الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

أيام قليلة تفصل التطبيع الكامل بين السعودية وإيران..

النهار الاخبارية - وكالات 

قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت الجمعة، 28 أبريل/نيسان 2023، إنه سيتم إعادة فتح السفارتين في السعودية وإيران "في الأيام القليلة المقبلة"، في ما لم يذكر عبد اللهيان موعداً محدداً لإعادة فتح سفارتي البلدين، اللذين اتفقا في مارس/آذار 2023 على استئناف العلاقات.

في حين أُغلقت السفارة منذ أن قطعت السعودية علاقاتها مع إيران عام 2016، بعد اقتحام سفارتها في طهران على خلفية خلاف شديد بين البلدين بشأن إعدام الرياض رجل دين شيعياً. وطلبت المملكة فيما بعد من الدبلوماسيين الإيرانيين مغادرة أراضيها في غضون 48 ساعة، بينما أجلت طاقم العاملين من السفارة السعودية في طهران.

 تدهور العلاقات بين إيران والسعودية 
بدأت العلاقات تدهورها في 2015 في أعقاب تدخل السعودية والإمارات في حرب اليمن، بعدما أطاحت جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران، بالحكومة المدعومة من السعودية وسيطرت على العاصمة صنعاء.

من جانبها، اتهمت السعودية إيران بتقديم السلاح للحوثيين، الذين هاجموا المدن السعودية بطائرات مسيّرة مسلحة وصواريخ باليستية. وفي عام 2019، اتهمت الرياض طهران بالمسؤولية عن هجوم استهدف منشآت نفط تابعة لشركة أرامكو، وأسفر عن توقف نصف إنتاجها النفطي، ونفت إيران تلك الاتهامات.

صراعات متزايدة في المنطقة 
فيما ساهم العداء بين الخصمين الإقليميين والمنتجين الكبيرين للنفط في تأجج صراعات في أنحاء المنطقة. وفي شهر مارس/آذار 2023، اتفقا على إنهاء الخلاف الدبلوماسي وإعادة فتح البعثات الدبلوماسية، بموجب اتفاق توسطت فيه الصين.

من جانبه، قال عبد اللهيان في ختام اجتماعاته مع مسؤولين لبنانيين، من بينهم أمين عام حزب الله حسن نصر الله "خلال الاتصال الهاتفي الأخير بين وزيري خارجية إيران والسعودية في عيد الفطر السعيد اتفقنا على أن نعمل في الأيام القليلة المقبلة على إعادة افتتاح السفارات الإيرانية والسعودية في طهران والرياض".

أشار إلى أن "المنطقة تسير نحو التعاون وتضافر الجهود، ونحن لا نقيّم التقارب بين إيران والسعودية على أنه يصب في مصلحة البلدين فقط بل في مصلحة المنطقة برمتها". وقال إن التطورات الإيجابية بعد الاتفاق "وعودة الانفتاح العربي على سوريا تفتح مناخات بالغة الأهمية على مستوى المنطقة، ولا شك أن لبنان يحتل مكانة مرموقة في هذه المنطقة".

من جهتهم، يعول المسؤولون اللبنانيون على الاتفاق الإيراني السعودي لحل الأزمة الاقتصادية اللبنانية المتفاقمة منذ عام 2019. ولبنان بلا رئيس للبلاد منذ غادر الرئيس السابق، ميشال عون، القصر الجمهوري في أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي. وقال "ما سمعناه من المسؤولين اللبنانيين يوحي بالتفاؤل".

ترحيب لبناني بالتقارب السعودي الايراني
في سياق متصل قال وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بوحبيب، الخميس، إن اتفاق إيران والسعودية "مهم للسلام في المنطقة ونتمنى أن يأتي الخير إلى لبنان بعده"، مشيراً إلى أن "عدم الخلاف في المنطقة يُفيد لبنان".

تصريح بوحبيب جاء في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في وزارة الخارجية اللبنانية بيروت في إطار زيارة للوزير الإيراني تستمر يومين.

أضاف بوحبيب، أن الوزير عبد اللهيان "أطلعنا على الاتفاق الإيراني – السعودي ونأمل أن يأتي الخير إلى لبنان، ومتفائلون بأي اتفاق مع دول الجوار". وشدد الوزير اللبناني على أن اتفاق إيران والسعودية "مهم للسلام في المنطقة".

من جهته، قال عبد اللهيان: "قمنا بإجراء مشاورات حول القضايا الثنائية والوضع الداخلي في لبنان والوضع الإقليمي، ونحن نشجّع جميع الجهات على تسريع العملية الانتخابية الرئاسية والسياسية في هذه الدولة المهمة". ولفت إلى أن "المسؤولين في لبنان وكل الأحزاب لها القدرة والكفاءة اللازمة للتوصل إلى اتفاق وإجماع بشأن انتخاب رئيس للجمهورية".