النهار الاخبارية - وكالات
أدانت الولايات المتحدة الأمريكية، الإثنين 23 يناير/كانون الثاني 2023، قيام الناشط اليميني المتطرف، السويدي الدنماركي راسموس بالودان، بحرق القرآن أمام السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم، ما أثار غضباً إسلامياً واسعاً، ورأت واشنطن أن الحادثة ربما تكون استهدافاً لوحدة الصف داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قال في تصريح للصحفيين، إن "حرق كتب تُعد مقدسة للكثيرين هو عمل مهين للغاية، وإنه أمر بغيض"، واصفاً حادثة حرق القرآن بأنها "مثيرة للاشمئزاز وكريهة"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
يُعد هذا أول تعليق من أمريكا على حرق بالودان القرآن، يوم السبت 21 يناير/كانون الثاني 2023، خلال تظاهرة أمام السفارة التركية بالسويد، الأمر الذي أثار غضباً إسلامياً وعربياً.
اعتبر برايس أن حرق المصحف كان عمل شخص "يهدف إلى الاستفزاز"، و"ربما سعى عمداً إلى تباعد حليفين مقربين (…) تركيا والسويد"، وأشار إلى أنه "ربما سعى عمداً إلى التأثير على المناقشات الجارية بشأن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي".
في الوقت نفسه، دافع برايس عن موقف السويد قائلاً إنها تدعم "حرية التجمع"، وإن الفعل "قد يكون قانونياً ومشيناً في آن"، بحسب تعبيره.
أثارت حادثة حرق القرآن عند سفارة تركيا غضب أنقرة، وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن غضبه حيال الحادث، بما في ذلك ترخيص السويد للتجمع الذي جرى خلاله إحراق المصحف.
كذلك أعلن أردوغان، الإثنين 23 يناير/كانون الثاني 2023، أنّ السويد المرشحة لعضوية "حلف شمال الأطلسي" لم يعد بإمكانها الاعتماد على "دعم" تركيا، بعدما سمحت بتنظيم التظاهرة أمام سفارتها.
كانت السويد وفنلندا قد تقدمتا العام الماضي بطلبين للانضمام إلى الحلف، بعد أن احجمتا عن ذلك في السابق لعدم إغضاب روسيا، لكنهما بدّلتا موقفهما بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي بدأ في فبراير/شباط 2022، والتي تسعى بدورها للانضمام إلى الحلف دون جدوى.
ووفقاً لقواعد حلف "الناتو"، يجب على جميع الأعضاء الموافقة على انضمام الأعضاء الجدد، ولم تعطِ تركيا والمجر بعدُ الضوءَ الأخضر للسويد وفنلندا.
السويد أثارت غضباً بعد حرق القرآن أمام سفارة تركيا في ستوكهولم
في سياق متصل، تَواصل الرفض لسماح السويد بحرق نسخة من القرآن، الإثنين 23 يناير/كانون الثاني 2023، عبر مواقف منددة بالحادثة، واحتجاجات وتظاهرات في العديد من الدول العربية والإسلامية.
الاحتجاجات تواصلت أمس الإثنين في الأردن ولبنان واليمن، وشهدت مدينة عمّان وقفة احتجاجية قرب السفارة السويدية تنديداً بحرق القرآن.
في موازاة ذلك، أدان متحدث الخارجية الألمانية، كريستيان واغنر، في تصريحات صحفية، الحادثة، واعتبرها "عملاً استفزازياً يهدف إلى إثارة الانقسام، وكان تصرفاً وقحاً وغير لائق للغاية".
بدوره، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، يوهانس باهركي، إن مثل هذه الممارسات لا تتماشى مع القيم التي يرتكز إليها الاتحاد، داعياً السويد إلى اتخاذ خطوات بشأنها.
كما وصف الممثل السامي لمنظمة تحالف الحضارات، التابعة للأمم المتحدة، ميغيل أنجل موراتينوس، تلك الحادثة بأنها "عمل دنيء، وفعل يرقى إلى كونه كراهية للمسلمين".
على مستوى الهيئات والحركات، كانت قد أدانت الحادثةَ كلٌّ من منظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية، والبرلمان العربي، والأزهر، وهيئة كبار العلماء بالسعودية، ورابطة العالم الإسلامي، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.