النهار الاخباريه وكالات
في ظل تعثر المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، عادت نبرة التصعيد إلى الواجهة، مع تلويح إسرائيلي متكرر بتنفيذ ضربة عسكرية "كبيرة"، قابلتها طهران بالتشدد والتمسك بثوابتها بشأن برنامجها النووي، ما ينذر بتقاطع خطير في الحسابات الإقليمية والدولية.
احتضنت العاصمة الإيطالية روما جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، بوساطة عمانية.
ورغم وصف الأجواء بـ"البنّاءة"، إلا أن النتائج بقيت محدودة. فقد أكد كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عرقجي، أن المباحثات ركزت فقط على الملف النووي دون التطرق لقضايا أخرى، في حين لم يصدر أي بيان رسمي عن الجانب الأميركي.
شروط إيرانية صارمة.. ومخاوف من تكرار "أخطاء أوباما"
إيران شددت، عبر مصادر رسمية، على أن خطوطها الحمراء لا تزال قائمة، وأبرزها: رفض تفكيك أجهزة الطرد المركزي، وعدم وقف تخصيب اليورانيوم، والامتناع عن خفض المخزون الإيراني إلى ما دون مستويات اتفاق 2015.
كما رفضت التفاوض بشأن منظومتها الصاروخية. في المقابل، تطالب بضمانات مكتوبة من إدارة ترامب لعدم الانسحاب من أي اتفاق مستقبلي.
هذه الشروط، وفق مراقبين، تجعل العودة إلى الاتفاق صعبة، وتعيد إلى الأذهان أخطاء إدارة أوباما، التي اتُهمت بأنها ساهمت في تمويل وكلاء إيران بالمنطقة من خلال رفع العقوبات.
من جهته، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يستعجل المواجهة العسكرية مع إيران، مشيراً إلى أن طهران "لديها فرصة لأن تصبح دولة عظيمة".
لكنه في الوقت نفسه لم يغلق الباب أمام الخيار العسكري، معتبراً أن البديل سيكون "سيئاً للغاية" بالنسبة لإيران.
بالتوازي مع المفاوضات، تواصل إسرائيل تحركاتها السياسية لتأثير على القرار الأميركي. فقد كشفت تقارير أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ومدير جهاز الموساد، ديفيد بارنيا، التقيا المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في باريس، سعياً للتشديد على ضرورة رفض أي اتفاق لا يفرض تفكيك قدرة التخصيب الإيرانية بالكامل.
وترى إسرائيل أن أي اتفاق يُبقي على قدرة التخصيب، ولو جزئياً، يُعد تهديداً وجودياً لا يمكن التهاون معه، وهو ما قد يدفعها إلى التحرك العسكري، حتى دون تنسيق مسبق مع واشنطن.