الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

اجتماع أميركي - روسي فيما تتصاعد التوترات مع أوكرانيا


النهار الاخباريه. وكالات

التقى وزيرا الخارجية الأميركي والروسي اليوم الخميس في السويد في وقت بلغت التوترات بشأن أوكرانيا ذروتها، وفيما أعلنت واشنطن أن لديها "أدلة" على استعدادات روسيا لغزو كييف وهددتها بفرض عقوبات قاسية.

وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي أنتوني بلينكن بأن موسكو تحتاج إلى "ضمانات أمنية طويلة الأمد" عند حدودها من شأنها وقف توسع حلف شمال الاطلسي نحو الشرق، بحسب موسكو.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف حذر واشنطن من "جر أوكرانيا إلى الألعاب الجيوسياسية للولايات المتحدة"، مضيفاً أن روسيا تحتاج إلى "ضمانات أمنية طويلة الأمد عند حدودنا الغربية، وهو ما يجب اعتباره مطلباً حتمياً".

وجاء اللقاء على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذي يعقد في ضواحي ستوكهولم بمشاركة 50 وزيراً.

وتعد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من منتديات الحوار الدولية القليلة التي تضم الولايات المتحدة وروسيا. ومنذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، كلفت هذه الهيئة مراقبة احترام اتفاقات السلام التي تهدف إلى حل الصراع مع الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
وتحذّر كييف وحلفاؤها الغربيون منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من زيادة تعزيزات القوات الروسية على حدود أوكرانيا واحتمال حدوث غزو. من جانبها، تنفي موسكو التي تتهم بدعم الانفصاليين الذين يقاتلون كييف، التخطيط لهجوم وفي المقابل تحمل حلف شمال الأطلسي مسؤولية تأجيج التوترات.
شبه جزيرة القرم

وأعلن الكرملين اليوم الخميس، أن روسيا تعتبر النية التي أبدتها أوكرانيا باستعادة شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014، "تهديداً مباشراً" لها، وسط توترات بلغت ذروتها بين البلدين.
وصرّح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "نرى ذلك كتهديد مباشر موجّه إلى روسيا"، في إشارة إلى رغبة كييف استعادة السيطرة على شبه الجزيرة.
وفي اجتماع للناتو في ريغا، قال بلينكن إنه "قلق للغاية" من "الأدلة" التي تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "وضع خططاً لتحركات عدوانية ضد أوكرانيا". وأضاف "لا نعرف ما إذا كان الرئيس بوتين قد اتخذ قراراً بالغزو. نحن نعلم أنه يبني قدرة للقيام بذلك بسرعة، إذا قرر ذلك". وشدد بلينكن على أن الدبلوماسية هي "الطريقة المسؤولة الوحيدة لحل هذه الأزمة المحتملة"، مهدداً برد "بسلسلة من العواقب الاقتصادية الطويلة الأمد" التي امتنعت واشنطن عن استخدامها في الماضي.

وردت موسكو على هذه المزاعم مجدداً باتهامها أوكرانيا بحشد عشرات الآلاف من الجنود في شرق البلاد.
ودعا بوتين إلى "اتفاقات ملموسة" تمنع توسع حلف شمال الأطلسي نحو الشرق ونشر منظومات أسلحته قرب الحدود الروسية، مقترحاً إطلاق "مفاوضات جوهرية" حول هذا الموضوع.
رد أميركي على تصرفات روسيا

في المقابل، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم الخميس، إن أي رد أميركي على تصرفات روسيا تجاه أوكرانيا سيتم بالتنسيق مع المجتمع الدولي، ودعا موسكو إلى التحلي بالشفافية بشأن حشدها العسكري على حدود أوكرانيا.

وعبّر أوستن خلال زيارته كوريا الجنوبية عن أمله في أن تعمل الولايات المتحدة وروسيا على "حل القضايا وتخفيف حدة التوتر في المنطقة". وطالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن موسكو سحب قواتها من الحدود الأوكرانية، قائلاً إن أي غزو روسي سيؤدي إلى فرض عقوبات ستضر بموسكو أكثر من أي عقوبات فُرضت حتى الآن.
ورداً على سؤال حول ما إذا ستكون العقوبات اقتصادية فقط، أحجم أوستن عن الإجابة بشكل مباشر واكتفى بالقول إنه سيتم استخدام "أفضل الأساليب".
وقال أوستن "أياً كان ما سنفعله فسيكون ضمن رد المجتمع الدولي. ومع ذلك فإن أفضل الأحوال هو ألا نشهد توغلاً من الاتحاد السوفياتي في أوكرانيا"، واصفاً روسيا خطأ بالاتحاد السوفياتي السابق.
مقتل جندي أوكراني

وأصبحت أوكرانيا، وهي جمهورية سوفياتية سابقة تطمح بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بؤرة التوتر الرئيسية بين روسيا والغرب فيما تدهورت العلاقات بينهما إلى أسوأ مستوى لها منذ ثلاثة عقود منذ انتهاء الحرب الباردة. وبعد انضمام جزء كبير من أوروبا الشرقية إلى حلف شمال الأطلسي عقب انهيار الاتحاد السوفياتي، فإن موسكو ترفض فكرة أن تحذو أوكرانيا حذوها يوماً ما على رغم أن محادثات عضوية كييف متوقفة حالياً.

من جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيضاً، إلى إجراء محادثات مباشرة مع موسكو بشأن الصراع الجاري مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق بلاده، وهي حرب أودت حتى الآن بحياة 13 ألف شخص.

وقُتل جندي أوكراني على الجبهة أثناء اشتباكات مع الانفصاليين، وفق ما أعلن الجيش، لترتفع حصيلة القتلى في صفوف الجنود الأوكرانيين إلى 61 منذ مطلع العام في شرق البلاد.

وأفاد مكتب الإعلام التابع للجيش وكالة الصحافة الفرنسية بأن الجندي قُتل الأربعاء، مضيفاً أن الجيش فقد أثر ستة جنود في هذه المنطقة في نوفمبر (تشرين الثاني). واتهم الجيش الأوكراني في بيان الانفصاليين باستهداف مواقعه بقاذفة قنابل ومدافع رشاشة من العيار الثقيل.

إضافة إلى أوكرانيا، شهدت الأسابيع الأخيرة أزمة مهاجرين على حدود بيلاروس والاتحاد الأوروبي وعودة الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان، وجميعها أعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وتوصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق لفرض مزيد من العقوبات على بيلاروس، ويتوقع أن تحذو الولايات المتحدة حذوها "قريباً جداً"، وفقاً لوزارة الخارجية الأميركية.