الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

أحزاب جزائرية ترد على تصريحات وزيرة فرنسية استهدفت النشيد الوطني: استفزازية وتدخُّل في شؤوننا

النهار الاخبارية - وكالات 

وصفت أحزاب جزائرية تصريحات لوزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، حول النشيد الوطني للجزائر بأنها "استفزازية وتدخُّل في شؤون دولة ذات سيادة"، وذلك بحسب بيانات مختلفة صدرت الإثنين 19 يونيو/حزيران 2023.

وفي 21 مايو/أيار الماضي، وقع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مرسوماً يعدل ويتمم المرسوم رقم 86-45 المؤرخ في 11 مارس/آذار 1986 والذي يحدد ظروف الأداء الكامل أو الجزئي للنشيد الوطني وشروطه، وكذلك التوليفتين الموسيقيتين الكاملة والمختصرة اللتين تعزفان في الحفلات الرسمية. 

والجمعة 16 يونيو/حزيران، قالت الوزيرة الفرنسية في تصريحات لقناة "إل سي إي" الحكومية رداً على سؤال بشأن المرسوم الجزائري، إن هذا "النشيد قد تجاوزه الزمن، لا أريد التعليق على نشيد أجنبي، لكن هذا النشيد كان قد كُتب عام 1956 في سياق وظرف الاستعمار والحرب، ويتضمن كلمات قوية تعني فرنسا". 

كانت الوزيرة تشير إلى المقطع الثالث من النشيد الجزائري الذي يقول: "يا فرنسا قد مضى وقت العتاب، وطويناه كما يطوى الكتاب، يا فرنسا إن ذا يوم الحساب فاستعدي وخذي منا الجواب". 

والنشيد الوطني الجزائري "قسماً"، كتبه الشاعر الراحل مفدي زكريا داخل زنزانته خلال فترة الثورة التحريرية (1954-1962)، وتم اعتماده نشيداً رسمياً للدولة بعد الاستقلال عام 1962، ويتضمن 5 مقاطع. 

تنديد وغضب
وخلفت تصريحات الوزيرة الفرنسية موجة تنديد وغضب عبَّرت عنها أحزاب ضمن الائتلاف الحاكم بالجزائر، مثل جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي (محافظان) وحركة البناء الوطني (إسلامي)، دون صدور موقف رسمي حول القضية حتى الساعة الـ18.10 ت.غ. 

بدوره، قال حزب جبهة التحرير الوطني، في بيان، إن تصريحات كولونا "استفزازية وغير مقبولة، وتعتبر خرقاً صارخاً للأعراف الدبلوماسية وتدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة". 

أضاف: "كما يعتبر هذا التصريح شاهداً آخر من شواهد عدم الجدية في بناء علاقات تقوم على أسس صحيحة ومبادئ ثابتة، تتميز أساساً بالندية والمنافع المشتركة". 

من جهته، اعتبر حزب التجمع الوطني الديمقراطي، أن تصريحات الوزيرة الفرنسية "فجّة وغير دبلوماسية"، أضاف الحزب أن التصريحات "تأتي في سياق حملة سياسية مناوئة تقوم بها أحزاب وشخصيات يمينية متطرفة تقحم الجزائر في جدل قضايا الهجرة والحرب الدائرة بأوروبا". 

"التفاف مؤسف ومخيب"
من جانبها، قالت حركة البناء الوطني (إسلامية)، في بيان، إن حديث الوزيرة الفرنسية "يتناقض في مضامينه مع الإرادة السياسية التي لطالما أكدها المسؤول الأول بقصر الإليزيه (الرئيس إيمانويل ماكرون) والذي أكد أنه سيواصل المضي قدماً في تعزيز علاقة فرنسا مع الجزائر". 

وذكرت الحركة، أن التصريحات تعد "التفافاً مؤسفاً ومخيباً لأي إرادة لتجاوز الخلافات الراهنة والمضي في بناء علاقة جديدة مع الجزائر على أسس صحيحة ومبادئ ثابتة". 

ويتزامن ذلك مع زيارة للرئيس الجزائري لفرنسا مبرمجة قبل نهاية يونيو/حزيران الجاري، بعد أن كانت مقررة في مايو/أيار الماضي، وأعلن الجانبان تأجيلها آنذاك، بسبب اضطرابات في فرنسا جراء مظاهرات احتجاجية على قانون التقاعد. 

وستكون هذه الزيارة في حال أجريت، الأولى من نوعها لتبون إلى فرنسا منذ وصوله للحكم في ديسمبر/كانون الأول 2019.