الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

“إيكواس” تؤجل اجتماع “التدخل العسكري” في النيجر..

النهار الاخبارية - وكالات 

قال متحدث باسم برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) السبت 12 أغسطس/آب 2023، إن المجموعة تعتزم إرسال لجنة برلمانية إلى النيجر لعقد لقاء مع قادة الانقلاب العسكري الذين استولوا على السلطة في يوليو/تموز 2023 ويرفضون حتى الآن الضغوط الدبلوماسية لإعادة الحكم المدني. في الوقت نفسه أجلت "إيكواس" اجتماعها بخصوص التدخل العسكري، في حين وصل وفد وساطة يضم علماء دين نيجيريين إلى نيامي للقاء قادة الانقلاب.

واحتجز جيش النيجر قبل أسابيع الرئيس محمد بازوم واستولى على السلطة، مما أثار تنديداً من القوى العالمية الكبرى التي هدَّدت بالقيام بعمل عسكري كملاذ أخير، لكنها قالت أيضاً إنها تسعى لتسوية الوضع سلمياً.

قادة الانقلاب في النيجر يرفضون وساطات إيكواس
قادة الانقلاب يرفضون حتى الآن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها إيكواس والولايات المتحدة وآخرون، مما يهدد باندلاع المزيد من الصراع في منطقة الساحل الفقيرة بغرب إفريقيا التي تواجه بالفعل تمرداً إسلامياً عنيفاً.

ولا تقتصر المخاوف على مصير النيجر، وهي من المنتجين الرئيسيين لليورانيوم وحليفة رئيسية للغرب في الحرب على المتمردين الإسلاميين، بل هناك مخاوف أخرى تساور القوى العالمية على مصالحها الاستراتيجية الكبيرة في المنطقة شبه الصحراوية.

وتتمركز قوات أمريكية وفرنسية وألمانية وإيطالية في النيجر لمواجهة تمرد جماعات محلية مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية أدى لمقتل الآلاف وتشريد الملايين في منطقة الساحل.

في سياق متصل، قررت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" تأجيل اجتماع عسكري كان مقرراً السبت بشأن نشر قوة تدخل لإعادة الرئيس محمد بازوم الذي أطاح به انقلاب في النيجر. فيما تلقى بازوم المحتجز في مقر إقامته الرسمي في نيامي منذ الانقلاب الذي أطاح به في 26 تموز/يوليو، "زيارة من طبيبه" السبت وأكد أحد أقاربه أنه "بخير بالنظر إلى الوضع".

وكان من المقرر أن يلتقي قادة أركان جيوش دول الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" في العاصمة الغانية أكرا السبت، من أجل تقديم المشورة لقادة المنظمة بشأن "أفضل الخيارات" في ما يتعلق بقرارهم تفعيل ونشر "قوتها الاحتياطية". لكن بحسب مصادر عسكرية إقليمية، تم تأجيل الاجتماع "لأسباب فنية" من دون الكشف عن موعد جديد.

دراسة خيار عسكري في النيجر
جدير بالذكر أنه وفي يوم السبت، كتب وزير خارجية النيجر حسومي مسعودو على منصة إكس (تويتر سابقاً) أن "الخيار العسكري الذي تدرسه إيكواس جدياً ليس حرباً على النيجر وشعبها، بل عملية أمنية ضد من يحتجز الرهائن وشركائه". وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس السبت 12 أغسطس/آب 2023.

إلى ذلك، تلقى رئيس النيجر محمد بازوم المحتجز في مقر إقامته الرسمي في نيامي منذ انقلاب أطاح به في 26 تموز/يوليو، "زيارة من طبيبه" السبت، بحسب ما أكد أحد أقاربه لوكالة الأنباء الفرنسية.

وأكد المصدر أن "رئيس الجمهورية" محمد بازوم "تلقى زيارة من طبيبه اليوم" الذي "أحضر له طعاماً"، وكذلك لنجله وزوجته المحتجزَين معه. وأضاف "إنه بخير بالنظر إلى الوضع".

مظاهرات ضد فرنسا في النيجر 
كان آلاف من أنصار الانقلابيين في النيجر قد تجمعوا الجمعة، قرب القاعدة العسكرية الفرنسية في العاصمة نيامي.

وهتف المتظاهرون خلال التجمع "فلتسقط فرنسا، فلتسقط إيكواس"، وذلك غداة قمة "إيكواس" التي انتهت بالموافقة على تدخل عسكري محتمل في النيجر، وتنشر فرنسا في النيجر نحو 1500 من جنودها بهدف دعم القوات المسلحة بالنيجر في التصدي للمجموعات الجهادية.

بعد أكثر من أسبوعين على الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم في 26 يوليو/تموز، تتزايد المخاوف بشأن ظروف اعتقاله. وشجب الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة "تدهور ظروف اعتقال" بازوم المحتجز مع زوجته وابنه. 

عشرات الآلاف في النيجر احتشدوا داخل أكبر ملاعب كرة القدم في البلاد تأكيدا لدعمهم للانقلاب العسكري حيث راحوا يصفقون لأعضاء المجلس الوطني لحماية الوطن الذين قدموا استعراضاً داخل الملعب
وأبدى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "استياءه" من رفض العسكريين الإفراج عن بازوم وعائلته "كبادرة حسن نية".

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تحدثت مع بازوم إن معاملته وعائلته "غير إنسانية وقاسية"، مشيرة إلى أنه محروم من الكهرباء منذ 2 أغسطس/آب وليس هناك أي تواصل بشري معه منذ أسبوع.

وفي حال تدخلت "إيكواس" عسكرياً في النيجر، فإن المخاوف على سلامة بازوم ستتزايد، بحسب أحد المقربين منه. وأكد المصدر أن الانقلابيين لوحوا باستهدافه إذا ما حصل التدخل العسكري.