الإثنين 7 تشرين الأول 2024

اتفاق أمريكي أوروبي لتأمين الطاقة.. ما هي خيارات واشنطن؟


النهار الاخباريه وكالات


شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على أن هناك التزاما مشتركا بالمحافظة على أمن الطاقة في أوروبا.

ووفقا للبيان الذي وصل "عربي21" نسخة منه، أكد الطرفان "الالتزام بأمن الطاقة في أوروبا واستدامتها وتسريع التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة، وأن ضمان أمن الطاقة في أوكرانيا والتكامل التدريجي لها مع أسواق الغاز والكهرباء في الاتحاد الأوروبي، يعُد هدفا مشتركا".

ولفت إلى أن "هناك تعاونا مشتركا بين الجانبين، في سياسة الطاقة وتقليل نسبة انبعاث الكربون، وكذلك في أمن الإمداد في مجلس الطاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
 
وأوضح البيان الذي ترجمته "عربي21"، بأن "التزامات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس، من خلال الطاقة النظيفة، ولا سيما مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والتقنيات، توفر مسارًا لأمن الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتؤكد التحديات الحالية للأمن الأوروبي على التزامنا بتسريع وإدارة الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة".

ويأتي هذا البيان في وقت تزداد فيه مخاوف الأوروبيين من انقطاع أو تأثر إمدادات الغاز الروسي، وذلك في حال وقعت حرب بين موسكو وكييف، أو في حال فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا إذا ما قامت بغزو أوكرانيا.

 
وقال البيان إن "الاتحاد الأوروبي على مدى العقد الماضي، استثمر في تنويع الإمدادات من خلال البنية التحتية وتعزيز شبكات الطاقة الداخلية، مما زاد من مرونة وقدرة أسواق الطاقة في الاتحاد الأوروبي".

وأكد البيان أن "المفوضية الأوروبية ستكثف العمل مع الدول الأعضاء من أجل تأمين الإمدادات، وذلك ضمن أسواق غاز شفافة وتنافسية بطريقة تتوافق مع الأهداف المناخية طويلة الأجل وتصل إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050".

وأضاف: "وبينما تتكثف هذه العملية خلال هذا العقد الحاسم، فإننا ملتزمون بالعمل معًا بشكل وثيق للتغلب على تحديات اليوم المتعلقة بأمن الإمدادات وارتفاع الأسعار في أسواق الطاقة".

وتابع: "نلتزم بتكثيف تعاوننا الاستراتيجي في مجال الطاقة من أجل تأمين الإمدادات وسنعمل معًا لتوفير إمدادات طاقة موثوقة ومعقولة التكلفة للمواطنين والشركات في الاتحاد الأوروبي وجواره".

ونبه البيان إلى أن "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعملان بشكل مشترك من أجل الإمداد المستمر والكافي وفي الوقت المناسب للغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي من مصادر متنوعة في جميع أنحاء العالم لتجنب صدمات الإمداد، بما في ذلك تلك التي قد تنجم عن غزو روسي جديد لأوكرانيا".

وأكمل: "تعد الولايات المتحدة بالفعل أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي، لذلك نحن نتعاون مع الحكومات ومشغلي السوق على توريد كميات إضافية من الغاز الطبيعي إلى أوروبا من مصادر متنوعة في جميع أنحاء العالم، حيث يمكن للغاز الطبيعي المسال على المدى القصير أن يعزز أمن الإمدادات، بينما نواصل تمكين الانتقال إلى صافي انبعاثات صفرية، كذلك ستعمل المفوضية الأوروبية على تحسين الشفافية والاستفادة من محطات الغاز الطبيعي المسال في الاتحاد الأوروبي".

وفي ختام البيان أكد الجانبان "عزمهما على العمل معا، وبالتعاون الوثيق مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، على إمدادات الغاز الطبيعي المسال لأمن الإمدادات والتخطيط للطوارئ، وسيتبادلان أيضًا وجهات النظر حول دور التخزين في تأمين التوريد".

وأضاف: "وعلى نطاق أوسع، فإننا ندعو جميع الدول الرئيسية المنتجة للطاقة للانضمام إلينا في ضمان استقرار أسواق الطاقة العالمية وإمداداتها بشكل جيد، ولقد بدأ هذا العمل بالفعل، وسنقوم بالمضي قدمًا به في اجتماع مجلس الطاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في 7 فبراير".
 

مخاوف من قطع إمدادات الغاز الروسي لأوروبا

وكانت قد أثيرت مخاوف أوروبية من أن يؤدي نشوب أي حرب محتملة بين أوكرانيا وروسيا لقطع إمدادات الغاز الروسي لأوروبا، حيث تعتمد القارة العجوز على الغاز الروسي بنسبة 40 في المائة تقريبا.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي جعل أوروبا تفتقر إلى خيارات تعاقب بها موسكو إذا قامت بغزو أوكرانيا، بالمقابل روسيا نفسها معرضة للخطر إذا أوقفت تصدير الغاز إلى الغرب.

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21"، بأنه "مع تدفق الغاز الرخيص بشكل موثوق من روسيا لعقود من الزمن، لم تقم الحكومات المتعاقبة مطلقًا ببناء بنية تحتية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال الأكثر تكلفة من المصدرين الرئيسيين مثل الولايات المتحدة أو قطر، حيث لا يوجد في البلاد حاليًا محطة للغاز الطبيعي المسال خاصة بها".

ولهذا أدت هذه العوامل لتصبح ألمانيا أكبر مشتر للغاز الروسي في العالم، وهي تسحب أكثر من نصف وارداتها من الغاز من روسيا مقابل حوالي 40٪ في المتوسط من الاتحاد الأوروبي، وفقًا لوكالة الإحصاء الأوروبية يوروستات.

وأشارت الصحيفة إلى أن التخلص التدريجي من الطاقة النووية واستخدام الفحم يعني أن هذه النسبة من المرجح أن تزداد.

تقليل الكربون

كذلك ساهم الاتفاق العالمي على تقليل انبعاثات الكربون في اتفاقية باريس للمناخ 2015، في أن تزيد نسبة اعتماد دول الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي، الأمر الذي أدى إلى ارتباط وثيق بين اعتماد أوروبا على الغاز الروسي وطريقة تعاملها مع موسكو سياسيا، وعلى ما يبدو أن الرئيس الأمريكي أراد طمأنة الأوروبيين بأن أمريكا ملتزمة بتأمين احتياجات أوروبا من الغاز في حال وقعت حرب بين موسكو وكييف، وبالتالي قطع الغاز الروسي.