النهار الاخبارية - وكالات
أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، نقلاً عن مصدر مطلع، أن من بين الوثائق السرية التي تم العثور عليها في مكتب الرئيس جو بايدن كانت مذكرات استخباراتية متعلقة بأوكرانيا وإيران وبريطانيا، عندما كان في منصب نائب الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وهو الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى التعليق على الأمر الذي قد يثير تداعيات سياسية.
المصدر أوضح لـ"سي إن إن"، الثلاثاء 10 يناير/كانون الثاني 2023، أن الوثائق السرية الـ10 التي تم العثور عليها في مكتب بايدن الخاص، تعود للفترة بين عامي 2013 و2016، مشيرة إلى أن الوثائق تم العثور عليها داخل 3 أو 4 علب مع وثائق أخرى، غير سرية.
كما كشف المصدر أن معظم الوثائق التي عثر عليها الخبراء القانونيون هي وثائق شخصية لعائلة بايدن، بما في ذلك ما يتعلق بتنظيم جنازة بو بايدن، نجل الرئيس جو بايدن الذي توفي في 2015، ورسائل التعزية.
يذكر أن وسائل الإعلام الأمريكية أفادت يوم الإثنين بأن نحو 10 وثائق سرية تعود للفترة التي كان فيها جو بايدن نائباً للرئيس الأمريكي، تم العثور عليها في مكتب خاص لبايدن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأشارت التقارير إلى أن محامي بايدن الذين عثروا على الوثائق، أخبروا بذلك الأرشيف الوطني الأمريكي، الذي يجب أن تخزن فيه مثل هذه الوثائق، حسب قانون السجلات الرئاسية.
وقال المصدر إنه بعد الاتصال بالأرشيف الوطني، قام فريق بايدن بتسليم عدة صناديق بحذر شديد، على الرغم من أن العديد من الصناديق تحتوي على مواد شخصية.
وبدأت وزارة العدل الأمريكية تحقيقاً أولياً بشأن تخزين الوثائق الرسمية في مكتب خاص، ثم ستتخذ الوزارة قراراً ما إذا ستعين مدعياً لمواصلة التحقيقات في القضية أم لا.
اكتشاف الوثائق
من جانبه، قال ريتشارد سوبر، المستشار الخاص للرئيس بايدن في بيان، إن "البيت الأبيض يتعاون مع الأرشيف الوطني ووزارة العدل، في ما يتعلق باكتشاف وجود ما يبدو أنه سجلات خاصة بإدارة أوباما، بما في ذلك عدد قليل من الوثائق التي تحمل أختام السرية".
سوبر أضاف أن "الوثائق تم اكتشافها عندما كان المحامون الشخصيون عن الرئيس يقومون بحزم ملفات محفوظة في خزانة مغلقة؛ استعداداً لإخلاء مساحة مكتبية في مركز بن بايدن في العاصمة، والتي استخدمها الرئيس بشكل دوري في الفترة من منتصف عام 2017، وحتى انطلاق حملته الانتخابية في 2020".
وأكد سوبر أن "اكتشاف هذه الوثائق جاء على يد محامي الرئيس"، مشيراً إلى أن هذه "الوثائق لم تكن محل طلب أو استفسار سابق من قبل الأرشيف الوطني".
وتابع: "منذ اكتشاف هذه الوثائق، تعاون محامو بايدن مع الأرشيف الوطني ووزارة العدل من أجل اتخاذ إجراءات تضمن استحواذ الأرشيف الوطني على أي سجلات تخص إدارة أوباما – بايدن".
تداعيات سياسية
وجاء اكتشاف هذه الوثائق في وقت يباشر فيه المستشار الخاص جاك سميث التحقيق مع ترامب لسوء تعامله المحتمل مع سجلات مصنفة في مقر إقامته في منتجع مار إيه لاجو بولاية فلوريدا، إذ استعاد المحققون الفيدراليون 325 وثيقة سرية على الأقل من ترامب كجزء من التحقيق الذي يجرونه.
في هذا السياق، قال الرئيس الأمريكي السابق عبر منصته "تروث سوشيال": "متى سيقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بمداهمة العديد من منازل جو بايدن، وربما حتى البيت الأبيض؟، بالتأكيد لم يتم رفع السرية عن هذه الوثائق".
من جهته، قال النائب الجمهوري، الذي من المقرر أن يصبح رئيساً للجنة الرقابة التابعة لمجلس النواب، جيمس كومر، إن "الرئيس بايدن انتقد ترامب بشدة لنقل الأخير وثائق سرية بطريق الخطأ إلى مقر إقامته أو إلى أي مكان آخر، والآن يبدو أنه فعل الشيء نفسه"، واصفاً الأمر بأنه "شديد الهزلية".
وأشار كومر إلى أن الأرشيف الوطني يقع في نطاق اختصاص لجنته الرقابية، ولكنه قال إنهم "عندما أرسلوا إلى إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية، أسئلة تتعلق بالرئيس السابق دونالد ترامب، أحالت إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية الجمهوريين إلى وزارة العدل".
وأضاف: "ربما سيجيبون عن أسئلتنا الآن، لأنها تتعلق برئيسين"، مشيراً إلى أنه يخطط لطلب "المزيد من المعلومات من إدارة المحفوظات في وقت لاحق هذا الأسبوع"، وفقاً لما أوردته "سي إن إن".
ومنذ أن قام مكتب التحقيقات الفيدرالي بتفتيش مقر إقامة الرئيس السابق، في منتجع مار إيه لاجو، أغسطس/آب من العام الماضي، وهو التفتيش الذي كشف عن عشرات الملفات السرية الأخرى، روج ترامب لمزاعم بشأن "سوء التعامل المفترض من قبل أسلافه مع السجلات الحكومية".
ومن المؤكد أن ظهور الوثائق السرية في مكتب خاص ببايدن، سيمنح ترامب زخماً جديداً، وسيستخدمها في حملته الرئاسية عام 2024.