثودية.

وعهدت التحقيقات حول الاغتيال إلى شرطة مكافحة الإرهاب، وفق ما أعلن مساء الجمعة قائد الشرطة المحلية بن جوليان هارينتون خلال مؤتمر صحافي.

وجاءت ردود الفعل السياسية فوراً في بلد لم ينس بعد اغتيال النائبة المؤيدة لأوروبا جو كوكس في وسط الشارع عام 2016 قبل أسبوع من الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من قبل أحد مؤيدي النازيين الجدد.

تنكيس الأعلام

وأعرب رئيس الوزراء البريطاني في كلمة متلفزة عن "الصدمة والحزن الشديدين لرحيل النائب أميس الذي قُتل خلال فترة عمله النيابي في إحدى الكنائس بعد قرابة 40 عاماً من الخدمة" لناخبيه وللمملكة المتحده
وكتبت رئيسة الوزراء السابقة عن حزب المحافظين تيريزا ماي على "تويتر"، "يوم مأسوي لديمقراطيتنا"، بينما نكست الأعلام في البرلمان ومقر رئاسة الوزراء في داونينغ ستريت.

هجوم على الديمقراطية

وكتب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من جهته على "تويتر" أن "الهجوم على مسؤولين منتخبين هو هجوم على الديمقراطية".

وفي كتاب نُشر في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، أشار فيه إلى مقتل جو كوكس، قدر ديفيد أميس أن المخاوف بشأن سلامة النواب جاءت "لإفساد التقاليد البريطانية في أن يتمكن الناس من مقابلة نوابهم".

وقال متحدث باسم وزيرة الداخلية بريتي باتيل إنها "دعت جميع قوات الشرطة إلى مراجعة الترتيبات الأمنية للنواب بأثر فوري". كما التقت باتيل ممثلي الشرطة والأمن والاستخبارات وتحدثت أيضاً مع رئيس مجلس العموم ليندساي هويل.

وأعلن هويل الذي انضم إلى تكريم الرجل "المخلص لعائلته والبرلمان ودائرته الانتخابية"، عن مراجعة للإجراءات الأمنية المتعلقة بالبرلمانيين.

الاعتداءات على البرلمانيين

وتظهر أرقام الشرطة زيادة في الاعتداءات على البرلمانيين، فقد أشارت عام 2019 إلى زيادة بنسبة 126 في المئة بين عامي 2017 و2018 وزيادة بنسبة 90 في المئة في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019.

وأعلن عديد من النواب المنتخبين عن تعرضهم لتهديدات بالقتل في سياق النقاشات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

من جهتها، أكدت مؤسسة "جو كوكس" أن "جميع النواب يستحقون أن يكونوا آمنين". وأضافت أن "العنف والشتائم أمر غير مقبول" و"يعرض للخطر الناس وأسرهم" وكذلك "الديمقراطية".

وفي اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، قال بول غاردينر وهو حلاق يبلغ 41 سنة، ويقع صالونه على بعد 250 متراً من الكنيسة، إنه رأى قوة كبيرة للشرطة وسيارة إسعاف في الموقع ومروحيات.

وأضاف "كنت أقود سيارتي إلى وظيفتي وأوقفتها حوالى الساعة 12:30 ظهراً، وكان هناك كثير من رجال الشرطة ورأيت ضابطاً يحمل سلاحاً".

وفي عام 2010، تعرض النائب العمالي ستيفن تيمز للطعن عدة مرات، لكنه تعافى في النهاية من إصابات كان من يمكن أن تودي به.

وفي يناير (كانون الثاني) 2000، أصيب النائب الديمقراطي الليبرالي نايجل جونز، وقتل مساعده على يد رجل بحوزته سيف أثناء لقائه مؤيديه في شلتنهام في غرب إنجلترا.

وأعرب الزعيم السابق لحزب المحافظين إيان دنكان سميث عن قلقه بشأن سلامة البرلمانيين. وكتب على "تويتر"، "عندما لا تكون في مكتبك وفي مكان عام فهذا يعني أنه لا يمكن أن تتخذ الإجراءات الأمنية التي يُنصح باتخاذها".

أمن البرلمانيين إلى الواجهة

وقد أعادت الصدمة التي سببها مقتل أميس مسألة سلامة المسؤولين المنتخبين إلى الواجهة بعد خمس سنوات من جريمة قتل أخرى.

وأحدث موت أميس النائب منذ نحو أربعين عاما الذي أشاد به برلمانيون من جميع التيارات، صدمة في البلاد.
وتعبيرا عن الوحدة، وضع رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون وزعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر أكليلين من الزهور معا في موقع المأساة صباح السبت.
وتذكر عملية القتل هذه بصدمة حديثة تتمثل باغتيال جو كوكس في حزيران (يونيو) 2016.
فقد قتلت هذه النائبة العمالية في عامها ال41 وطُعنت حتى الموت بيد المتطرف اليميني توماس ماير (53 عاما) قبل أسبوع من الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وقالت كيم ليدبيتر العضو في البرلمان عن حزب العمال وشقيقة جو كوكس، إنها صُدمت "عندما فكرت أن أمرا فظيعا قد يحدث مرة أخرى لنائب آخر، لعائلة أخرى".
وأدت الحادثتان إلى التشكيك في الترتيبات الأمنية المحيطة بالنواب لا سيما عندما يكونون على اتصال مع الجمهور في دوائرهم الانتخابية.
اقترح النائب العمالي كريس براينت في عمود في صحيفة "ذي غارديان" أن يلتقي النواب مع ناخبيهم فقط "بناء على مواعيد". وقال "لا نريد أن نعيش في حصون لكنني لا أريد أن أفقد زميلا آخر في عملية قتل عنيفه 

وأوصى النائب المحافظ توبايس إلوود الذي حاول إنقاذ حياة ضابط الشرطة كيث بالمر بعد طعنه في هجوم في 2017 بالقرب من البرلمان تبناه تنظيم داعش، في تغريدة على تويتر بتعليق الاجتماعات وجهاً لوجه بين النواب وناخبيهم.
وقالت المتحدثة باسم وزيرة الداخلية بريتي باتيل الجمعة "طلبت من جميع قوات الشرطة مراجعة الترتيبات الأمنية للنواب فورا". وذكرت صحيفة "تايمز" أن وزيرة الداخلية ستتحدث في البرلمان الاثنين.